قالت مصادر محلية في محافظة ذمار (وسط اليمن) إن عشرات القتلى والجرحى سقطوا، في غارات لطيران التحالف العربي، استهدفت سجناً خاصاً لجماعة الحوثي، يضم مئات الأسرى والمعتقلين لدى الجماعة، وتوعد الرئيس عبدربه منصور هادي بالرد على القصف قائلا: سنحمى جيشنا.
وأكدت مصادر متطابقة أن طيران التحالف نفذ في وقت متأخر من مساء السبت 6 غارات على مبنى كلية المجتمع شمال مدينة ذمار، الذي حولته جماعة الحوثي إلى معتقل يأوي المئات من الأسرى والمعتقلين المؤيدين للحكومة الشرعية.
وقال شهود عيان أنهم شاهدوا عربات لجماعة الحوثي وسيارات اسعاف وعلى متنها مصابين جراء الغارة، يُعتقد أنهم من عناصر الجماعة التي كانت تؤمن السجن، فيما لا يزال أغلب الضحايا تحت الأنقاض.
بينما قال رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى (تتبع الحوثيين) عبدالقادر المرتضى أن طيران التحالف استهدف أحد السجون الخاصة بالأسرى في كلية المجتمع بمحافظة ذمار.
وأوضح في منشور له على فيسبوك، أن “السجن فيه عشرات الأسرى التابعين للعدو “الحكومة الشرعية” مؤكداً أن هناك قتلى وجرحى فيما الكثير لازال مصيرهم مجهول، فيما لم تستطع فرق الإنقاذ، الوصول الى المكان المستهدف بسبب كثافة القصف وتواصله.
وأكد أن السجن معروف لدى التحالف ولدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر حيث سبق أن قامت بزيارته عدة مرات.
وحمل القيادي الحوثي التحالف وعلى رأسهم السعودية والامارات المسؤولية الكاملة إزاء هذا الاستهداف وما سينتج عنه، داعياً المنظمات الدولية والمحلية الى ادانة هذه الجريمة المروعة، والنزول الى المكان المستهدف ومعاينته عن كثب.
وتعيد الحادثة إلى الأذهان، المجزرة المروعة التي راح ضحيتها 25 قتيلاً من المعتقلين لدى الحوثيين، بينهم الصحفيين عبدالله قابل ويوسف العيزري وعشرات الجرحى، فيما عُرف حينها بـ “مجزرة هران” والتي وقعت في 21 مايو 2015، عندما استهدف طيران التحالف مبنى حكومي يستخدمه الحوثيون معتقلاً في ذات المدينة، واتهمت الحكومة اليمنية حينها الحوثيين باستخدام المعتقلين دروعاً بشرية.
الرئيس يرد:
من جانبه قال نائب وزير الخارجية محمد الحضرمي، خلال لقائه بالعاصمة السعودية الرياض، وزيرة خارجية السويد، مارغوت فالستروم، حسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ): ستتخذ كل الوسائل القانونية المتاحة للتعامل مع استهداف الإمارات لقواتها المسلحة.
واستعرض الحضرمي، في اللقاء، عملية السلام وآخر التطورات على الساحة اليمنية، بما فيها التمرد المسلح من قبل المجلس الانتقالي، والقصف الإماراتي “السافر” الداعم للتمرد، ضد القوات المسلحة، بحسب ذات المصدر.
وشدد على أن “الحكومة الشرعية ستتخذ كل الوسائل القانونية المتاحة للتعامل مع حادثة استهداف الجيش الوطني اليمني (من قبل الإمارات)، والانتهاكات التي ارتكبها المتمردون المدعومون من أبوظبي من إعدامات للجرحى في المستشفيات ومداهمات للمنازل في العاصمة المؤقتة عدن”.
وحمّل الحضرمي، الإمارات والمجلس الانتقالي الجنوبي، “المسؤولية الكاملة” عن تلك الانتهاكات.
وأضاف أن “الحكومة عازمة على مواصلة التعاون مع المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله وصوره أينما وجد، وعدم قبولها باستمرار أو تمويل أي تشكيلات عسكرية خارج إطار الدولة تحت أي مبرر”.
السويد تدعم الشرعية:
من جانبها، أكدت وزيرة خارجية السويد، دعم بلادها للحكومة اليمنية الشرعية، وعزمها على استمرار تقديم الدعم لليمن من أجل التخفيف من تبعات الأزمة الإنسانية، حسب المصدر.
والخميس، سقطت مدينتا عدن وزنجبار مركز محافظة أبين (جنوب)، في أيدي قوات “المجلس الانتقالي الجنوبي” المدعوم إماراتيا، بعد غارات جوية لطيران الإمارات استهدفت مواقع الجيش اليمني في عدن وأبين، مخلفة 300 قتيل وجريح، حسب ما أعلنته وزارة الدفاع اليمنية.
واتهم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لأول مرة، الإمارات بدعم “انقلاب المجلس الانتقالي الجنوبي”، والتخطيط له، في مسعى منها لتقسيم اليمن.
العلماء تدين:
من جانبه أدانت هيئة علماء اليمن، تمرد مليشيات ما يسمى بالمجلس الانتقالي الانفصالي على السلطة الشرعية اليمنية، والاعتداء على الجيش والأمن ومؤسسات الدولة، واعتبرت ذلك خروجا على ولي الأمر الشرعي.
وفي بيان أصدرته الهيئة السبت، اشادت الهيئة بموقف الحكومة الشرعية ونهوضهم بواجبهم للقضاء على التمرد والحفاظ على الأهداف التي قام لأجلها التحالف، والمتمثلة في المحافظة على الدولة، ومصالح الشعب اليمني، وأمنه، ووحدة وسلامة أراضيه.
واعتبر علماء اليمن أن تمرد الانتقالي يمثل أكبر خدمة لجماعة الحوثي وانقلابهم، وللمشروع الإيراني الذي قالوا إنه يسعى للهيمنة على اليمن والمنطقة.
واشادت هيئة علماء اليمن بموقف قوات الجيش والأمن، وقبائل محافظة شبوة وأبين ولحج ورموز المحافظات الجنوبية، وكافة المكونات الرسمية والشعبية، التي رفضت هذا التمرد وتصدت له.
وأهابت بالسعودية الاستجابة لمطالبات الحكومة لها بتوقيف دولة الإمارات عن الاعتداء بالضربات الجوية على الجيش اليمني، ووقف كافة الدعم المالي والعسكري لكل التشكيلات العسكرية الخارجة عن الدولة وسلطة القانون، وتحميلها جميع التبعات والمسؤوليات المترتبة على ذلك.
واشادت الهيئة بالبيان الرئاسي الأخير، وبموقف الحكومة، والخارجية ووزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان وأحزاب التحالف الوطني للقوى السياسية، التي ادانت قصف الطيران الإماراتي المتعمد وغير المبرر للجيش اليمني في عدن وضواحيها وبعض مناطق محافظة أبين.
وقالت إن ما قامت به الامارات يصادم أهداف التحالف العربي، والقانون والأعراف الدولية.
ودعت جميع اليمنيين حكومةً وشعباً، وقيادة التحالف العربي أن يعملوا سريعاً على القضاء على التمرد، والتوجه لاستكمال تحرير ما بقي من محافظات تحت سيطرة مليشيات الحوثي، واستعادة عاصمة اليمن الموحد المختطفة صنعاء.
كما دعت جميع أبناء اليمن والمكونات السياسية والاجتماعية للوقوف إلى جانب الشرعية لوأد الفتنة، وتثبيت دعائم الدولة وبسط سلطتها على جميع أراضي الجمهورية، ورفض أي قوات خارج نطاق الجيش الوطني والأجهزة الأمنية.
ووجه علماء اليمن دعوة لأنصار ما يسمى بــ المجلس الانتقالي إلى الحذر من دعاة الفتنه وتجنب الانخراط فيها، وعدم مشاركتهم في القتال، وفي المقابل دعوا حكومة الشرعية إلى اتخاذ كل ما يلزم لحفظ دماء وممتلكات المواطنين في أماكن القتال، وحسن معاملة الأسرى، والحفاظ على مؤسسات الدولة وممتلكاتها، وتوفير الاحتياجات والخدمات الضرورية.