الطب الشرعي: شادي حبش توفي بسبب “الكحول الميثيلي”.. ومراقبون: كيف حصل عليه؟

أصدر النائب العام المصري المستشار حماده الصاوي، بيانا، حول وفاة المخرج الشاب شادي حبش، الذي توفي في المعتقل بعد إخراجه أغنية تسخر من عبدالفتاح السيسي.

وقال الصاوي، إن تقرير مصلحة الطب الشرعي بشأن إجراء الصفة التشريحية لجثمان المتهم شادي حبش- كان محبوسًا احتياطًيا على ذمة القضية 480 لسنة 2018 حصر أمن دولة- أثبت وفاته بسبب التسمم بالكحول الميثيلي ونواتج أيْضه وما أحدثته من حموضة بالدم وتثبيط الجهاز العصبي المركزي وفشل تنفسي حاد، موضحًا أن الوفاة مُعاصرة للتاريخ الثابت بالتحقيقات.

وأضاف البيان النائب العام، أن المعمل الكيماوي بالمصلحة أفاد أنه بفحص العينات الحشوية المأخوذة من الجثمان عُثِرَ على الكحول الميثيلي، وقد ثبت بإجراء الكشف الظاهري على الجثمان عدم وجود أي آثار إصابية ظاهرية حيوية حديثة به تُشير إلى تماسُك أو تجاذُب أو عُنف جنائي واقع على المتوفى.

وكانت النيابة العامة استكملت التحقيقات بسؤال اثنين آخرين من المحبوسين رفقة المتوفى؛ وشهد أحدهما بإبصاره المتوفى ظهيرة اليوم السابق على وفاته يمزج كمية من الكحول بعبوة للمياه الغازية- أعطاها له كطلبه منه- ليكون لها تأثير مسكر، وأنه شاركه في شُربها؛ فأصيب بدوره بإعياء مماثل لِمَا أصاب المتوفى نُقِل على إثره لتلقي العلاج، مُؤكداً على سلامة الصحة النفسية والبدنية للمتوفى قبل تلك الواقعة.

وشهد الثاني بعلمه من المتوفى والشاهد السابق بمزج عبوة المياه الغازية التي كانت بحوزتهما بالكحول ليكون لها تأثير مسكر، وإبصاره كذلك معهما عبوة كحول فارغة وأخرى ممتلئة.

كيف حصل شادي على الكحول؟

وتساءل أحد النشطاء كيف يمكن أن يتسرب سائل خطير، شديد الاشتعال، إلى غرف المعتقلين المحبوسين في سجون شديدة الحراسة.

ويقول أحد المراقبين، إن النيابة لم تشر من قريب أو من بعيد إلى كيف حصل المتوفى على الكحول.

كما أنه لم تجب النيابة ولم تبين كيف تسرب هذا الكحول إلى داخل الزنزانة التي سبق أن شاهدت وفاة حالات أخرى.

الإهمال الطبي والموت ببطء

تحدث المخرج المصري الشاب شادي حبش قبل وفاته، وقال في رسالة له من سجنه عن “المقاومة في السجن” و”الموت ببطء”.

وكتب حبش في الرسالة: “السجن مابيموتش (لا يتسبب في الموت) بس (لكن) الوحدة بتموت. أنا محتاج دعمكم عشان ماموتش (لا أموت)”.

وبنبرة يأس: “في السنتين اللي فاتو أنا حاولت أقاوم كل اللي بيحصلي لوحدي عشان أخرجلكم نفس الشخص اللي تعرفوه بس مبقتش (لم أعد) قادر خلاص”.

أما عن مفهوم “المقاومة” فكتب: “أنك بتقاوم نفسك وبتحافظ عليها في وإنسانيتك من الآثار السلبية من اللي بتشوفوا وبتعيشوا كل يوم وأبسطها إنك تتجنن أو تموت بالبطيئ (ببطء)، لكونك مرمي في أوضه (غرفة) بقالك سنتين ومنسي ومش عارف هتخرج منها إمتى؟ أو ازاي (كيف)؟”.

وأشار إلى أنه كانت تحدد له جلسة كل 45 يوما، يتم فيها تجديد حبسه، من دون أن “ينظر إليه القاضي أو ينظر في أوراق القضية”.

وجاء في ختام الرسالة: “محتاج لدعمكم ومحتاجكم تفكروهم أني لسه محبوس وأنهم ناسيني وأني بموت ببطء كل يوم لمجرد أني عارف أني لوحدي قدام كل ده وأني عارف أني ليا صحاب كتير بيحبوني وخايفين يكتبوا عني أو فاكرين أني هخرج من غير دعمهم ليا”.

ويؤكد حقوقيون أن عدد المعتقلين الذين توفوا بسبب الإهمال الطبي أو سوء المعيشة أو التعذيب في السجون المصرية، منذ حزيران/ يونيو 2013، تجاوز الـ840 حالة.

ويواجه الآلاف من المعتقلين السياسيين في السجون المصرية خطر الموت، على وقع تعرضهم للتعذيب والإهمال الطبي المتعمد، وعدم تقديم أي رعاية صحية لهم.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: 50% من سكان غزة يواجهون نقصا حادا في الغذاء

أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، الخميس، أن 1.1 مليون شخص يواجهون انعدام …