حول شيخ الأزهر ووزير الأوقاف في حكومة الانقلاب، احتفال ليلة القدر في مصر، إلى محاولة المؤسسات الدينية المصرية تقديم نفسها باعتبارها داعمة ومؤيدة لعبد الفتاح السيسي، وبعث رسالة للمصريين بضرورة طاعة الحاكم.
ومدح الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، في كلمته، قائد الانقلاب العسكري قائلًا، إنّ الأزهرَ الشريف يعلم ويُقدِّر جَيِّدًا ما يبذله السيسي من جهودٍ كبيرةٍ من أجلِ تحقيقِ آمال الشَّعب وتطلُّعاته إلى عيشٍ كريمٍ، ومستقبل أفضل وعدالة اجتماعيَّة أرحب.
ووجه حديثه للسيسي، قائلاً: كما يُقدِّرُ جهودكم في استعادَةِ مِصْرَ دورَها الرَّائد في المحيطِ العربيِّ والأفريقيِّ والإسلاميِّ، وإنَّه لا يَخْفَى على أحدٍ ما تمر به منطقتنا العربيَّة والإسلاميَّة من مخاطر وظروف صعبة تستدعي استمرار جهودكم مع إخوانكم حُكَّامِ العرب والمسلمين للعبور بمنطقتِنا من هذه الفترة العصيبة ولتحقيقِ السَّلام والاستقرار للشُّعوب”.
وتابع: “الأزهر الشَّريف بعلمائِه ورجالِه وطُلَّابه وانتشاره في إفريقيا وجنوب شرق آسيا، ومكانتِه في نفوس العرب والمسلمين يدعمكم سيادة الرَّئيس، ويُقدِّرُ جهودكم ويَشدُّ على أيديكم في هذه المرحلة الدَّقيقة، نسأل الله في هذه اللِّيلة المباركة أنْ يُوفِّقَكُم، وأن يُعينكم على تحقيقِ آمال مصر والمصريِّين، وأنْ يُوفِّقَكُم لما فيه خَيْر البِلاد والعِبَاد”.
من جهته رأى وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، خلال الاحتفال الذي نظمته وزارته ليل أمس الأحد، إن الإسلام قد أوجب للحاكم العادل حق الطاعة وحق الإعانة والتقدير، مضيفًا أن الجماعات المتطرفة حاولت إحداث حالة من الشقاق والقطيعة بين الشعوب وحكامها، من خلال الترويج لنفسها بأنها حامية الدين، معتبرة أن الحاكم هو ضدها وضد الدين.
وزعم جمعة، أن هذه الجماعات المتطرفة ترى أن كل ما يقوي الدولة يضعف الجماعة وكل ما يضعف الدولة يقوي الجماعة فهي لا تقوم ولا تتغذى إلا على أنقاض الدول، رغم أن الإسلام قد أوجب للحاكم العادل حق الطاعة وحق الإعانة والتقدير.
وتابع، ” من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا”.
وتابع: “الجزء الثاني من الآية يحتاج إلى وقفة تأمل، لأن الإحياء الحقيقي للأنفس لا يكون إلا لله حده، والمراد هنا من عمل على إحيائها أو حافظ على بقائها حية، فإذا كان الإرهابيون يعملون على إزهاق الأنفس دون حق، فإن كل من يدفع عنها شر الإرهابيين سواء عسكريًا أم دعويًا أم فكريًا أم قضائيًا فكأنما أحيا الناس جميعا، وكذلك كل من وفر الماء والغذاء وتمهيد الطرق للحفاظ على حياة النفس البشرية.
وأوضح وزير الأوقاف، أنه يوجد تحريف لمفاهيم النصوص، لمحاولة ترسيخ فقه الجماعة على حساب فقه بناء الدول، ففقه بناء الدول يتسم بالمرونة ولكن فقه الجماعة مغلق مصلحة التنظيم فيه فوق مصلحة الدولة ومصلحة الجماعة فوق مصلحة الأمة والدين نفسه.
ودفع حديث وزير الأوقاف وشيخ الأزهر، عبد الفتاح السيسي، للخروج عن نص كلمته المكتوبة والارتجال، قائلًا :”أهم الأشياء هو اختيار الشخص المناسب للوظيفة المناسبة، ونقدنا لأي حديث يقال طالما كان بعيدا عن الثوابت لا يؤثر فينا، مؤكدا أن الدين قوي” مضيفًا :” نستلهم من الدين قواعد شغل المناصب لمن يستحقها”.