Kashmiris attend a protest after Eid-al-Adha prayers at a mosque during restrictions after the scrapping of the special constitutional status for Kashmir by the Indian government, in Srinagar, August 12, 2019. REUTERS/Danish Siddiqui

بعد 27 عاما على هدم “بابري”.. “مودي” يجدد آلام المسلمين بـ”معبد هندوسي

قالت صحيفة الجارديان البريطانية، إنه من المقرر أن يحضر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي احتفالاً يوم الأربعاء، 5 يوليو/تموز، من أجل وضع قالباً من الفضة وزنه 40 كيلوغراماً في موقع لبناء معبد هندوسي، في نفس الموقع الذي شهد في عام 1992 تدمير عصابة هندوسية لمسجد قديم “مسجد بابري” والذي يرجع بناؤه لأكثر من 400 عام.

وأشارت الصحيفة إلى أنه سيحل عيد ديفالي (أو مهرجان الأضواء) مبكراً هذا العام على مدينة أيوديا. فعلى الرغم من أن هذا الاحتفال الهندوسي لا يحين موعده إلا بعد 3 أشهر، أضيئت المدينة بمصابيح أرضية استعداداً لوضع حجر الأساس لمعبد هندوسي الذي ربما يكون القضية الأكثر شحناً للعواطف وإثارة للشقاق والتنافر.

وأضافت الجارديان، أن هذا الحدث يمثل المرة الأولى التي يزور فيها مودي مدينة أيوديا. وتأتي تتويجاً لحملة سياسية قوية من حزبه الحاكم “بهاراتيا جاناتا” من أجل بناء معبد في نفس الموقع الذي شهد في عام 1992 تدمير عصابة هندوسية لمسجد قديم يرجع بناؤه لأكثر من 400 عام على مرأى ومسمع من أعضاء حزب “بهاراتيا جاناتا”؛ ما أثار اضطرابات أسفرت عن مقتل نحو 2000 شخص.

منذ ذلك الحين، أثارت هذه القضية أعمال شغب، وأوصلت حزب بهاراتيا جاناتا إلى السلطة السياسية بعدما كان على الهامش، حيث اعتاد إضعاف المسلمين والهندوس المستقطبين، ونجح في السيطرة على الحياة السياسية الهندية باستغلال مزيج معقد من التاريخ والدين والأساطير والقانون والعاطفة، حسب عربي بوست.

بالنسبة لحزب “بهاراتيا جاناتا”، سيكون وضع حجر الأساس للمعبد لحظة انتصار سياسي لعقيدته القومية الهندوسية.

أما بالنسبة للعديد من الهندوس العاديين، ستكون لحظة فخر خالصة، إذ سيُبنى معبد لمعبودهم رام، الأكثر تقديساً بين مجمع الآلهة الهندوس، تحديداً في المكان الذي يعتقدون أنه وُلد فيه. وفي مهرجان ديفالي كل عام، يحتفل الهندوس في جميع أنحاء العالم بعودة الإله رام إلى أيوديا باعتباره انتصار الخير على الشر.

لكن بالنسبة للمسلمين الهنود، فمشاعرهم أكثر تناقضاً ما بين حزن دائم على هدم المسجد الذي كان يقف سابقاً في نفس البقعة واستسلام للوضع.

وتقول الصحيفة، إن الزعيم السياسي المسلم أسد الدين عويسي، انتقد خطة رئيس الوزراء مودي لحضور هذا الحدث الديني، واعتبر ذلك انتهاكاً للقسم الذي أدلى به على احترام دستور الهند العلماني وحذَّر من أنه “سيفتح جروحاً قديمة”.

كانت المحكمة العليا في الهند قد وافقت على بناء المعبد في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عندما حكمت بأنه يمكن بناء المعبد في ذلك الموقع وتوفير قطعة أرض في مكان آخر لبناء مسجد جديد، منهية نزاعاً قانونياً طويل الأمد.

بيد أن توقيت فعاليات وضع حجر الأساس أثار انتقادات؛ لأنه يأتي في الوقت الذي تصارع فيه الهند للسيطرة على “كوفيد-19” بعد وصولها للمرتبة الخامسة بين أكثر الدول تضرراً.

وقال السياسي شاراد بافار: “يعتقد البعض أن بناء معبد سيساعد في مكافحة كوفيد 19”. وأشار آخرون إلى ما يسمونه “أولويات مودي الخاطئة” بسبب إقامة الحفل في خضم معركة الهند ضد “كوفيد-19”.

وحظرت وزارة الداخلية الهندية نفسها كل التجمعات الكبيرة وحثت جميع الهنود الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً (مودي يبلغ من العمر 69 عاماً والعديد من قادة حزب بهاراتيا جاناتا الذين سيكونون حاضرين أكبر من هذا السن) على البقاء في منازلهم لأنهم أكثر عرضة للإصابة.

أما عن قائمة ضيوف الفعاليات، فعلى الرغم من تقليلها بدرجة كبيرة بسبب “كوفيد-19″، لا تزال تضم 200 شخصية مرموقة على الأقل.

وكان هندوس متطرفون قاموا  بهدم مسجد “بابري” التاريخي الشهير في مدينة أيوديا الهندية في 6 ديسمبر/كانون الأول 1992، وقد أدى هدم المسجد إلى اشعال أعمال طائفية وقتل نحو 2000 شخص معظمهم من المسلمين.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: 50% من سكان غزة يواجهون نقصا حادا في الغذاء

أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، الخميس، أن 1.1 مليون شخص يواجهون انعدام …