حزب صالح يهاجم حليفه الحوثي ويريد “سلاما مشرفا”

هاجم حزب المؤتمر الشعبي العام، جناح الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح (1978-2012)، اليوم الخميس، حليفته جماعة “أنصار الله” (الحوثي)، معلنا رفضه أن يكون “مجرد ديكور” في أي شراكة، وداعيا في الوقت نفسه إلى ضرورة تحقيق “السلام المشرف، وليس الاستسلام” لحل أزمة اليمن.

جاء ذلك على لسان الأمين العام للحزب، عارف الزوكا، خلال كلمة ألقاها في “ميدان السبعين” بالعاصمة صنعاء، أمام حشد جماهيري يقدر بعشرات الآلاف، بمناسة الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس الحزب، في 24 أغسطس 1982.

وقال “الزوكا” إن “حشد اليوم المليوني هو رسالة تأكيد بأن المؤتمر، بزعامة صالح، كان وسيظل وفيا للوطن والشعب، ولن يقبل مهما كانت التحديات أن تكون وحدة اليمن وسيادته قضية للمساومة أو المزايدة أو البيع والشراء”.

وأضاف أن “حزب المؤتمر يرفض أن يكون مجرد ديكور في شراكته”، منتقدا في الوقت ذاته “تخوين الحزب وقياداته”، ومعتبرا أن “الحزب هو التنظيم الذي كلما تآمر عليه المتآمرون تأوي إليه قلوب اليمنيين”.

واعتبر أن “الشراكة مع الحوثيين كانت من أجل الحفاظ على الجبهة الداخلية، والنهوض بمؤسسات الدولة، وليس من أجل مصالح أو مغانم”.

وخلال الأيام القليلة الماضية تصاعدت اتهامات حوثية لحزب صالح بالتآمر على الجماعة، والتفاوض من خلفها مع دول في التحالف العربي، بقيادة السعودية، الداعم عسكريا لقوات الحكومة الشرعية، في مواجهة مسلحي تحالف الحوثي وصالح، المدعومين عسكريا من إيران.

ومضى “الزوكا” قائلا إن الحزب “قدم الكثير من التنازلات من أجل الحوار والتسامح”، مشددا على ضرورة “السلام المشرف في البلاد، وليس الاستسلام”.

ودعا ماتسمى بـ”حكومة الإنقاذ الوطني”، المشكلة من جماعة الحوثي وحزب صالح (غير معترف بها دوليا)، إلى “تسليم الرواتب المتوقفة منذ عشرة أشهر للموظفين الحكوميين، ومكافحة الفساد، وتحييد الإعلام الرسمي”.

وقال أمين عام حزب المؤتمر الشعبي إن “سفير اليمن لدى الإمارات، أحمد علي عبد الله صالح (نجل زعيم الحزب) محتجز لدى دولة الإمارات (إحدى دول التحالف)، بدون وجه حق، بطريقة مخالفة للقوانين والأعراف”، داعيا إلى “سرعة الإفراج عنه”.

ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من السلطات الإماراتية بشأن حديث الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي اليمني.

وبالتزامن مع مهرجان حزب صالح، تنطلق في وقت لاحق اليوم فعاليات جماهيرية لجماعة الحوثي، في ساحات عديدة على مداخل صنعاء، تحت عنوان “التصعيد مقابل التصعيد”، في إشارة إلى إصرار حزب المؤتمر على حشد أنصاره منفردا في العاصمة.

وإضافة إلى الحشد المنفرد لكل من الحليفين في صنعاء اليوم، ثمة خلافات جوهرية عديدة بينهما، منها: حجم مشاركة قوات صالح في القتال، والتمثيل في مشاورات السلام والمحادثات الخارجية، إضافة إلى الحركة القضائية وتعديل المناهج التعليمية، واتهامات للحوثيين بالهيمنة على وسائل الإعلام اليمنية الرسمية.

ومنذ 21 سبتمبر 2014 اجتاح مسلحو تحالف الحوثي وصالح محافظات يمنية عديدة، بينها صنعاء، ما دفع التحالف العربي، في 26 مارس من العام التالي، إلى بدء عمليات عسكرية لدعم قوات الحكومة الشرعية.

وتسببت هذه الحرب المتواصلة في تدهور الأوضاع الإنسانية باليمن، حتى بات أكثر من 20 مليون يمني (من أصل حوالي 27.4 مليون نسمة) بحاجة إلى مساعدات إنسانية؛ فضلا عن نزوح قرابة ثلاثة ملايين شخص، ومقتل وإصابة عشرات الآلاف، وفق الأمم المتحدة.

ومنذ منتصف عام 2015 رعت الأمم المتحدة ثلاث جولات من المشاورات بين أطراف الأزمة اليمنية، على أمل التوصل إلى حل سياسي، غير أنها تعثرت في إنهاء الحرب في البلد الأكثر فقرا في العالم. 

شاهد أيضاً

حماس: المرونة التي نبديها لا تعني التراجع عن شروطنا وإسرائيل لا يعنيها أسراها

قال القيادي في حركة “حماس” باسم نعيم، إن “إسرائيل باتت تفهم المرونة التي تبديها حماس …