“خاشقجي لن يموت”.. هاشتاج يتصدر تويتر ويتحدى محاولات طمس قضيته

غردت التركية خديجة جنكيز، خطيبة الإعلامي السعودي الراحل جمال خاشقجي، اليوم الثلاثاء، على موقع “تويتر” عبر وسم “خاشقجي لن يموت”، وذلك بعد مرور ستة أشهر على مقتله.

ويأتي هذا الوسم الذي انتشر بشكل سريع، في ظل محاولات سعودية لطمس قضية خاشقجي، والمماطلة في كشف الحقائق.

واغتيل خاشقجي في الثاني من أكتوبر 2018، في القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية، من قبل فريق اغتيال مقرب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وحتى الآن تجري التحقيقات في مقتله لمعرفة من الذي أمر بقتله، وأين الجثة التي لم تظهر.

 

في حين طالب حساب “معتقلي الرأي” المهتم بقضايا المعتقلين السعوديين، عبر تغريدة له على “تويتر”، بالمشاركة عبر الوسم الذي أطلقته جنكيز، قائلاً: “ندعو الجميع إلى دعم وسم #خاشقجي_لن_يموت #khasoggiwillneverdieالذي أطلقته @mercan_resifi من أجل المطالبة بمحاسبة جميع المسؤولين عن قتل #خاشقجي ووضع حد لجميع الانتهاكات الحقوقية ضد أصحاب الفكر والرأي الحر في الداخل والخارج”.

وعن محاولات السعودية تكميم الأفواه في هذه القضية، كشفت صحيفة “واشنطن بوست”، اليوم الثلاثاء، عن مفاوضات يقودها خالد بن سلمان شقيق ولي العهد السعودي، مع أبناء وعائلة خاشقجي، لدفع عشرات الملايين من الدولارات تمثل دية قتله وضمان محاكمة قاتليه.

 

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سعوديين حاليين وسابقين قولهم إن أبناء خاشقجي قد يتلقون تعويضاً مالياً بعشرات الملايين من الدولارات لكل منهم، في إطار مفاوضات يُفترض أن تؤدي إلى محاكمة قتلة والدهم خلال الأشهر القادمة.

 

وأكد المسؤولون للصحيفة أن هذه المفاوضات جزء من الجهود التي تبذلها السعودية للتوصل إلى ترتيب طويل الأجل مع أفراد عائلة خاشقجي، يهدف في جزء منه إلى ضبط تصريحاتهم العامة بشأن مقتل والدهم.

 

وبحسب مسؤول سعودي، فإن الملك سلمان بن عبد العزيز وافق على منح منازل ومبالغ تصل إلى نحو 10 ملايين دولار أو أكثر لكل ابن من أبناء خاشقجي، في إقرار واضح بأن ما جرى “ظلم كبير “، وهذه المحاولات لـ”تصحيح هذا الخطأ”.

وبعد قتل خاشقجي بطريقة وحشية في قنصلية بلاده، وتخليداً لذكراه، حاولت العديد من الجهات أن توصل قضيته للعالم، ومنها جهات عربية ودولية، وهناك من ألف كتباً تحكي قصته، ومن كتب مقالات عدة عنه.

 

وألفت جنكيز كتاب “جمال خاشقجي، حياته وكفاحه وأسراره”، في حين أصدرت وكالة “الأناضول” التركية كتاب “جمال خاشقجي جريمة قتل”، كما كتبت صحيفة “صباح” في تركيا كتاب “جريمة دبلوماسية: الأسرار المظلمة لقتل خاشقجي”، وكانت هذه الكتب بعدّة لغات.

 

كما تداول ناشطون منذ مقتل خاشقجي العديد من المقالات التي كتبها والفيديوهات التي صورت له، وأكدوا سعيه لدفع التغيير الإيجابي في المملكة، ودعمه للإصلاحات على المستوى الشعبي والسياسي.

 

وأنشئت رابطة تحت اسم  “أصدقاء خاشقجي حول العالم”، اهتمت بقضيته منذ البداية، ونظمت العديد من المظاهرات الداعمة له.

 

واختار خاشقجي الاستقرار في أمريكا بالعام 2017، وكتب مقالات بصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، انتقد فيها سياسة تكميم الأفواه واعتقال كل من له رأي مخالف في السعودية، كما انتقد محاربتها لجماعات الإسلام السياسي ومعارضتها للربيع العربي.

 

وكانت نهايته في قنصلية السعودية من أغرب النهايات التي تعرض لها صحفيون في العالم، إذ دخل خاشقجي إلى القنصلية للحصول على وثيقة لإتمام زواجه من خطيبته التركية جنكيز التي كانت تنتظره خارج المبنى، ولكنه اختفى منذ ذلك التاريخ.

 

وفي البدء شددت السلطات السعودية على أنه غادر القنصلية. وبعد تنامي الضغط الدولي اعترفت بأنه قتل في شجار، ثم تغيرت الرواية الرسمية واعترفت بأن الفريق الأمني السعودي الذي قتله خطط مسبقاً للجريمة، لتكشف بعدها العديد من التقارير تورط ولي العهد السعودي في هذه العملية.

 

وما يزال العالم يطالب السعودية بالكشف عن مصير جثة خاشقجي، ورجح الادعاء العام التركي أن الجناة قطعوا أعضاء الجثة، وتقول بعض التسريبات إن الجناة أذابوا الجثة في محلول كيميائي.

 

ومن مؤلفات خاشقجي “علاقات حرجة.. السعودية بعد 11 سبتمبر”، و”ربيع العرب.. زمن الإخوان” (2013)، بالإضافة إلى كتاب “احتلال السوق السعودي” الذي يروي -حسب مؤلفه- “قصة استيلاء الأجانب على السوق السعودي، ممَّا ولد أزمة البطالة”.

شاهد أيضاً

لاعب مسلم يقاضي صحفياً ألمانياً اتهمه بالإرهاب بسبب “رمز إسلامي”

قرر لاعب ريال مدريد المسلم، الألماني أنطونيو روديغر، اتخاذ إجراء قانوني ضد صحفي سابق في …