أخبار عاجلة

خيارات مصر العسكرية تجاه سد النهضة: دراسة معلوماتية للمعوقات وفرص النجاح

نقلا على  مركز  مسارات  للدراسات  الانسانية  

مقدمة:

إن الخلاف حول أزمة سد النهضة هو جزء من نزاع طويل الأمد بين “دول المصب” مصر والسودان من ناحية، وإثيوبيا ودول النهر من ناحية أخرى حول الوصول إلى مياه النيل، والتي تعتبر شريان الحياة للملايين من البشر الذين يعيشون في مصر والسودان. تواصل إثيوبيا المضي قدمًا في بناء وتشغيل السد، بحجة أن مشروع الطاقة الكهرومائية سيحسن بشكل كبير سبل العيش فيها.

وعلى الرغم من الصراع على مياه نهر النيل منذ عقود من الزمان، فإن الخلاف بين مصر وإثيوبيا، تصاعد بشكل كبير عندما بدأت الأخيرة في بناء السد على النيل الأزرق في عام 2011.

تزود مرتفعات إثيوبيا نهر النيل بأكثر من 85 % من المياه ، ولذلك تطالب منذ فترة طويلة بأن لها الحق في استخدام مواردها الطبيعية من المياه لمعالجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها، وتحسين مستويات معيشة شعبها.

لكن على الرغم من أن إثيوبيا تتحدث بأن سد النهضة الكهرومائي لن يؤثر بشكل كبير في تدفق المياه إلى نهر النيل، فإن مصر التي تعتمد بالكامل تقريبًا على مياه النيل للاستخدامات المنزلية والتجارية، ترى أن السد سبب رئيسي يهدد أمنها المائي.

على مر السنين، استخدمت مصر علاقاتها الدبلوماسية الواسعة واتفاقيات الحقبة الاستعمارية 1929 و1902 لمنع إنشاء أي مشاريع بنية تحتية كبرى على روافد النيل بنجاح،  نتيجة لذلك لم تتمكن إثيوبيا من الاستفادة بشكل كبير من مياه النهر.

ونتيجة لقدرة ورغبة الإثيوبيين في الداخل والخارج للاستثمار في مشروع السد، تمكنت الحكومة من جمع جزء كبير من الأموال اللازمة لبدء بناء سد النهضة.

على الرغم من أن مصر طالبت بأن تستمر اتفاقية عام 1959 المكملة لاتفاقية عام 1929 الموقعة بين مصر والسودان واعتبارها الإطار القانوني لتخصيص مياه النيل، فإن إثيوبيا ودول المنبع الأخرى ترفض هذه الاتفاقية، لأنها ترى أن الاتفاقية خصصت معظم مياه نهر النيل لمصر والسودان.

تتخوف مصر من عدم وصول مياه النيل إليها ، لذلك هدفت من البداية إلى محاولة منع بناء سد النهضة،  وبالفعل وصفت مصر ملء السد بالـتهديد الوجودي، حيث تخشى أن يؤثر السد سلبًا على إمدادات المياه في البلاد .

لكن رغم التخوفات والاعتراضات المصرية على مدار عقد من الزمان منذ بداية بناء سد النهضة في أبريل 2011 حتى أوشكت أثيوبيا على الانتهاء من البناء وبداية الملء الثاني للسد في يوليو 2021 كما أعلنت الحكومة الاثيوبية ؛ فإن مصر غيَّرت موقفها الرافض لبناء السد حتى عام 2013؛ ففي خلال السنوات السبع الماضية أصبح هدف القيادة المصرية مجرد محاولة تأمين اتفاق سياسي حول الجدول الزمني لملء خزان السد الإثيوبي وكيفية إدارة السد، وبالأخص أثناء مراحل الجفاف!

أما موقف السودان فهوعالق بين المصالح المتنافسة لمصر وإثيوبيا . فعلى الرغم من أن الخرطوم عارضت في البداية بناء سد النهضة، غير أنها استعدت له منذ ذلك الحين، مشيرة إلى قدرته على تحسين آفاق التنمية المحلية لدول المنطقة،  ومع ذلك لا تزال الخرطوم تخشى من أن تشغيل سد النهضة يمكن أن يهدد سلامة السدود في السودان، كما في مرحلة الملء الأولي في يوليو عام 2020 والذي تسبب في انخفاض منسوب مياه النيل في السودان، مما ترتب عليه توقف عمل محطات مياه الشرب وتعرض السودان للعطش لمدة أسبوع.

ومن الأسئلة التي لا تزال تطرح نفسها:

  • هل ستكون إثيوبيا على استعداد للتوقيع على اتفاق قانوني يلزمها إطلاق ما يكفي من المياه من خزان السد في اتجاه مجرى النهر المتجه لدولتي المصب مصر والسودان؟
  • هل خيار الحل العسكري من قبل مصر والسودان سيكون خيارا جادا في ظل التعنت الأثيوبي لعدم الالتزام باتفاق قانوني ملزم لعملية ملء وتشغيل السد؟

في هذه الدراسة سنحاول تسليط الضوء على مجموعة من البنود المعلوماتية التي من خلالها نستطيع فهم طبيعة الصراع القائم بين  كلٍّ من مصر والسودان من جهة وأثيوبيا من جهة أخرى، حول أزمة سد النهضة الأثيوبي، وخيارات مصر العسكرية تجاه هذا السد، في حال الإصرار الإثيوبي على الملء الثاني لبحيرة السد، قبل التوصل لاتفاق قانوني ملزم للدول الثلاث. لذلك سنتطرق لمجموعة من المحاور وهي:

  • الاتفاقيات الثنائية والإقليمية التي تجمع دول حوض النيل.
  • مراحل مفاوضات سد النهضة الأثيوبي الثلاثية والإقليمية والدولية.
  • سد النهضة الإثيوبي وخيارات مصر العسكرية.
  • مقارنة بين القوة العسكرية للقوات المسلحة المصرية والقوات المسلحة الإثيوبية.
  • السيناريوهات العسكرية المحتملة لدى مصر تجاه السد الإثيوبي.

الاتفاقيات الثنائية والإقليمية التي تجمع دول حوض النيل:

لقد سعت مصر منذ عقود إلى تنظيم علاقتها بدول حوض النيل، والاتصال الدائم بهم للوصول للتوافق على الأسلوب الأمثل لاستغلال مياه نهر النيل بما يعود بالنفع على كلٍّ من دول المنبع ودول المصب، مع الحفاظ على حق مصر التاريخي في مياه نهر النيل، وبالفعل نجحت مصر في ذلك من خلال عقد العديد من الاتفاقيات سواء على المستوى الثنائي أو الإقليمي، وصل عددها لأكثر من 15 اتفاقية، وقع بعضها في أثناء فترات الاستعمار، وكان لهذه الاتفاقيات تأثير على العلاقات الحالية بين مصر وأثيوبيا.

الاتفاقيات الثنائية (الهضبة الإثيوبية):

يوجد خمس اتفاقيات تنظم العلاقة بين دولتي “مصر وإثيوبيا”،  وفي الجدول التالي نستعرض تواريخ وبنود هذه الاتفاقيات.

 

جدول رقم (1)

الاسم الدول نص الاتفاقية
(بروتوكول روما) 

15 إبريل 1891

(بريطانيا وإيطاليا) لتحديد مناطق نفوذ كل من الدولتين في أفريقيا الشرقية، وتعهدت إيطاليا في المادة الثالثة من الاتفاقية بعدم إقامة أية منشآت لأغراض الري على نهر عطبرة يمكن أن تؤثر على تصرفات النيل.[1]
(اتفاقية أديس أبابا) 

15 مايو 1902

(بريطانيا وإثيوبيا) تعهد فيها الإمبراطور منيليك الثاني ملك إثيوبيا بعدم إقامة أو السماح بإقامة أي منشآت على النيل الأزرق أو بحيرة تانا أو نهر السوباط من شأنها أن تعترض سريان مياه النيل إلا بموافقة الحكومة البريطانية والحكومة السودانية مقدماً.[2] 

 

اتفاقية لندن 

13 ديسمبر 1906

(بريطانيا وفرنسا وإيطاليا) ينص البند الرابع منها على أن تعمل هذه الدول معاً على تأمين دخول مياه النيل الأزرق وروافده إلى مصر[3].
اتفاقية روما 

عام 1925

(بريطانيا وإيطاليا) خطابات متبادلة تعترف فيها إيطاليا بالحقوق المائية المكتسبة لمصر والسودان في مياه النيل الأزرق والأبيض وروافدهما، وتتعهد بعدم إجراء أي إشغالات عليهما[4]. 

 

إطار القاهرة للتعاون 

1 يوليو 1993

(مصر وأثيوبيا) تضمن هذا الإطار التعاون بين مصر وإثيوبيا فيما يتعلق بمياه النيل في النقاط التالية: 

–         عدم قيام أي من الدولتين بعمل أي نشاط يتعلق بمياه النيل قد يسبب ضرراً  بمصالح الدولة الأخرى.

–         ضرورة الحفاظ على مياه النيل وحمايتها.

–         احترام القوانين الدولية

–         التشاور والتعاون بين الدولتين بغرض إقامة مشروعات تزيد من حجم تدفق المياه وتقليل الفواقد[5].

 

اتفاقيات المياه الموقعة بين مصر والسودان:

يوجد اتفاقيتان لتنظيم العلاقة المائية بين مصر والسودان وهما:

اتفاقية 1929:

تنظم تلك الاتفاقية العلاقة المائية بين مصر ودول الهضبة الاستوائية، كما تضمنت بنوداً تخص العلاقة المائية بين مصر والسودان، وردت على النحو التالي في الخطاب المرسل من رئيس الوزراء المصري والمندوب السامي البريطاني:

  • إن الحكومة المصرية شديدة الاهتمام بتعمير السودان، وتوافق على زيادة الكميات التي يستخدمها السودان من مياه النيل، دون الإضرار بحقوق مصر الطبيعية والتاريخية في تلك المياه.
  • توافق الحكومة المصرية على ما جاء بتقرير لجنة مياه النيل عام 1925 وتعتبره جزءاً لا ينفصل من هذا الاتفاق .
  • ألا تقام بغير اتفاق سابق مع الحكومة المصرية أعمال ري أو توليد قوى أو أي إجراءات على النيل وفروعه أو على البحيرات التي تنبع، سواء من السودان أو البلاد الواقعة تحت الإدارة البريطانية، من شأنها إنقاص مقدار المياه الذي يصل لمصر، أو تعديل تاريخ وصولها، أو تخفيض منسوبها على أي وجه يلحق ضرراً بمصالح مصر.
  • تقدم جميع التسهيلات للحكومة المصرية لعمل الدراسات والبحوث المائية لنهر النيل في السودان، ويمكنها إقامة أعمال هناك لزيادة مياه النيل لمصلحة مصر بالاتفاق مع السلطات المحلية [6].

اتفاقية 1959:

وقعت هذه الاتفاقية بالقاهرة في نوفمبر 1959 بين مصر والسودان، وجاءت مكملة لاتفاقية عام 1929 وليست لاغية لها، حيث تشمل الضبط الكامل لمياه النيل الواصلة لكل من مصر والسودان في ظل المتغيرات الجديدة التي ظهرت على الساحة آنذاك، وهو الرغبة في إنشاء السد العالي ومشروعات أعالي النيل، لزيادة إيراد النهر، وإقامة عدد من الخزانات في أسوان. وتضم اتفاقية الانتفاع الكامل بمياه النيل على عدد من البنود من أهمها:

  • احتفاظ مصر بحقها المكتسب من مياه النيل وقدره 48 مليار متر مكعب سنوياً، وكذلك حق السودان المقدر بأربعة مليار متر مكعب سنوياً .
  • موافقة الدولتين على قيام مصر بإنشاء السد العالي، وقيام السودان بإنشاء خزان الروصيرص على النيل الأزرق وما يستتبعه من أعمال تلزم السودان لاستغلال حصته .
  • كما نص هذا البند على أن توزيع الفائدة المائية من السد العالي والبالغة 22 مليار متر مكعب سنوياً توزع على الدولتين، بحيث يحصل السودان على 14.5 مليار متر مكعب، وتحصل مصر على 7.5 مليار متر مكعب، ليصل إجمالي حصة كل دولة سنوياً إلى: 5 مليار متر مكعب لمصر،  و18.5 مليار متر مكعب للسودان .
  • قيام السودان بالاتفاق مع مصر على إنشاء مشروعات زيادة إيراد النهر بهدف استغلال المياه الضائعة في بحر الجبل وبحر الزراف وبحر الغزال وفروعه، ونهر السوباط وفروعه، وحوض النيل الأبيض، على أن يتم توزيع الفائدة المائية والتكلفة المالية الخاصة بتلك المشروعات مناصفة بين الدولتين.
  • إنشاء هيئة فنية دائمة مشتركة لمياه النيل بين مصر والسودان[7].

فشل مفاوضات الفرصة الأخيرة”كينشاسا”:

في السادس من أبريل عام 2021 انطلقت مفاوضات الفرصة الأخيرة كما عرفتها وزارة الخارجية المصرية وشاركتها السودان هذا التعريف .

فبعدما مُدّدت المفاوضات لساعات طويلة تخللتها محادثات جانبية، أعلن بشكل رسمي وزيرا الخارجية المصري والسوداني فشل مفاوضات التوافُق بين الدول الثلاث: مصر، إثيوبيا والسودان، والتي جرت في كينشاسا، برعاية الاتحاد الأفريقي، وبقيادة دولة الكونغو، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي[8].

وكانت هذه المفاوضات تعد الأمل الأخير في التوصل إلى حل، قبيل موعد الملء الثاني لبحيرة السد الإثيوبي، منتصف شهر يونيو المقبل، لتخزين 13.5 مليار متر مكعب من المياه، بما ينال من حصّتي مصر والسودان[9].

وجاء فشل المفاوضات على الرغم من الجهود التي بذلتها الكونغو للتوصل إلى تفاهم، عبر اجتماعات ثنائية مغلقة مع الأطراف الثلاثة: “مصر والسودان وأثيوبيا”، إلى جانب الاجتماعات الرباعية التي دارت على مدار ساعات طويلة، خلال ثلاثة أيام. ولم يتم خلالها التوافق على آلية إعادة التفاوض، في ظل التأييد المصري للمطلب السوداني بتشكيل رباعية دولية تقودها دولة الكونغو، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، وهو ما لم يلق قبولاً من قبل المفاوض الأثيوبي، مع استمرار رفض أديس أبابا السماح للأطراف المشاركة في عملية التفاوض كمراقبين، في الانخراط في المباحثات، ولا سيما من ناحية طرح المقترحات القانونية والفنية[10] .

وظهر واضحا، خلال الاجتماعات، التنسيق الرفيع المستوى بين مصر والسودان، بعدما أيدت الخرطوم مقترح القاهرة في ترؤس رئيس الكونغو للمفاوضات المقبلة، مع انخراط المراقبين، وهو ما رفضته أديس أبابا أيضاً، وجرى تقديم هذا الطرح في الاجتماع الوزاري الأخير يوم 8 أبريل 2021، قبل أن تخرج جميع الأطراف معلنة فشلها في التوصل إلى اتفاق كان يفترض إبرامه في هذه الاجتماعات، بعد الجهود التي قادتها الكونغو خلال الأسابيع الماضية.

فكانت المحصلة النهائية فشل الدول الثلاث في إصدار بيان مشترك بعد اجتماعات التفاوض في كينشاسا بسبب الاختلافات الكبيرة في وجهات النظر بين القاهرة والخرطوم من ناحية، وأديس أبابا من ناحية أخرى. ويأتي ذلك في وقت تطالب فيه إثيوبيا بإدخال دولة جنوب أفريقيا راعيا للمفاوضات، وتعتبر الأخيرة منحازة بشكل مطلق لأثيوبيا، وكانت سبباً في تعطيل خطوة تدويل أزمة سد النهضة الإثيوبي خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي العام الماضي، بالإضافة لإطالة أمد التفاوض بلا جدوى[11].

لقد جاء فشل المحاولة الأخيرة للوساطة الأفريقية بين مصر والسودان وإثيوبيا، للتوافُق على إعادة إطلاق المفاوضات الخاصة بسد النهضة، في نفس الوقت الذي تقترب فيه إثيوبيا من بدء الملء الثاني لبحيرة سد النهضة الإثيوبي، بعد أقل من شهرين من الآن.

جاءت التصريحات الرسمية الصادرة عن وزارة الخارجية المصرية، بأن المفاوضات لم تحقق أي تقدم، ولم تفضِ إلى اتفاق في شأن إعادة إطلاقها، وهو ما اعتبرته القاهرة “أنه يثبت قدر المرونة والمسؤولية اللتين تحلت بهما كل من مصر والسودان، ويؤكد غياب الإرادة السياسية لدى إثيوبيا للتفاوض بحسن نية وسعيها للمماطلة والتسويف، من خلال الاكتفاء بآلية تفاوضية شكلية وغير مجدية. ووصفت مصر الموقف الإثيوبي بالمعيق الذي سيؤدي إلى تعقيد أزمة سد النهضة، وزيادة الاحتقان في المنطقة”[12] .

مراحل مفاوضات سد النهضة الإثيوبي:

لقد مرت مفاوضات سد النهضة بين كل من مصر والسودان وأثيوبيا بأربع مراحل أساسية منذ العام 1995 وحتى 6 أبريل 2021.

المرحلة الأولى: استمرت من العام 1995 إلى منتصف مايو 2011

حيث اتفقت دول حوض النيل عام 1995 على إبرام اتفاق شامل ليحكم كافة استخدامات نهر النيل (إطار قانوني ومؤسسي)، بما في ذلك أية منشآت مائية تقام على طول نهر النيل، مثل سد النهضة، ولقد استمرت تلك المفاوضات حتى يوليو 2012، وكان قد تم دعم تلك المفاوضات بتأسيس مبادرة دول حوض النيل NBI، عام 1999. ولقد نجحت المفاوضات، في صياغة اتفاقية إطار تعاوني CFA، عرفت بــ”اتفاقية عنتيبي”، التي وافقت عليها كل دول حوض النيل، خاصة إثيوبيا، عدا السودان

المرحلة الثانية: وهي مرحلة توقيع إعلان مبادئ سد النهضة عام 2015

حيث حرصت إثيوبيا على التوقيع على الإعلان، لكي تُكسب أعمال تشييد سد النهضة الإثيوبي غير المشروعة منذ العام 2011 مشروعية دولية، وتستطيع جلب أموال المستثمرين للاستثمار فيه والشركات لإنشائه، ولقد التزمت إثيوبيا في إعلان المبادئ، بـ “استكمال” أمان السد، وعمل الدراسات التي طلبتها اللجنة الدولية، خلال 15 شهرا، وبالفعل أنجزت بعض أعمال أمان السد، ووعدت باستكمال باقي عوامل الأمان في الفقرة الثانية من المبدأ رقم 8 من إعلان المبادئ، ولكنها لم تفِ بتلك الالتزامات حتى  الآن.

المرحلة الثالثة: من مارس 2015 حتي يوليو 2020

وهي مرحلة مواصلة التفاوض المباشر بين الدول الثلاث بوساطات دولية وإفريقية، ولقد نجحت إثيوبيا في حصر التفاوض في مناقشة الملء الأول والتشغيل السنوي للسد، وعدم التطرق للحقوق المائية للسودان ومصر، ولذلك انتهت تلك المرحلة بالفشل.

المرحلة الرابعة: فرض الأمر الواقع من يوليو 2020 حتي 6 أبريل 2021

وهي مرحلة الملء الأول بإرادة منفردة من إثيوبيا في يوليو 2020، ولكي يكون السد أمرا واقعا ثم استكمال مراحل بناء السد التي من المتوقع الانتهاء منها بشكل كامل يوليو 2021، وبداية الملء الثاني لسد النهضة بواقع تخزين 13,5 مليار متر مكعب من المياه في بحيرة السد الإثيوبي بدون التوصل إلى اتفاق ملزم بين أثيوبيا ودول المصب ( مصر والسودان) . وكان في هذه المرحلة العديد من جولات المفاوضات بوساطة دولية وإقليمية، لكنها باءت جميعها بالفشل، وآخرها مفاوضات كينشاسا برعاية الاتحاد الأفريقي الذي تترأسه دولة الكونغو الديمقراطية والذي أطلق عليه مفاوضات الجولة الأخيرة[13] .

وهذه أبرز المحطات التي مرت بها أزمة السد الإثيوبي بين مصر وإثيوبيا والسودان:

 

 

جدول رقم (2)

م التاريخ أبرز المحطات التي مرت بها أزمة سد النهضة الإثيوبي
1 عام 2001 

 

إثيوبيا تعلن عن نيتها إنشاء عدد من المشروعات على أنهارها الدولية، وذلك في استراتيجية وطنية للمياه كشفت عنها حكومتها حينذاك.[14]
2 مايو 2010 

 

توقيع اتفاقية بين ست دول لحوض النيل، هى إثيوبيا وأوغندا وكينيا وتنزانيا ورواندا وبوروندي، عرفت باسم اتفاقية عنتيبي، وقوبلت برفض شديد من مصر والسودان. وبموجب الاتفاقية، تنتهي الحصص التاريخية للأخيرتين وفقا لاتفاقيات عامي 1929 و1959.[15]
3 أغسطس 2010 الحكومة الإثيوبية تنتهي من عملية مسح موقع سد النهضة.[16]
4 نوفمبر 2010 الحكومة الإثيوبية تنتهي من تصميم سد النهضة، وتعلن اعتزامها التنفيذ.[17] 

 

5 أبريل 2011 الحكومة الإثيوبية تعلن تدشين مشروع إنشاء سد النهضة، لتوليد الطاقة الكهرومائية.[18]
6 سبتمبر 2011 اتفقت السلطات المصرية والإثيوبية على تشكيل لجنة دولية، تدرس آثار بناء سد النهضة.[19]
7 مايو 2012 بدأت اللجنة أعمالها بفحص الدراسات الهندسية الإثيوبية، ومدى التأثير المحتمل للسد على مصر والسودان.
8 مايو 2013 

 

أصدرت لجنة الخبراء الدوليين تقريرها، بضرورة إجراء دراسات تقييم لآثار السد على دولتي المصب. وقد توقفت المفاوضات بعدما رفضت مصر تشكيل لجنة فنية دون خبراء أجانب.
9 يونيو 2014 اتفقت السلطات في مصر وإثيوبيا على استئناف المفاوضات مرة أخرى. 

 

10 سبتمبر 2014 

 

عقد الاجتماع الأول للجنة ثلاثية تضم مصر وإثيوبيا والسودان، للتباحث حول صياغة الشروط المرجعية للجنة الفنية وقواعدها الإجرائية، والاتفاق على دورية عقد الاجتماعات.
11 أكتوبر 2014 اتفقت مصر وإثيوبيا والسودان على اختيار مكتبين استشاريين، أحدهما هولندي والثاني فرنسي لعمل الدراسات المطلوبة بشأن السد.
12 مارس 2015 

 

وقع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره السوداني، عمر البشير، ورئيس وزراء إثيوبيا هايلى ديسالين في العاصمة السودانية الخرطوم وثيقة “إعلان مبادئ سد النهضة”.  وتضمنت الوثيقة 10 مبادئ أساسية، تتسق مع القواعد العامة في مبادئ القانون الدولي الحاكمة للتعامل مع الأنهار الدولية. 

 

13 سبتمبر 2015 انسحب المكتبان الاستشاريان لـ “عدم وجود ضمانات لإجراء الدراسات بحيادية”.
14 ديسمبر 2015 

 

وقع وزراء خارجية مصر والسودان وإثيوبيا على وثيقة الخرطوم، التي تضمنت التأكيد على اتفاق إعلان المبادئ الموقع من قيادات الدول الثلاث، وتضمن ذلك تكليف مكتبين فرنسيين بتنفيذ الدراسات الفنية الخاصة بالمشروع.
15 مايو 2016 إثيوبيا تعلن أنها على وشك إكمال 70 في المئة من بناء السد.
16 مايو 2017 الانتهاء من التقرير المبدئي حول سد النهضة، واندلاع خلاف بين الدول الثلاث على التقرير.
17 أكتوبر 2017 مصر تعلن موافقتها على التقرير المبدئي. 

 

18 نوفمبر 2017 وزير الري المصري يعلن عدم التوصل لاتفاق، بعد رفض إثيوبيا والسودان للتقرير المبدئي، والحكومة المصرية تعلن أنها ستتخذ ما يلزم لحفظ “حقوق مصر المائية”.
19 ديسمبر 2017 مصر تقترح على إثيوبيا مشاركة البنك الدولي في أعمال اللجنة الثلاثية، التي تبحث في تأثير إنشاء سد النهضة الإثيوبي على دولتي المصب، مصر والسودان.
20 يناير 2018 

 

رئيس وزراء إثيوبيا، هايلي مريم ديسالين، يعلن رفض بلاده دعوة من مصر لتحكيم البنك الدولي في النزاع على سد النهضة.
21 إبريل 2018 

 

الاجتماع التُساعي الأول لوزراء الخارجية والمياه ورؤساء أجهزة المخابرات، في مصر والسودان وإثيوبيا، يعقبه تصريحات بعدم الوصول إلى اتفاق في تلك الجولة من المفاوضات.
22 يونيو 2018 رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، يتعهد شفهيا في مؤتمر صحفي بالقاهرة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن بلاده لن تلحق ضررا بالشعب المصري، بسبب سد النهضة.
23 سبتمبر 2018 

 

وزراء الري من البلدان الثلاثة يعقدون اجتماعا للجنة الفنية، بخصوص سد النهضة في أديس أبابا، ويعلنون عدم التوصل لنتائج جديدة، وإرجاء المفاوضات إلى وقت لاحق.
24 فبراير 2019 

 

قادة الدول الثلاثة يلتقون على هامش القمة الإفريقية، المقامة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. والرئاسة المصرية تقول إنهم توافقوا على عدم الإضرار بمصالح شعوبهم، كأساس تنطلق منه المفاوضات، وكذلك التوافق حول جميع المسائل الفنية العالقة[20].
25 أغسطس 2019 مصر تسلم إثيوبيا رؤيتها بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة[21].
26 سبتمبر 2019 

 

وزارة الري المصرية تعلن تعثر مفاوضات وزراء الري بين الدول الثلاث بالقاهرة، والفشل في الوصول إلى اتفاق لـ”عدم تطرق الاجتماع للجوانب الفنية”.
27 5 أكتوبر 2019 السيسي يؤكد أن الدولة المصرية بكل مؤسساتها ملتزمة، بحماية الحقوق المائية المصرية فى مياه النيل، ومستمرة فى اتخاذ ما يلزم من إجراءات على الصعيد السياسي، وفى إطار محددات القانون الدولي لحماية هذه الحقوق.
28 22 أكتوبر 2019 

 

الخارجية المصرية تعرب عن صدمتها، إزاء تصريحات إعلامية منسوبة لرئيس الوزراء آبي أحمد أمام البرلمان الإثيوبي، بأنه “يستطيع حشد الملايين على الحدود، في حالة حدوث حرب… وأنه لا توجد قوة تستطيع منع بلاده من بناء سد النهضة”.
29 6 نوفمبر 2019 

 

واشنطن تدخل على خط الأزمة وتستضيف الأطراف الثلاثة، بوجود وزير الخزانة الأمريكية، ورئيس البنك الدولي للمرة الأولي، وصدور بيان مشترك جاء فيه أنه “تقرر عقد أربعة اجتماعات عاجله للدول الثلاث، على مستوى وزراء الموارد المائية وبمشاركة ممثلي الولايات المتحدة والبنك الدولي، تنتهي بالتوصل إلى اتفاق حول ملء وتشغيل سد النهضة خلال شهرين، بحلول منتصف يناير/ كانون الثاني 2020”.
30 15 و16 نوفمبر 2019 

 

انعقاد الجولة الأولى من الاجتماعات المشار إليها، بحضور ممثلين عن وزارة الخزانة الأمريكية والبنك الدولي في أديس أبابا، واتفاق على “استمرار المفاوضات والمناقشات الفنية حول آليات تشغيل وملء السد، خلال الاجتماع الثاني للجان الفنية”.
31 2 و3 ديسمبر 2019 انعقاد الجولة الثانية من تلك الاجتماعات بالقاهرة. 

 

32 21 و 22 ديسمبر 2019 الجولة الثالثة من المشاورات والمناقشات الفنية حول كافة المسائل الخلافية تنعقد في الخرطوم. 

 

34 8 و9 يناير 2020 انعقاد الاجتماع الرابع لوزراء الموارد المائية والوفود الفنية من الدول الثلاث، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وبمشاركة البنك الدولي ووزارة الخزانة الأمريكية، ومصر وإثيوبيا تعلنان أنه انتهى دون اتفاق.
35 13 و14 و 15 يناير 2020 

 

واشنطن تستضيف وفود الدول الثلاث، لتقييم نتائج الاجتماعات الأربعة السابقة، وخرجت المفاوضات بتوافق مبدئي على إعداد خارطة طريق، تتضمن 6 بنود أهمها بالنسبة لمصر تنظيم ملء السد خلال فترات الجفاف والجفاف الممتد.
36 28  يناير2020 واشنطن تستضيف وفود الدول الثلاث مجددا، بحضور ممثلين عن وزارة الخزانة الأمريكية والبنك الدولي، في محاولة لحل الأزمة[22].
37 12 و13 فبراير العاصمة الأميركية تستضيف جولة جديدة من مفاوضات سد النهضة بمشاركة وزراء الري والخارجية في كل من إثيوبيا ومصر والسودان بمشاركة ممثلين من وزارة الخزانة الأميركية والبنك الدولي بوصفهم مراقبين[23].
38 15 فبراير إثيوبيا تؤكد أن المفاوضات -التي جرت في واشنطن حول سد النهضة-لم تتوصل إلى اتفاق نهائي ينهي الخلاف بينها وبين مصر حول تشغيل السد وملء خزانه من مياه نهر النيل[24].
39 16 مارس 2020 السودان وإثيوبيا يدعوان إلى ضرورة استئناف المفاوضات الثلاثية بين الخرطوم وأديس أبابا والقاهرة، بما يفضي إلى توقيع اتفاقية شاملة حول ملء وتشغيل سد النهضة.
40 26 يونية 

2020

أعلنت الخرطوم والقاهرة أنّ أديس أبابا وافقت خلال قمّة أفريقية مصغّرة على تأجيل ملء سدّ النهضة[25].
41 15 يوليو 

2020

إثيوبيا تعلن “ملء سد النهضة في مرحلته الأولى” وسط مساعي أفريقية لحل الأزمة[26]. 

 

42 29 أغسطس 

2020

أخفق السودان وإثيوبيا ومصر في التوصل إلى مسودة اتفاق أولية تجمع رؤى الدول الثلاث بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، وأعلن السودان أن المواقف متباعدة، وأن طريقة التفاوض غير مجدية وينبغي تغييرها.[27]
42 1 نوفمبر 

2020

استئناف جولة جديد من مفاوضات سد النهضة في الخرطوم بين مصر والسودان وإثيوبيا[28] 

 

43 21 نوفمبر 

2020

أعلن السودان عدم حضوره جلسة وزارية تتعلق بالمفاوضات حول مشروع سد النهضة الإثيوبي تأكيدا لاعتراضه السابق على طريقة سير المفاوضات بين الدول الثلاث.[29]
44 10 يناير 

2020

أعلنت مصر إخفاق الاجتماع السداسي التشاوري حول سد النهضة في تحقيق أي تقدم بسبب “خلافات حول كيفية استئناف المفاوضات”[30].
45 30 يناير 

2020

إثيوبيا تتهم مصر والسودان بتعطيل مفاوضات سد النهضة[31]. 

 

46 5 أبريل 

2021

استأنفت إثيوبيا ومصر والسودان مفاوضات سد النهضة في كينشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية، في حين أكدت القاهرة أن هذه المفاوضات تعد “الفرصة الأخيرة” لتوقيع اتفاق قبل التعبئة الثانية للسد[32]. 

 

47 6 أبريل 

2021

مصر تعلن فشل مفاوضات الفرصة الأخيرة في كينشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية بسبب تعنت إثيوبيا[33]. 

 

 

سد النهضة الإثيوبي وخيارات مصر العسكرية

قبيل ساعات من إعلان فشل ما وُصفت بـ”مفاوضات الفرصة الأخيرة”، جاء الإعلان عن انتهاء التدريبات العسكرية الجوية المشتركة بين مصر والسودان وحملت هذه التدريبات رسائل عدّة إلى إثيوبيا، مرتبطة بالتنسيق العسكري بين البلدين بصورة غير مسبوقة، ولا سيّما بعدما لوّح الرئيس المصري، للمرّة الأولى في 30 مارس 2021، باستخدام القوة، وهو يعتبر أحد السيناريوهات، لكنه مستبعد بشكل كبير، وإن كان لا يزال قائماً.

ولقد هددت الحكومات المصرية المتعاقبة في بعض الأحيان بالعمل العسكري لوقف البناء من المضي قدمًا؛ كما حدث في الاجتماع الذي عقده الرئيس المصري آنذاك محمد مرسي بتاريخ 3 يونية 2013 مع مجموعة من المستشارين السياسيين وبعض الرموز السياسية المصرية، بهذا الخصوص.[34].

كما أعلن الرئيس المصري الحالي، عبد الفتاح السيسي، علناً أن قضية وصول مصر المستمر دون عوائق إلى مياه النيل هي مسألة حياة أو موت، رغم أنه امتنع عن استخدام خطاب الرئيس السابق لمصر الدكتور محمد مرسي شديد اللهجة تجاه أثيوبيا.

هل مخاوف مصر بشأن السد الإثيوبي جديدة؟

في 28 يوليو 2020، استبعد السيسي على ما يبدو العمل العسكري لوقف ملء السد الإثيوبي، وصرح علنًا أنه عازم على حل سلمي،  وحذر بقوله  “لا تهددوا ولا تتحدثوا بلا مبالاة” “أنا أحترم كل رأي، لكن لا تقل إننا سنفعل كذا وكذا”  وجدد التزام مصر بإيجاد حل تفاوضي[35].

بدأت إثيوبيا بناء السد في عام 2011، مستغلة اللحظة التي كانت فيها مصر تعاني من اضطرابات الربيع العربي والفوضى التي أعقبت الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك، لكن على الرغم من ذلك، عارضت الحكومة المصرية بكل قوة مشروع سد النهضة الإثيوبي، معتبرة أنه يمثل تهديدًا وجوديًا لإمدادات المياه والزراعة والطاقة الكهرومائية في مصر.

لكن نظرا للاضطرابات السياسية في ذلك الوقت والتي أعقبت ثورة الخامس والعشرين من يناير، كانت مصر عاجزة عن منع تقدم بناء سد النهضة. لم تسفر الجهود الدبلوماسية المتواصلة عن أي شيء على مر السنين الماضية، على الرغم من أنها بدت وكأنها اقتربت في فبراير 2020 عندما كادت المفاوضات بين إثيوبيا ومصر والسودان -التي تشرف عليها الولايات المتحدة والبنك الدولي -أن تسفر عن اتفاق حول كيفية ملء السد وتشغيله[36].

لكن إثيوبيا انسحبت من الاجتماع الذي كان من المفترض أن يتم فيه التوقيع في واشنطن على الاتفاقية، ومع ذلك ،  قامت مصر فقط بالتوقيع عليه بالأحرف الأولى. وحتى الآن منذ ذلك الحين، لم تحقق المحادثات التي ترأسها الاتحاد الأفريقي أي تقدم في المفاوضات، على الرغم من انتقال رئاسة الاتحاد الإفريقي من دولة جنوب أفريقيا الدولة التي رآها بعض المفاوضين المصريين والسودانيين متعاطفة مع وجهة النظر الإثيوبية ، ولكن رغم انتقال رئاسة الاتحاد الافريقي لدولة الكونغو الديمقراطية لم تحرز المفاوضات التي تبناها الاتحاد أي تقدم حتي في مفاوضات الفرصة الأخيرة في كينشاسا[37].

تدرس مصر الخيارات العسكرية لإحباط مشروع سد النهضة منذ عدة سنوات؛ ففي عام 2013، ترأس الرئيس السابق لمصر الدكتور/ محمد مرسي اجتماعًا لكبار السياسيين لمناقشة تأثير سد النهضة، الذي كان قيد الإنشاء حينها، حيث كانوا غير مدركين أن الاجتماع كان يبث عبر التلفزيون الرسمي ، تحدث العديد من السياسيين ليؤكدوا أن السد يرقى إلى ” إعلان الحرب ” واقترحوا طرقا يمكن من خلالها إفشال المشروع بالقوة Pطرح المشاركون عدة خيارات، بما في ذلك التدخل في الخلافات السياسية الداخلية في إثيوبيا، وتسليح المتمردين لمحاربة المشروع، والسماح بعمل سري لتخريب بناء السدود (بما في ذلك استخدام القوات الخاصة المصرية ،أو تخويف الإثيوبيين باستعراض جوي للقوة[38].

ما هي خيارات مصر العسكرية تجاه سد النهضة الإثيوبي؟

القوات المسلحة المصرية متفوقة بشكل كبير جدا على الجيش الإثيوبي؛ حيث تتمتع مصر بمزايا نسبية في كل من “القوات البرية والجوية” ووفقًا لموقع Global Firepower، تحتل القوات المسلحة المصرية المرتبة 13 بين 140 دولة شملها الاستطلاع، من حيث القوة الإجمالية. وشمل هذا الاستطلاع المعدات العسكرية والقوى البشرية العاملة والإمكانيات اللوجستية.

في المقابل فإن قوات الدفاع الوطني الإثيوبية في المرتبة الـ 60 مما يؤكد أن حجم قوة الجيش المصري تبلغ أكثر من 2.5 ضعف حجم الجيش الإثيوبي، حيث يبلغ عدد أفراد الخدمة الفعلية 450 ألفًا بالجيش المصري مقابل 162 ألفًا بالجيش الإثيوبي.

كما تمتلك القوات المسلحة المصرية 480000 عسكري وضابط بقوات الاحتياطي، في حين أن الجيش الإثيوبي لا يمتلك قوات احتياط.

وتمتلك القوات المسلحة المصرية 15998 دبابة قتالية وعربة مصفحة، أي 31 ضعف ما يمتلكه الجيش الإثيوبي من دبابات وعربات مصفحة “514”.

وفي الجدول التالي مقارنة بين القوة العسكرية المصرية ومثيلتها الإثيوبية، لعام (2021) وفقًا لموقع   [39] Global Firepower:

 

جدول رقم (3)

العنصر مصر أثيوبيا الفرق
الترتيب العالمي المرتبة 13من 140 المرتبة 60 من 140 47
إجمالي عدد السكان 104.124.440 

 

108.113.105 3.988.710
القوى العاملة المتاحة 42.691.020 51.894.312 9.203.292
القوى العاملة الصالحة للخدمة العسكرية 35.860.457 32.685.473 3.685.984
عدد السكان الذين يبلغون سن التجنيد 1.542.000 2.509.609 967.609
القوى العاملة العسكرية 450.000 162000 288000
القوات الاحتياطية 480000 0 480000
القوات شبه العسكرية 400000 0 400000
ميزانية الدفاع بالدولار 10.000.000.000 520.000.000 9.480.000.000
الدين الخارجي بالدولار 77.000.000.000 26.050.000.000 51.420.000.000
الاحتياطي الأجنبي بالدولار 35.890.000.000 3.013.000.000 32.877.000.000
القوة الشرائية بالدولار 1.252.000.000.000 216.000.000.000 1.036.000.000.000
القوات الجوية
إجمالي الطائرات 1053 92 961
الطائرات المقاتلة 250 24 226
قوة الطائرات الهجومية المخصصة 88 0 88
طائرات النقل 59 9 50
طائرات التدريب 341 26 315
طائرات المهمات الخاصة والاستطلاع 11 0 11
طائرات الهليكوبتر العمودية 304 33 271
طائرات الهليكوبتر الهجومية 91 8 83
القوات المدرعة
أسطول الدبابات القتالية 3735 365 3370
أسطول مركبات القتال المدرعة 11000 130 10870
قوة أسطول المركبات ذاتية الدفع 1165 65 1100
المدفعية يدوية الدفع 2200 480 720
أسطول المركبات ذاتية الإطلاق المتعدد 1235 180 1055
القوات البحرية
إجمالي عدد السفن الحربية والغواصات 316 0 316
سفن حاملة طائرات الهليكوبتر 2 0 2
الغواصات 8 0 8
السفن الحربية الفرقاطة 9 0 9
السفن الحربية كورفيت 7 0 7
كاسحات الألغام البحرية 23 0 23
الخدمات اللوجستية
المطارات 83 57 26
الأسطول التجاري البحري 393 11 382
المحطات التجارية والموانئ البحرية 11 2 9
الطرق  65.050  كم 36.469  كم 28.581 كم
السكك الحديدية 5.083 كم 681 كم 4.302 كم
الموارد الاقتصادية
إنتاج النفط 640.000 برميل 0 برميل 640.000 برميل
استهلاك النفط 832.000 برميل 55.000 برميل 777.000 برميل
احتياطيات النفط 4.400.000.000 برميل 428.000 برميل 4.399.572.000 برميل
مساحة الأرض 1.001.450 كم مربع 1.104.300 كم مربع 102,850 كم مربع
الحدود المشتركة 2.612 كم 5.925 كم 3.313 كم
الحدود الساحلية 2450 كم 0 2450 كم
الممرات المائية 3500 كم 104.300 كم 100.300 كم

 

تحظى مصر بميزة استراتيجية كبيرة تتفوق بها بمراحل عن إثيوبيا، وهي أن مصر دولة ساحلية ،أما إثيوبيا فهي من الدول الحبيسة(غير ساحلية) ، لذلك لا تمتلك أسطولا بحريا سواء أكان عسكريا أوتجاريا.

لذلك تتمتع مصر بقدرة بحرية كبيرة من خلال إبراز قوتها في البحر عبر حاملتي طائرات فرنسيتين وثماني غواصات من جانبها، وعلى الجانب الآخر فقد أوقفت البحرية الإثيوبية عملياتها في عام 1996، عندما أصبحت دولة حبيسة(غير ساحلية)، بعد أن نالت إريتريا استقلالها عن أديس أبابا. وقد أعلنت إثيوبيا في 2018 أنها ستعيد إنشاء قوة بحرية لحماية الشحن البحري[40] في منطقة خليج عدن والبحر الأحمر، مع تحديد الميناء الرئيسي، ووافقت فرنسا عام 2019 على المساعدة في إعادة بناء القوات البحرية الإثيوبية[41]، على الرغم من أن هذا الجهد سيستغرق سنوات عديدة لكي تمتلك هذه القدرة.

كما أن إثيوبيا ليست على استعداد لخوض أي حرب شاملة؛ حيث إن عمر وجودة معظم أنظمة أسلحتها ومعداتها العسكرية تعود إلى الحقبة السوفيتية، حيث كانت تزود “روسيا وأوكرانيا” إثيوبيا بالأسلحة المستعملة لديها.

أما مصر فيتم تزويدها بغالبية المعدات الأمريكية الحديثة، بما في ذلك دبابات M1A1 وطائرات مقاتلة من طراز F-16، إلى جانب كميات متزايدة من الأسلحة الجديدة من فرنسا وروسيا وألمانيا والعديد من الموردين الآخرين.

لكن هذا التفوق العسكري لصالح مصر، لا يعني أن مصر لن تواجهها العديد من العقبات، إذا ما حاولت القيام بأي نوع من الأعمال العسكرية تجاه أثيوبيا، سواء كان هذا لإثارة الرعب لدى الإثيوبيين، أو القيام بعمل عسكري فعلي تجاه سد النهضة قبل عملية بدء ملء السد أو بعد ملئه.

ما السيناريوهات العسكرية المحتملة لدى مصر تجاه السد الإثيوبي؟

إذا كانت القيادة السياسية والعسكرية المصرية قد وضعت احتمال القيام بعمل عسكري ضد السد الإثيوبي فلديها مجموعة من الخيارات العسكرية التي يحيط كل خيار منها مجموعة من الصعوبات وهي:

العمليات العسكرية البرية:

تمتلك مصر قدرات عسكرية برية تتفوق بمراحل كبيرة جدا على القوات البرية الإثيوبية؛ لكن خيار قيام مصر بشن هجوم بري ضد أثيوبيا يحفه العديد من المخاطر والعقبات، حيث من الصعب جدا التغلب عليها بسهولة.

العقبات التي تواجهها القوات المسلحة المصرية في حالة أرادت شن هجوم بري ضد أثيوبيا:

  • عدم وجود حدود برية بين مصر وأثيوبيا، حيث يفصل بينهما دولة السودان، ومن ثَمَّ يجب السماح للقوات البرية المصرية اجتياز السودان للوصول لأثيوبيا، وهذا الأمر يواجه العديد من العقبات، رغم أن مصير السودان مرتبط بمصير مصر المائي، بسبب الأضرار العائدة عليهم من بناء سد النهضة، باعتبارهما دولتي المصب، لكن وجود قوات عسكرية مصرية داخل الأراضي السودانية يجب أن يتم وفقا لتفاهمات سياسية ورضى شعبي، وهذا الأمر يواجه مجموعة من الصعوبات وهي:
  • عدم استقرار النظام السياسي السوداني بعد إقصاء نظام عمر البشير.
  • هناك توجه لدي القيادة السياسة السودانية الحالية، وهو التوجه لمحيطها الإفريقي[42] والابتعاد عن محيطها العربي[43].
  • أزمة مثلث حلايب وشلاتين التي ترى السودان أنهما من الأقاليم المحتلة من قبل مصر، ومن ثَمَّ فمصر بالنسبة للسودان قيادة وشعبا دولة احتلال.
  • الخلفية التاريخية لدي السودانيين من حقبة غزو إبراهيم باشا بن محمد على مؤسس مصر الحديثة للسودان. لذلك يرى قطاع كبير من الشعب السوداني أن مصر دولة محتلة لأنها تعتبر السودان جزءا لا يتجزأ من مصر.

أما بخصوص العقبات التكتيكية التي تعرقل القيام بعمل عسكري بري تجاه أثيوبيا فهو:

  • معظم القواعد العسكرية المصرية تقع شمال مصر وعلى الحدود الشمالية الشرقية، ومنها (الجيش الثاني الميداني، والجيش الثالث الميداني) فهما متمركزان شرق وغرب قناة السويس في أقصى الشمال الشرقي لمصر، والمنطقة المركزية العسكرية التي تقع في القاهرة، بالإضافة للمنطقة الشمالية العسكرية التي تقع في أقصى الشمال المصري.

جدول رقم (3)

اسم الجيش التمركز ومقرات القيادة
  

الجيش الثاني الميداني

يقع مقر القيادة الرئيسي لقيادة الجيش الثاني بمحافظة الإسماعلية ويتمركز غرب وشرق قناة السويس، وتنتشر وحداته في كل من محافظة الإسماعيلية وبور سعيد والشرقية،مهمته تأمين الجزء الشمالي لقناة السويس،ومحافظة شمال سيناء.
  

 

الجيش الثالث الميداني

يقع المقر الرئيسي لقيادة الجيش الثالث بمحافظة السويس وتنتشر وحداته في محافظة جنوب سيناء ومحافظة البحر الأحمر ومهمته تأمين محافظات جنوب سيناء والبحر الأحمر وتأمين كافة الأهداف الاقتصادية والسياحية في نطاق المنطقة وتأمين المنشآت العسكرية ومناطق اقتصادية في بلاعيم وأبو دريس ويؤمن الجيش الثالث الميداني نحو 52 كيلو متر من قناة السويس.
المنطقة المركزية العسكرية المقر الميداني للمنطقة المركزي العسكرية بمحافظة القاهرة منطقة مصر الجديدة وتقع بتشكيلاتها في محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية، وتمتد إلى محافظات الغربية والشرقية والفيوم وبني سويف.
المنطقة الشمالية العسكرية المقر الميداني للمنطقة الشمالية العسكرية بمحافظة الإسكندرية وتنتشر تشكيلاتها في كل من محافظات الإسكندرية والبحيرة ودمياط.
المنطقة الغربية العسكرية المقر الميداني للمنطقة الغربية العسكرية بمدينة سيدي براني بمحافظة مرسى مطروح، كما لها وحدات ومقرات عسكرية بمحافظة البحرالأحمر، ولها مقر فرعي بمدينة مرسى علم بمحافظة البحر الأحمر.
المنطقة الجنوبية العسكرية تنتشر المنطقة الجنوبية العسكرية بمحافظة أسيوط والأقصر وأسوان وسوهاج وقنا والبحر الأحمر والمنيا . المقرات الرئيسية الميدانية للمنطقة الجنوبية العسكرية تتوزع كالتالي: (أسيوط، المنيا، قنا، سوهاج، أسوان، حلايب وشلاتين)

 

تفتقد مصر لجيش ميداني علي حدودها الجنوبية مع السودان، والتي يمكنها الاعتماد عليه للتوغل في السودان لمواجهة أثيوبيا، حيث تمتلك مصر في الجنوب “المنطقة الجنوبية العسكرية” وهي أقل المناطق العسكرية في مصر، حيث تتكون المنطقة الجنوبية من3 ألوية وهي:  اللواء 305 مشاة ميكانيكي مقل، واللواء 166 مشاه ميكانيكي مقل، واللواء 117 مشاه ميكانيكي مقل ، والمقصود بالمقل هنا بمعنى “مستقل” أي ليس تشكيلا في فرقة إنما يتبع قيادة المنطقة مباشرة ، بالإضافة لعدد 1 لواء متوسط المدى، و2 لواء مهندسين مياه وإنشاءات.

وبناء على ما سبق فإن عدم امتلاك مصر قواعد عسكرية برية استراتيجية في جنوبها فيما عدا المنطقة الجنوبية العسكرية التي تفتقر للقوات البرية الرئيسية التي من غير الممكن الاعتماد عليها لشن هجوم بري على أثيوبيا، أو أن تكون مصدرا للإمداد اللوجستي لأي عمليه عسكرية ضد أثيوبيا، يضعف من فرص الاحتمال العسكري، حيث إن:

  • قدرات النقل العسكرية في مصر محدودة للغاية، بالكيفية التي تستطيع نقل القوات والمعدات العسكرية مع الحفاظ على استمرارية العمل اللوجستي بالصورة الكافية لشن أي توغل عسكري بري كبير في أدغال السودان للوصول لأدغال أثيوبيا.
  • المسافة بين الحدود الجنوبية لمصر حتى الحدود الإثيوبية 790 ميلاً، وهو ما لا تستطيع القدرات العسكرية البرية المصرية تجاوزها ، أو بناء وتوفير جسر لوجستي للإمداد والتموين.
  • من الناحية السياسية، من غير المرجح أن تتمكن القاهرة من الوصول إلى تصاريح العبور من السودان أو إريتريا، لدخول أراضيها وعبورها.

أما بالنسبة لإثيوبيا فقد حذرت منذ سنوات من أنه “إذا كانت هناك حاجة للحرب مع مصر بسبب سد النهضة الإثيوبي الكبير، فنحن مستعدون لتعبئة الملايين من الناس”.

قد يكون هذا التصريح تشوبه مبالغة، لكن حكومة إثيوبيا لديها سلطة التجنيد الإجباري، ولديها خبرة طويلة بحروب العصابات التي اكتسبتها من النزاع الحربي الطويل والممتد لسنوات مع جارتها أريتريا مما يعني أنه لا ينبغي تجاهل تهديد الإثيوبي بحشد الملايين بنوع من الاستخفاف[44].

وبعد أخذ كل ما ذكر من عقبات في الاعتبار، يمكننا القول إنه من المستبعد سيناريو شن هجوم بري مصري تجاه سد النهضة الإثيوبي، وبالتالي تم تحييد عنصر رئيسي في التفوق العسكري لمصر.

هجمات عسكرية جوية:

إن الهجمات الجوية قد تكون الخيار الأكثر واقعية لمصر، بتسديد ضربة عسكرية مفاجئة لوقف تشغيل السد الإثيوبي.

حيث يمكن لمصر استخدام طائراتها المقاتلة الفرنسية رافال في ضرب السد الإثيوبي، مصحوبة بطائرات F-16 الأمريكية، ومن الممكن شن مثل هذا الهجوم من القاعدة الجوية المصرية في أسوان أو المنشأة الجوية والبحرية الجديدة في قاعدة برنيس العسكرية على البحر الأحمر شرق أسوان، والتي تبعد عن منطقة سد النهضة بحوالي  “850 ميلاً” الذي افتتحه السيسي في يناير لعام 2020، وتعتبر قاعدة برنيس العسكرية أكبر قاعدة عسكرية على البحر الأحمر وتغطي القاعدة مساحة 150 ألف فدان، وتقع على ساحل البحر الأحمر بالقرب من الحدود الدولية الجنوبية لمصر شرق أسوان. والقاعدة لها أقسام جوية وبحرية منفصلة.

يضم القسم الجوي مدارج، طول كل منها 3000 متر، وبعرض يتراوح من 30 مترًا إلى 45 مترًا، مع مدرجين بالإضافة إلى المخابئ المحصنة للطائرات، كما يشتمل القسم الجوي على مراكز عامة لصيانة وإصلاح الطائرات، ومنطقة فنية تضم 45 مبنى، ومنطقة إدارية بإجمالي 51 مبنى.

يضم القسم البحري رصيفًا عسكريًا بطول 1000 متر وعمق 14 مترًا، يلبي متطلبات السفن البحرية العميقة مثل حاملات الطائرات والغواصات والفرقاطات، ويضم العديد من ميادين الرماية والتدريب لجميع الأسلحة وعدد من المرافق اللوجستية والسكنية.

وبالتالي فإن قاعدة برنيس قادرة على دعم العمليات الجوية والبحرية المتكاملة التي تشمل الرسو وخدمة حاملات الطائرات والغواصات ، ومع ذلك لن يكون أي منهما قادرًا على تقديم الكثير من الدعم لهجوم جوي على إثيوبيا[45].

وجري الحديث أن مصر تمتلكك 2 من حاملات الطائرات الفرنسية “ميسترال”  صنعتهما فرنسا للقوات المسلحة المصرية وهما حاملتا الطائرات” جمال عبد الناصر وأنور السادات” ، ولكن عند التدقيق في هذا الأمر نجد أن حاملتي الطائرات التي تمتلكها مصر ما هي إلا سفن هجومية برمائية، وتحمل مجموعة صغيرة من المروحيات، وليست طائرات مقاتلة. فتستطيع حاملة الطائرات الهجومية “ميسترال” حمل 700 جندي و16 طائرة هليكوبتر و50 عربة مدرعة، وتتميز هذه الحاملة التي يبلغ طولها 199 متراً وعرضها 32 متراً بقدرات هجومية برمائية وكذلك بقدرتها على حمل طائرات الهليكوبتر تسلح حاملة الطائرات ميسترال، التي تبلغ سرعتها القصوى 35 كم في الساعة، بمنظومة صاروخية للدفاع الجوي ورشاش عيار 12.7 ملم، كما أنها مزودة بثلاثة رادارات: واحد ملاحي، وثان جو أرض، وثالث للهبوط على سطح السفينة، وبإمكان هذا النوع من السفن أن ينزل قوات في مسرح عمليات وأن ينقل مستشفيات ميدانية للقيام بمهمات إنسانية كبيرة.

وبالتالي فحاملات الطائرات المصرية لا تمتلك القدرة على حمل مقاتلات مصرية كطائرات الرافال الفرنسية أو الـF-16 الأمريكية أو سخوي 35 الروسية، وهي المقاتلات الوحيدة التي تمتلكها مصر، والتي يمكن من خلالها توجيه ضربة جوية مؤثرة للسد الإثيوبي[46].

مميزات طائرات الرافال الفرنسية التي تمتللكها مصر منذ عام 2016:

طائرات الرافال الفرنسية التي تعد واحدة من أشهر المقاتلات الحربية بعيدة المدى، وطورتها فرنسا عام 2006، ومداها يصل إلى 3700 كم.

تعتبر “رافال” مقاتلة شاملة متعددة الأدوار من الجيل الرابع، وتتمتع بمزايا تكنولوجية سرية تسمح بالتخفي عن الرادار، وهي مزودة برادار يوفر مسحاً إلكترونياً لا مثيل له بين منافساتها، كما تنفرد بقدرة على استحداث خرائط مفصلة ثلاثية الأبعاد للأرض تحتها، وتصل سرعة الطائرة القصوى 1,8 ماخ أي ما يعادل  1912 كيلومتر في الساعة، أما أقصى ارتفاع فهو 15 ألف متر، ويمكنها تغيير ارتفاع التحليق (التحليق الرأسي) بسرعة 300 متر في الثانية، الرافال صنعتها شركة “داسو أفياسيون” الفرنسية مزودة بمدفع رشاش من عيار 30 ملم وتحمل صواريخ “جو_جو” و”جو_أرض” موجهة[47].

ومقاتلات الرافال يعمل عليها صاروخ سكالب (ستورم شادو) الفرنسي وهو من أقوى الصواريخ المدمرة، وهو مصمم لضرب الأصول الثابتة عالية القيمة، والقواعد الجوية، ومنشآت الرادار، ومراكز الاتصالات، ومنشآت الموانئ، ويمكنه اختراق التحصينات والدشم، بالتالي فهو مناسب بالفعل لتوجيه ضربة عسكرية لسد النهضة.

طائرات الرفال تستطيع الوصول للأهداف نظريا على مدى 2400 كم، في حالة كانت محملة بالقذائف، فيما إثيوبيا تبعد عن الأجواء المصرية مسافة 1271 كم، وبهذا الشكل فهي قادرة على توجيه ضربة عسكرية لسد النهضة.

لكن يجب الأخذ في الاعتبار أن حساب مدى قدرة الطائرات التي تستطيع القيام بمهمة عسكرية، يرتبط بحساب المسافة عسكرياً ، حيث يتم ضرب المسافة في 2، لحساب الذهاب والإياب، وهذا يعني أن عملية توجيه ضربة جوية انطلاقا من الحدود المصرية يحتاج إلى طائرات مقاتلة لديها القدرة علي قطع مسافة (1271كم×2) = 2,542,694كم. وبالتالي نخرج بنتيجة أن مصر تمتلك إحدى المقاتلات الهامة التي تستطيع من خلالها القيام بضربة عسكرية لسد النهضة، انطلاقا من أقرب قاعدة جوية مصرية مع الحدود السودانية(برنيس)، والعودة إليها مرة أخرة، بدون معوقات التزود بالوقود، وفقا لما أورده موقع “أفياتا” الأمريكي[48].

وفي حين أن القوات الجوية المصرية قادرة تقنياً على الهجوم على سد النهضة، لكن من غير الواضح أماكن السد الإثيوبي التي يمكن عند استهدافها بصورة مباشرة يتم تعطيل عمل السد أو تدميره تمامًا.

فنظريا القوات الجوية العسكرية لديها القدرة على الوصول للسد الإثيوبي وإطلاق قذائفها وقنابلها، لكن القدرة على تدمير السد أو تعطيل عمله يتوقف على ما تمتلكه مصر من معلومات مفصلة حول نقاط الضعف المحتملة في البناء ، تلك التي ألمح إليها وزير الخارجية المصري سامح شكري في ملاحظاته في يونيو 2020 لمجلس الأمن الدولي،  حيث قال إن تصميمات بناء السد يوجد بها العديد من العيوب الفنية ما قد يسبب كارثة بانهيار السد بعد ملء بحيرة السد الإثيوبي[49].

معوقات الضربة الجوية لسد النهضة:

القدرة الدفاعية الإثيوبية على صد هجوم جوي مصري

إن القوة الجوية الإثيوبية ضئيلة، ولن تكون متطابقة مع طائرات F-16 ورافال، وسخوي 35 الروسية التي تمتلكها مصر، لكن لا بد أن لا نغفل القدرات الدفاعية لقوات الدفاع الجوي الإثيوبية ؛ حيث قامت إسرائيل في عام 2019 بتركيب نظام سبايدر[50] وهو من الأنظمة الدفاعية القوية المضادة للطائرات وسريع الاستجابة، وصمم لحماية السد الإثيوبي[51].

لذلك فإن نظام سبايدر الإسرائيلي يشكل تهديدًا خطيرًا لأي هجوم جوي مصري، بالإضافة إلى أن عدم خبرة القوات الجوية المصرية في شن هجمات منسقة واسعة النطاق على مسافات طويلة من المرجح أن تكون عائقًا أيضا.

لذلك يمكننا القول إن الضربة الجوية تعتبر من الخيارات الأفضل والأكثر واقعية لمصر لتوجيه ضربة عسكرية لوقف تشغيل السد الإثيوبي، رغم ما يحفها من معوقات وصعوبات، ولكنها مقارنة بباقي الخيارات فهي أفضلهم.

هجمات القوات الخاصة المصرية لتدمير السد الإثيوبي:

تمتلك القوات المسلحة المصرية قوات للعمليات الخاصة تتمتع بقدرات عالية وكبيرة، تمكنها من توجيه ضربة عسكرية ضد السد الإثيوبي أو منشآته،  في حين أن مثل هذه الضربة لا يمكن أن تتناسب مع المستوى المطلوب مقارنة بما تحدثه عملية برية أو جوية جيدة التخطيط.

القوات الخاصة المصرية تضم العديد من الأفرع وهي:

((وحدات الصاعقة – وحدات المظلات – جهاز الاستطلاع – الصاعقة البحرية – لواء الوحدات الخاصة ومجموعات الضفادع البشرية التابعة للقوات البحرية)).

وتضم وحدات الصاعقة المصرية “وحدة 777 مقاومة إرهاب، والوحدة 999 قتال” وهما وحدتان خاصتان تابعتان لوحدات الصاعقة، وينضم للخدمة فيهما ضباط وضباط صف الصاعقة الحاصلين على دورة مقاومة الإرهاب الدولي بجدارة، ومدتها 3 شهور[52].

ويتمثل عملهم في مقاومة الإرهاب وفض مواقف الرهائن بدون خسائر مثل جميع وحدات مقاومة الإرهاب المعروفة في دول العالم مثل الـــ SAS البريطانية، Delta الأمريكية، GIGN الفرنسية وغيرها

تتكون قوات العمليات الخاصة المصرية بشكل أساسي من المظليين وما يسمى بوحدات ” Thunderbolt”على غرار الجيش الأمريكي، حيث يتم تجنيد كلتا القوتين من خلال التجنيد الإجباري،  وليس عن طريق الاختيار التنافسي، كما هو الحال في الجيش الأمريكي. علاوة على ذلك، فإن التدريب والتكتيكات بدائية مقارنة بمعايير قوات العمليات الخاصة الدولية (SOF) فقد ظلت دون تغيير لعقود من الزمن.[53]

هذا لا يعني أن قوات العمليات الخاصة في مصر تفتقر إلى الخبرة، فلقد تدرب العديد من أفراد القوات الخاصة المصرية مع وحدات SOF الأمريكية في مناسبات مختلفة، كما تم نشر الآلاف من القوات الخاصة التابعة للجيش والبحرية في سيناء في عام 2018 كجزء من العملية العسكرية الشاملة[54].

ومن المؤكد أن التجارب العسكرية الأخيرة لمصر في ليبيا وسيناء مفيدة، لكن لم تكن للضربات الجوية في ليبيا لدعم اللواء خليفة حفتر، سوى تأثير ضعيف، بسبب إحجام القوات الجوية عن إنفاق ذخائر ذات قيمة على العمليات الجوية في ليبيا، فضلاً عن قدرة القوات الجوية المصرية المحدودة للعمل بعيدًا عن الحدود.

وبالمثل، عانت عمليات القوات الخاصة المصرية في شمال سيناء من مشاكل تشغيلية وتكتيكية، بما في ذلك مشكلات الاستدامة اللوجستية التي تتطلب توقفا متكررا لإعادة الإمداد و التعيين .

وعلى الرغم من التكاليف الباهظة التي أنفقت في السنوات القليلة الماضية على التسليح ، فإن القوات المسلحة المصرية أمامها العديد من المعوقات لخوض حرب برية خارج حدودها، لذلك فمن الصعب القيام بعملية برية لتدمير السد الإثيوبي، كما أنه يوجد العديد من الصعوبات -أيضا- للقيام بعملية تنفذها القوات الخاصة المصرية.

فلا يزال الشعب المصري يتذكر التدخل العسكري الفاشل للقوات المسلحة المصرية   في اليمن في الستينيات من القرن الماضي، والذي كان بمثابة عقبة نفسية كبيرة أمام المصريين لإرسال قوات عسكرية برية إلى الخارج[55].

كما أنه كانت هناك محاولة سابقة لغزو إثيوبيا في الفترة من عام 1874 الي 1884 في عهد الخديوي إسماعيل باشا ، حيث سعى لإنشاء إمبراطورية تتحكم في نهر النيل والنيل الأزرق في إثيوبيا ، ودخلت القوات المسلحة المصرية في معارك طاحنة مع الإثيوبيين، وبسبب خبرة المقاتلين الإثيوبيين بحروب العصابات وفهمهم لتضاريس بلادهم، فلقد منيت حملة الخديوي إسماعيل بأكبر هزيمة في معركة “غورا” في مارس عام 1876 ، ثم انسحبت من أثيوبيا عام 1884م[56].

الخاتمة

إذا وضعنا كل ما ذكر في الحسبان فإنه ليس أمام مصر إلا خيار واحد للقيام بعمل عسكري موجه ضد السد الإثيوبي وهو “الضربة الجوية” سواء من قاعدة برنيس العسكرية الواقعة علي البحر الأحمر، أو استخدام القواعد السودانية لتنفيذ هذه الضربة، والتي نرى أنها السيناريو الأنسب لمصر، وفقا للمعطيات سالفة الذكر.

لكن يبدو النظام المصري بقيادة الجنرال عبد الفتاح السيسي أكثر تركيزًا على مشاكله الداخلية والخارجية المتعلقة بصراعة على السلطة، الأمر الذي من شأنه أن يستهلك الموارد العسكرية والجهود السياسية، مما يجعل التدخل العسكري في إثيوبيا أقل احتمالًا في المستقبل المنظور، لكن إذا تغيرت حسابات القاهرة وعاد الانتباه إلى التهديد الذي يمثله سد النهضة خلال الأيام القليلة القادمة، فسيكون خيار تنفيذ عملية عسكرية حاسمة لإخراج السد الإثيوبي من الخدمة هو الخيار الأمثل، لكن يجب أن يتم ذلك وفقاً لعملية عسكرية دقيقة ويشاركه بالتوازي حملات دبلوماسية قوية وعمل سياسي خارجي، لأن قيام مصر بعملية عسكرية ضد السد الإثيوبي- كما ذكرنا-

محفوف بالعديد من المخاطر، أقلها احتمال حدوث إخفاق عسكري محرج، من شأنه تجريد القوات المسلحة المصرية من صورة كفاءتها في نظر شعبها، حيث لا يزال المصريون يتذكرون هزيمة جيش بلادهم باليمن في ستينيات القرن الماضي، عندما أرسل الرئيس المصري جمال عبدالناصر قواته للحرب هناك، حيث كانت هذه الهزيمة بمثابة عقبة نفسية شديدة لدى الشعب والعسكريين، في كل ما يخص قيام القوات المسلحة المصرية بحروب خارجية، حتى الوقت الحالي. باستثناء القيام ببعض الضربات العسكرية الجوية “المحدودة” في ليبيا.

المراجع


[1] د.علي محمد عبد الله. “الماء وفيه تنطوي نعمة الحياة”. وكالة الصحافة العربية “ناشرون” طبعة عام 2016 ص 133

[2] د. محمد صادق أسماعيل.”المياه العربية وحروب المستقبل”. العربي للنشر والتوزيع طبعة عام 2012  ص87

[3] د.زبيدة عطا “أسرائيل في النيل”. مكتبة الشروق الدولية. طبعة عام 2010 ص 109.

[4] صاحب الريعي.” صراع المياه وأزمة الحقوق بين دول حوض النيل”دار الكلمة للطباعة والنشر طبعة عام 2016 ص 110.

[5] د.نجلاء مرعي. ” سد النهضة الإثيوبي.. والصراع المائي بين مصر ودول حوض النيل”. دار العربي للنشر. طبعة عام 2020.

[6] د.نادر نور. “مصر ودول منابع النيل الحياة والمياه والسدود والصراع” دار نهضة مصر طبعة عام 2015.

[7] المياه العربية وحروب المستقبل . مرجع سابق .ص 85.

[8] وكالة الاناضول. ” بعد “تعثر” لأشهر. انطلاق جولة مفاوضات جديدة حول سد النهضة”. aa.comhttps://cutt.us/qqa71 . (3/4/2021) .

[9] “arabic.sputniknews“.”لتخزين 55 مليون متر مكعب من المياه… إثيوبيا تضع حجر أساس سد جديد”. arabic.sputniknews.comhttps://sptnkne.ws/EUX6. (11/4/2021).

[10] ““bbc-arabic. “سد النهضة: فشل مفاوضات “الفرصة الأخيرة” بين مصر والسودان وإثيوبيا في كينشاسا” .bbc.comhttps://www.bbc.com/arabic/middleeast-56648657 . (11/4/2021).

[11] “صحيفة القدس العربي”. فشل جولة مفاوضات سدّ النهضة ومصر والسودان تتهمان إثيوبيا بـ«التعنت»”. alquds.co.ukhttps://cutt.us/20RmI . (11/5/2021) .

[12] الخارجية المصرية: المماطلة الإثيوبية تعقد أزمة سد النهضة وتزيد الاحتقان في المنطقة.موقع القدس العربي. alquds.co.uk.  https://www.alquds.co.uk/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%88%D8%B6%D8%A7%D8%AA-%D8%B3%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%B6%D8%A9-%D9%84%D9%85/ .(

[13] “احمد المفتي”. “مفاوضات سد النهضة. من الألف إلى الياء”. المعهد المصري للدراسات. eipss-eg.orghttps://cutt.us/qs7IM  (24 يوليو 2020)

[14] أزمة سد النهضة بين مفترق طرق: ضغوط مصرية سودانية وتعنت إثيوبي.. وطبول الصراع تدق في القرن الإفريقي. daaarb.comhttps://daaarb.com/%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%B3%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%B6%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D9%85%D9%81%D8%AA%D8%B1%D9%82-%D8%B7%D8%B1%D9%82-%D8%B6%D8%BA%D9%88%D8%B7-%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9/ (23.23.2021)

[15] أوغندا: توقيع اتفاق بين دول من حوض النيل دون موافقة السودان ومصر. bbc.com. https://www.bbc.com/arabic/worldnews/2010/05/100513_nile_crisis_agreement (23.4.2021)

[16] هل ملكية السد تعنى ملكية النهر؟. ahram.org.eg . http://gate.ahram.org.eg/daily/News/203312/4/753517/%D9%82%D8%B6%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%A1/%D9%87%D9%84-%D9%85%D9%84%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AF-%D8%AA%D8%B9%D9%86%D9%89-%D9%85%D9%84%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%B1%D8%9F.aspx (23.4.2021)

[17] المرجع السابق.

[18] من عمر سليمان إلى السيسي.. القصة الكاملة لسد النهضة الذي يهدد بإشعال الحرب بين مصر وإثيوبيا. .aljazeera.nethttps://www.aljazeera.net/midan/reality/politics/2021/4/8/%D8%B3%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%B6%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AB%D9%8A%D9%88%D8%A8%D9%8A-%D8%AA%D9%86%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D8%B7%D8%B9%D9%85 (23.4.2021)

[19] أسئلة تلخص أزمة سد النهضة خلال 9 سنوات تفاوض. elwatannews.com. https://www.elwatannews.com/news/details/4860212 (23.4.2021)

[20] المرجع السابق

[21] مصر تسلّم إثيوبيا رؤيتها بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة. elwatannews . https://www.elwatannews.com/news/details/4319552 (23.4.2021) .

[22] حصاد 2020| أبرز محطات سد النهضة.. «الفشل» سيد الموقف. masralarabia.net . https://masralarabia.net/%D8%A7%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D8%B5%D8%B1/1562107-%D8%A3%D8%A8%D8%B1%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%B7%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D9%82%D8%B6%D9%8A%D8%A9-%D8%B3%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%B6%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B4%D9%84–%D8%B3%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%82%D9%81 (23.4.2021)

[23] سد النهضة.. جولة مفاوضات جديدة في واشنطن قد تكون الأخيرة. aljazeera.nethttps://www.aljazeera.net/news/politics/2020/2/11/%D8%B3%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%B6%D8%A9-%D8%AC%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%88%D8%B6%D8%A7%D8%AA-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D8%B4%D8%B7%D9%86 (23.4.2021)

[24] إثيوبيا: لا اتفاق نهائيا حول سد النهضة. aljazeera.nethttps://www.aljazeera.net/news/politics/2020/2/15/%D8%B3%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%B6%D8%A9-%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82-%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%A6%D9%8A-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%A5%D8%AB%D9%8A%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A7 (23.4.2021)

[25] القاهرة والخرطوم تعلنان عن اتفاق مع إثيوبيا بشأن سدّ النهضة. dw.comhttps://www.dw.com/ar/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B1%D8%B7%D9%88%D9%85-%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82-%D9%85%D8%B9-%D8%A5%D8%AB%D9%8A%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A7-%D8%A8%D8%B4%D8%A3%D9%86-%D8%B3%D8%AF%D9%91-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%B6%D8%A9/a-53961633 (23.4.2021)

[26] ” إثيوبيا تعلن “ملء سد النهضة في مرحلته الأولى” وسط مساعي أفريقية لحل الأزمة” france24.comhttps://www.france24.com/ar/20200721-%D8%A5%D8%AB%D9%8A%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%86-%D9%85%D9%84%D8%A1-%D8%B3%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%B6%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%AA%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%89-%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%AD%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9 (23.4.2021)

[27] تعثر مفاوضات سد النهضة.. السودان يحذر: اتساع الخلاف بين مصر وإثيوبيا وطريقة التفاوض غير مجدية. aljazeera.nethttps://www.aljazeera.net/news/politics/2020/8/29/%D8%AA%D8%B9%D8%AB%D8%B1-%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%88%D8%B6%D8%A7%D8%AA-%D8%B3%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%B6%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D8%AD%D8%B0%D8%B1 (23.4.2021)

[28] ” استئناف مفاوضات سد النهضة في الخرطوم بين مصر والسودان وإثيوبيا”. france24comhttps://www.france24.com/ar/%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7/20201101-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%A6%D9%86%D8%A7%D9%81-%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%88%D8%B6%D8%A7%D8%AA-%D8%B3%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%B6%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B1%D8%B7%D9%88%D9%85-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%A5%D8%AB%D9%8A%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A7 (23.4.2021)

[29] ” السودان يعلن عدم مشاركته في اجتماع حول سد النهضة”. Sputniknewshttps://arabic.sputniknews.com/arab_world/202011211047264251-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D8%B9%D9%84%D9%86-%D8%B9%D8%AF%D9%85-%D9%85%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D9%83%D8%AA%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%B3%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%B6%D8%A9/ .(23.4.2021)

[30] ” سد النهضة: فشل اجتماع وزراء ري وخارجية إثيوبيا ومصر والسودان في التوصل لاتفاق” .bbc.com . https://www.bbc.com/arabic/middleeast-55612766 (23.4.2021)

 “[31] إثيوبيا تتهم مصر والسودان بتعطيل مفاوضات سد النهضة”. arabic.rthttps://arabic.rt.com/world/1197565-%D8%A5%D8%AB%D9%8A%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D8%AA%D9%87%D9%85-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%AA%D8%B9%D8%B7%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%88%D8%B6%D8%A7%D8%AA/ (23.4ز2021)

[32] “استئناف مفاوضات سد النهضة في كينشاسا ومصر تعتبرها الفرصة الأخيرة للتوصل لاتفاق”. aljazeera.net. https://www.aljazeera.net/news/politics/2021/4/5/%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%A6%D9%86%D8%A7%D9%81-%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%88%D8%B6%D8%A7%D8%AA-%D8%B3%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%B6%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%83%D9%8A%D9%86%D8%B4%D8%A7%D8%B3%D8%A7 (23.4.2021)

[33] ” سد النهضة: فشل مفاوضات “الفرصة الأخيرة” بين مصر والسودان وإثيوبيا في كينشاسا” bbc.comhttps://www.bbc.com/arabic/middleeast-56648657 (23.4.2021)

[34] رابط اللقاء الذي اجتمع فيه رئيس مصر السابق الدكتور محمد مرسى مع مجموعة من مستشاريه والرموز السياسية المصرية

https://www.youtube.com/watch?v=YXeCrzYkpHE

[35] Egyptindependent. Egypt’s Sisi rules out military action over GERD dispute with Ethiopia”” egyptindependent.comhttps://www.egyptindependent.com/egypts-sisi-rules-out-military-action-over-gerd-dispute-with-ethiopia (12/4/2021)

[36]” Andrea Shalal“. ” U.S. to keep working with Egypt, Ethiopia, Sudan on Blue Nile da“. reuters.comhttps://cutt.us/JHk90 . (12/4/2021)

[37] “بي بي سي عربي” سد النهضة: فشل مفاوضات “الفرصة الأخيرة” بين مصر والسودان وإثيوبيا في كينشاسا” bbc.comhttps://www.bbc.com/arabic/middleeast-56648657 (12/4/2021)

[38] The Egyptian Presidency Official Channel”“. “ جلسة الحوار الوطنى لمناقشة ازمة سد الثوبيا”. youtube.comhttps://www.youtube.com/watch?v=YXeCrzYkpHE (30/3:2021)

[39] Globalfirepower“. Comparison of Egypt and Ethiopia Military Strengths (2021). globalfirepower.com. https://www.globalfirepower.com/country-military-strength-detail.php?country_id=egypthttps://www.globalfirepower.com/country-military-strength-detail.php?country_id=ethiopia (22.4.2021)

[40] Dickens Olewe . Why landlocked Ethiopia wants to launch a navy. bbc.com. https://www.bbc.com/news/world-africa-44369382 . (13.4.2021)

[41] John Irish. Ethiopia, France sign military, navy deal, turn ‘new page’ in ties. reuters.com. https://www.reuters.com/article/us-ethiopia-france/ethiopia-france-sign-military-navy-deal-turn-new-page-in-ties-idUSKBN1QT2W3 .(13.4.2021)

[42] حاتم السر سكينجو “انسحاب السودان من جامعة الدول العربية.. من الرابح؟”. assyasi-sd.comhttps://assyasi-sd.com/9531/

[43] “السودان… نشطاء يدشنون حملة للخروج من الجامعة العربية”. sputniknews.com . https://arabic.sputniknews.com/arab_world/201905181041146045-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B1%D9%88%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9/

[44] Taarek Refaat. Ethiopia Ready to Mobilize Millions to Protect GERD- PM. see.news.com. https://see.news/ethiopia-ready-to-mobilize-millions-to-protect-gerd/ .(15.4.2021)

[45] Egyptindependent. Egypt’s biggest military base on the Red Sea in details. egyptindependent.com. https://egyptindependent.com/egypts-biggest-military-base-on-the-red-sea-in-details/ .(20.3.2021)

[46] ” arabic.sputniknewsسفن “ميسترال” المصرية والضربة الروسية القاضية”. arabic.sputniknews.com . https://arabic.sputniknews.com/military/201604281018549074/ (10.4.2021)

[47] 9″ معلومات عن مقاتلة رافال التي يستخدمها الجيش المصري”. sputniknews.comhttps://arabic.sputniknews.com/military/202007281046131622-9-%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D9%86-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%84%D8%A9-%D8%B1%D8%A7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D8%AE%D8%AF%D9%85%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A/

[48]” Rafale Vs Eurofighter”. aviatia.net. https://aviatia.net/rafale-vs-eurofighter/ .(23.4.2021)

[49] بوابة الأهرام. ” ننشر نص خطاب سامح شكري إلى رئيس مجلس الأمن بشأن أزمة سد النهضة الإثيوبي” gate.ahram.org.eg . https://gate.ahram.org.eg/News/2430001.aspx .(11,4.2021)

[50] Gambellamedia. Israeli finished installing advanced Spyder-MR air defense system for Ethiopia GERD. gambellamedia.com. https://www.gambellamedia.com/news/691-israeli-finished-installing-advanced-spyder-mr-air-defense-system-for-ethiopia-gerd .(17.4.2021)

[51] Missiledefenseadvocacy. Surface to-Air-Python and Derby (SPYDER). missiledefenseadvocacy.org. https://missiledefenseadvocacy.org/defense-systems/surface-to-air-python-and-derby-spyder/ .(15.3.2021)

[52] Egypt Defence Review. Egyptian Special Operations Forces: A Thunderbolt Introduction. egyptdefreview.wordpress.com. https://egyptdefreview.wordpress.com/2017/07/04/egyptian-special-operations-forces-a-thunderbolt-introduction/ (1.3.2021)

[53] Egyptdefreview.wordpress. Egypt Defence Review. Critical analysis of Egyptian Defence and Security.” Egyptian Paratroopers: Between Modernisation and Obsolescence” egyptdefreview.wordpress.com. https://egyptdefreview.wordpress.com/2019/11/15/egyptian-paratroopers-between-modernisation-and-obsolescence/ (30.3.2021)

[54]  US and Egyptian Special Operations Forces held annual JCET in Egypt. special-ops.org. https://special-ops.org/us-and-egyptian-special-operations-forces-held-annual-jcet-in-egypt/ (29.3.2021)

[55] Ishaan Tharoor. How Yemen was once Egypt’s Vietnam. washingtonpost.com. https://www.washingtonpost.com/news/worldviews/wp/2015/03/28/how-yemen-was-once-egypts-vietnam/ .(11.3.2021)

[56] James A. Fargher. Confederates in Ethiopia: American industrial warfare and Egyptian imperialism in central Africa. strifeblog.org. https://www.strifeblog.org/2017/05/06/confederates-in-ethiopia-american-industrial-warfare-and-egyptian-imperialism-in-central-africa/ .(15.3.2021)

شاهد أيضاً

“إفشال المؤامرة”.. كيف أظهر تسلل مخابرات عباس إلى غزة قوة حماس؟

في ردة فعل استباقية ناجحة، كشفت وزارة داخلية غزة عن إفشالها عملية استخبارية في 31 …