دعوة محمد علي تستنفر نظام السيسي.. استدعاء ضباط واعتقالات

أحدث الفيديو الذي نشره الفنان المصري ورجل الأعمال محمد علي، صباح أمس الإثنين 16 سبتمبر 2019، هزة داخل وزارة الداخلية المصرية، دفعها إلى الاستنفار وإعلان الطوارئ، بعدما دعا علي إلى خطوات عملية، الهدف منها إنهاء حكم عبدالفتاح السيسي.

وقال موقع “الجزيرة.نت” نقلاً عن مصدر أمني في وزارة الداخلية المصرية، قوله إن “اللواء محمود توفيق أصدر تعليمات بزيادة حالة الطوارئ داخل الوزارة، ومنع إجازات الضباط، واستدعاء من حصل على إجازة، للعودة إلى العمل فورًا”.

وكان علي قد أطلق عبر فيديو بثه على موقع فيسبوك خطة، قال إنها تهدف إلى رحيل السيسي، وطالب بتفعيل هاشتاغ “#كفايه_بقى_ يا_سيسي” حتى الخميس المقبل، داعيا إلى تنحي السيسي، في حال شارك في «الهاشتاغ» 30 مليون مواطن مصري (من أصل نحو 100 مليون نسمة).

ووصل عدد التغريدات على هاشتاغ «#كفايه_بقى_ يا_سيسي» حتى الساعة 20:00 بتوقيت غرينتش إلى 817 ألف تغريدة، كما قال علي إنه سيحدد “مناطق مهمة” لتظاهر المصريين الجمعة المقبل، في حال تخطي الهاشتاغ العدد المطلوب من المتفاعلين.

اجتماع أمني

وأشار مصدر “الجزيرة.نت” -لم تذكر اسمه- إلى أن اجتماعا أمنيا على مستوى عالٍ لقيادات الداخلية مع القيادة السياسية، من المتوقع أن يعقد مساء اليوم الإثنين، لتحديد أسلوب التعامل مع المظاهرات المحتملة، وكيفية وأد مظاهر الاحتجاج التي دعا إليها محمد علي.

وأضاف المصدر أنه من المحتمل أن يتخذ الاجتماع قرارا بفصل خدمة الإنترنت عن مصر يوم الخميس أو الجمعة المقبلين، على غرار ما حدث في جمعة الغضب يوم 28 يناير 2011، التي كانت سببا في الإطاحة بحسني مبارك.

ويتزامن كلام المصدر مع حديث عن حجب خدمة الإنترنت الهوائي “واي فاي” في مطار القاهرة الدولي، وقطعها عن الموجودين داخل صالات الركاب.

وبحسب المصدر أيضا، فإن “هنالك خلية عمل تعمل منذ أسبوع، بعد نشر فيديوهات محمد علي الأولى، واعتقلت عدداً من الشباب المحسوبين على الثورة والقوى السياسية”.

وأضاف أن إدارة النظم والمعلومات في وزارة الداخلية تعمل على جمع أسماء الشخصيات العامة التي نشرت الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى أصحاب الصفحات الكبرى، وأنه “يجري اتخاذ الأفعال اللازمة ضدهم سواء بالقبض على بعضهم أو تحذير البعض الآخر”.

تفتيش وتخويف

ولفت المصدر الأمني إلى أنه صدر صباح اليوم الإثنين، قرار بتكثيف الكمائن المتحركة في محيط القاهرة الكبرى، خاصة في الأوقات المتأخرة، وتفتيش سيارات الأجرة بهدف التخويف والتحذير من القيام بأي تحركات أو فعاليات معارضة للسيسي.

وصدرت أيضًا تعليمات للضباط بالحديث مع أقاربهم ودوائرهم المحيطة، وتخويفهم من مصير مجهول واجتياح للقوى المعادية لمصر في حال رحيل السيسي، وأن مصيرهم هو “خيمة اللاجئين على حدود إحدى الدول، بسبب عدم وجود بديل يصلح لقيادة مصر”، وفقًا للمصدر الأمني نفسه.

ويؤكد المصدر الأمني الذي تحدث لـ”الجزيرة.نت”، ما قاله محمد علي، في فيديو جديد نشره مساء اليوم الإثنين، وقال فيه إن “السلطات تعتقل أشخاصًا من معارفه، ومن يتحدث عن محمد علي”.

وتحدث علي في الفيديو نفسه عن أن ضباطاً من الجيش المصري تواصلوا معه مبدين دعمهم له، وقال: “وحياة أولادي ظباط جيش محترمين، وقالوا إحنا معاك، وظباط داخلية قالوا لي إحنا معاك، في ناس عايزة تتحرر”..

وأضاف: “حتى تقريبًا، والله وأعلم تحليلي وتحليلكم، أن الحرس اللي معاه مش طايقينه، هما زينا عندهم عقل، ده راجل يبقى رئيس دولة، ده راجل يدير”، بحسب تعبيره.

وأشار علي إلى أن السيسي ربط مصر بشخصه و”الحاشية الخاصة به”، وقال إن “السيسي يستخدم ضباط الجيش والشرطة لخدمته”، وأضاف أن ذلك جعل ضباطًا يمتلكون طموحًا “يصلوا لهذه المرحلة، مرحلة الوحش، كي يبدأ الآخرون بخدمتهم”.

وحتى ظهر اليوم الإثنين، لم تعلق السلطات المصرية على ما ذكره علي من دعوات إلى رحيل السيسي، غير أن الأخير عادة ما يقول إنه غير متمسك بحكم البلاد، مؤكدًا أنه حين تخرج ملايين في الشوارع سيتنحي فورًا باستثناء أن يكون هناك خطر يهدد مصر.

غير أن صحيفة “أخبار اليوم” المملوكة للدولة، قالت في وقت سابق من الإثنين: إن بلاغًا قُدم إلى انائب العام بالبلاد، ضد علي، عقب دعوته إلى رحيل السيسي، متهماً المقاول المصري بـ”التحريض على قلب نظام الحكم”..

ومحمد علي (40 عامًا)، ممثل متوسط الشهرة، غادر مصر واستقر في إسبانيا، ولاقت فيديوهاته الناقدة للنظام رواجًا واهتماماً واسعَين في بلاده.

وهذه الحالة هي الأولى البارزة لشخص دون خلفية سياسية منذ وصول السيسي للحكم في 2014، والتي تثير ضجة واسعة عدة أيام، ودفعت رئيس البلاد إلى الرد على ما يثيره في مؤتمر وكلمة رئيسية.

شاهد أيضاً

تركيا تنفي مزاعم تصدير السلاح إلى إسرائيل “تضليل للرأي العام”

نفت وزارة التجارة التركية، الأربعاء 27 مارس 2024، بشكل قاطع، ما تناقلته وسائل إعلام مؤخراً، …