وكشف زيفهم.
إنها الحرب غير الشريفة علي الإسلام التي يقودها الطابور الخامس السرطاني بين ظهرانينا طعنا في القرآن الكريم وتشكيكا في السنة النبوية المطهرة وتطاولا على مقام سيد الخلق وحبيب الحق محمد صلى الله عليه وسلم، وسبا لصحابته الأطهار .. وسيكون مآل تلك الحرب هو البوار والخسران لهؤلاء.

 أيها الإخوة والأخوات
نتابع اليوم بغضب بالغ ما يجري من عدوان متواصل علي المسجد الأقصى المبارك وما حوله، وخاصة المحاولات الصهيونية الخبيثة والحثيثة لهدمه وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه، والهجمات المتواصلة على الأحياء المحيطة به، وأبرزها حي الشيخ جراح، ويهمنا هنا أن نؤكد موقف جماعة ” الإخوان المسلمون” الداعم لصمود أهلنا في بيت المقدس والمسجد الأقصي وحي الشيخ جراح وكل فلسطين، ونحيي استعصاءهم على محاولات اقتلاعهم من أرضهم وديارهم التي ولدوا فيها ونشأوا عليها، ونطالب الشعوب العربية والمسلمة مواصلة دعمهم ومؤازرتهم للشعب الفلسطيني الشقيق ، حتى يحرروا أرضهم ويقيموا دولتهم على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف.
فاحرصوا أيها الإخوان -مع كل شرفاء الأمة – على أن تظل قضية فلسطين قضيتنا الأولى، نبذل لها كل غال ونفيس، وهذا شرفٌ لا يدانيه شرف وعزٌ لا يطوله عز.

الإخوة الأحباب:
لقد حدثت معجزة الإسراء والمعراج للنبى صلى الله عليه وسلم، في وقت قلَّ فيه الناصر واشتدَّ فيه العداء، فلما رفع النبى صلى الله عليه وسلم يديه الى السماء داعياً، أذن الله بالفرج لرسولٍه صلى الله عليه وسلم الذي صبر واحتسب ودعا الله بصدق حتى ردّ مَلك الجبلين قائلاً: (إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين) ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا”. (رواه مسلم)
هنا بدأت رحلة التكريم وبداية التمكين لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لينطلق بروحه وجسده في رحلة ربانية ومعجزة سماوية خارقةٍ لكل نواميس الطبيعة وقوانين البشرية.
والعبرة المستفادة هنا هي: بذل الجهد، مع التوكل الخالص على الله عز وجل، وعدم استعجال النتائج، واليقين الثابت بنصر الله تعالى وتأييده، فلا يغرنكم – أيها الإخوة الكرام  – تجبّر الطغاة، ولا يفتننكم تبدّل مواقف من كنا نظن بهم خيرا من العلماء والدعاة، واعلموا أن الثبات على الحق والمبدأ مقام عظيم وشرف كبير، ومن يناله فقد سار على درب النبيين والشهداء والصالحين، وتلك نعمة إلهية وعطية ربانية يمنّ الله عز وجل بها على من يشاء من عباده، فقد قال جل في علاه لنبيه صلى الله عليه وسلم ممتناً عليه بنعمة الثبات: “وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا” (الإسراء 74).
وقد رأينا ونرى إخوانا وأخوات لنا في سجون الطغاة، “مِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (الأحزاب: 23)، فهم لم يغيروا ولم يبدلوا رغم قسوة الواقع وظلم السجان… نسأل الله لهم فرجا قريبا.
وفي الختام .. نسأل الله العلي القدير أن يوحد أمتنا و يحفظ دعوتنا ويبارك أخوتنا ويهيئ لنا من أسباب التوفيق والعمل  للإسلام ما يرضيه عنا..إنه ولي ذلك والقادر عليه.. وكل عام وأنتم جميعا بخير.
والله أكبر ولله الحمد
د. مصطفى طلبة
ممثل لجنة القائم بعمل المرشد العام
الأحد 26 رجب 1443 هـ – 27 فبراير 2022م