ردود أفعال عربية هزيلة علي اقتحام الأقصى وهنية يطالب المطبعين بإنهاء التطبيع

شهدت باحات المسجد الأقصى اعتداءات إسرائيلية على المصلين بإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز والصوت على المصلين، ما أسفر عن إصابة 205 أشخاص على الأقل، إلا أن ردود الفعل العربية جاءت هزيلة بينما نتقد دول إسلامية جريمة الاحتلال.

وكان جنود الاحتلال حاصروا حوالي 3 آلاف مصل في المصلى القبلي بالمسجد الأقصى، في محاولة لإخراجهم، لكن الشبان أغلقوا الأبواب، في حين اعتلى الجنود أسطح المسجد وأطلقوا قنابل الصوت والرصاص المطاطي لتسريع الإخلاء.

والمصلى القِبْلي هو جزء من المسجد الأقصى ومعلَم من معالمه، وهو المبنى المسقوف الذي تعلوه قبة رصاصية اللون، ويقع جنوبه تجاه القبلة.

وشهدت باحات المسجد الأقصى ومصلياتها مساء الجمعة اعتداءات إسرائيلية متواصلة على المصلين بإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز والصوت عليهم، ما أسفر عن إصابة 205 أشخاص، حسب “جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني” (غير حكومي).

وذكر شهود أن القوات الإسرائيلية “اعتدت على النساء في ساحة مصلى قبة الصخرة وأطلقت نحوهن قنابل الصوت”

ورداً على الاعتداءات حذر رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” إسماعيل هنية، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من “اللعب بالنار”، مضيفاً: “سندافع عن القدس والأقصى مهما كانت التضحيات”.

ودعا هنية -في كلمة متلفزة-الدول التي طبّعت مع الحكومة الإسرائيلية لإنهاء اتفاقيات التطبيع وإغلاق سفاراتها لدى إسرائيل.

 

واعتبر أن ما يجري “انتفاضة يجب أن تتواصل ولن تتوقف”، كما وعد بأن تدافع الحركة عن القدس والأقصى مهما كانت التضحيات، بحسب قوله.

كما هددت حركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية في بيان إسرائيل بالرد على اعتداءاتها ضد المصلين في المسجد الأقصى، قائلة: “ما يجري في القدس لا يمكن السكوت عليه، وعلى العدو أن يتوقع ردنا في أي لحظة”

وأوعز الرئيس محمود عباس إلى سفير بلاده لدى الأمم المتحدة رياض منصور بطلب عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي على خلفية التطورات الأخيرة في القدس المحتلة، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”

ردود فعل اسلامية

أدان فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي في تغريدةٍ الاعتداءات بحق “الأقصى”، قائلاً: “إسرائيل لا تحترم أية مقدسات مطلقاً وترتكب جرائم حرب وجرائم إنسانية في الأراضي الفلسطينية”، مطالباً قواتها بالتوقف الفوري عن ممارساتها العدوانية.

وغرد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، قائلاً: “تجب على الاحتلال الإسرائيلي مغادرة المسجد الأقصى على الفور ووقف هذا الاعتداءات البغيضة والمتهورة حالاً”

من جانبه أدان سيراجول حق، زعيم حزب “الجماعة الإسلامية” بباكستان، الاعتداءات الإسرائيلية، وقال حق في بيانه: “لا يحق لقوات الاحتلال الإسرائيلية وقف عبادة المسلمين في المسجد الأقصى أول قبلة في الإسلام”

كما غرد وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو، قائلاً إن ما حدث “هجوم وحشي”، بينما دعت خارجية بلاده إسرائيل إلى “التخلي فوراً عن موقفها العدواني والاستفزازي الذي تسبب في تلك الأحداث”

كما وصف رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب ما جرى بأنه “إرهاب”، فيما أدان زعيم المعارضة التركية، كمال قليجدار أوغلو عبر تويتر، الاعتداءات الإسرائيلية بحق الأقصى.

إدانات عربية

أدانت وزارة الخارجية المصرية في بيان الاعتداءات، مؤكدةً ضرورة “وقف أي ممارسات تنتهك حُرمة المسجد الأقصى”، ورافضةً “مساعي تهجير عائلات فلسطينية من منازلهم في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية”

وأكدت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان أن اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى انتهاك صارخ وسافر وتصرف همجي مدان ومرفوض”، مطالبة “بخروج تلك القوات من الحرم فوراً”

ووصفت وزارة الخارجية القطرية في بيان الاعتداء على المصلين داخل المسجد الأقصى بـ”الوحشي”، مؤكدة أنه يعد “استفزازاً لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم وانتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية”

وأدان رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة الاعتداءات الإسرائيلية، وقال في تغريدة على تويتر: “نقف دائماً إلى جانب القضية العادلة للشعب الفلسطيني، وندين الهجوم على المسجد الأقصى قبلتنا الأولى والإخلاء القسري غير المسبوق للمواطنين الفلسطينيين”

وقال الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إنه “يثمِّن صمود المقدسيين وغيرهم من أبناء فلسطين تجاه ما يتعرضون له من قبل العدو المحتل”، معتبراً الممارسات الإسرائيلية الأخيرة ضد الفلسطينيين في المسجد الأقصى “إرهاب دولة”

وأعرب الاتحاد الدولي للحقوقيين (UHUB) عن إدانته للاعتداءات التي ارتكبتها الشرطة الإسرائيلية، وقال في بيان: “نؤكد أن هذه المداهمة هي انتهاك قانوني واضح لوضع المسجد وتتعارض مع القواعد القانونية العالمية”

واستنكرت “رابطة علماء فلسطين” الاعتداءات الإسرائيلية. وأضافت: “الفلسطينيون المرابطون في ساحات المسجد الأقصى يدافعون بدمائهم الآن عن شرف وكرامة المسلمين أجمعين من تدنيس الصهاينة للمسجد ومدينة القدس المحتلة”

وقفات وتنديدات شعبية

في لبنان خرجت مسيرات واحتجاجات ونفذت وقفات الجمعة ضد الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين في القدس المحتلة، وذلك في كل من مخيمات “عين الحلوة” (جنوب) والبداوي (شمال) وبرج البراجنة وشاتيلا في العاصمة بيروت.

كما نددت جماعة الإخوان المسلمين في بيان بـ”عدوان القوات الصهيونية الوحشي وعصابتها بقنابل الصوت والرصاص المطاطي على المصلين داخل المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح”

وناشدت الجماعة “جماهير الأمة العربية والإسلامية مواصلة تقديم كل صور الدعم الممكنة للشعب الفلسطيني”

فيما طالب حزب جبهة العمل الإسلامي (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين) بالأردن حكومة بلاده بقيادة تحرُّك دبلوماسي عربي ودولي ضد ممارسات الاحتلال في القدس، ومن ذلك “استدعاء ‏السفير الأردني لدى الكيان الصهيوني وطرد سفير الاحتلال وإلغاء جميع الاتفاقيات الموقَّعة مع الاحتلال

بينما وصف المجلس الوطني الفلسطيني الذي يتخذ من العاصمة عمان مقراً له، الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى والاعتداء على مصليه بـ”العدوان الوحشي”، مطالباً نظراءه العرب والمسلمين بالارتقاء بمواقفه إلى مستوى خطورة ما يحدث.

شاهد أيضاً

نتنياهو لعائلات الأسرى: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في اجتماع الخميس مع عائلات الجنود الذين تم احتجازهم …