رضا حمودة يكتب: إلى كمال أحمد .. هؤلاء أيضاً يستحقون الحذاء!

لا ينبغي أن نستغرق طويلاً في واقعة الحذاء الذي قذفه نائب برلمان السيسي “كمال أحمد” في وجه زميله المثير للجدل والضحك المدعو” توفيق عكاشة ” المتلبس بالصوت والصورة في أحضان دولة بني صهيون متفاخراً ومتباهياً بهذه العلاقة المحرمة، لأنها لا تخرج عن كونها قد تمت بترتيب وتنسيق مع أجهزة الأمن وتحت رعاية المخابرات، لا سيما في ظل وجود علاقة معروفة للقاصي والداني بين عكاشة وأجهزة الامن والسلطة.

ما يهمني في هذا المقام العكاشي المنحط هو رمزية ” الحذاء ” للحط من الأشخاص والأشياء، ودليل الاحتقار والازدراء، لذا فليس من العدل أو الإنصاف أن تُقذف كل الأحذية في وجه ” عكاشة ” وحده، لأنه ليس وحده من يستحق الضرب بالحذاء.

الأولى بالحذاء الأول والأخير هو من انقلب على إرادة الشعب الحر، وأمعن في سفك الدماء، واغتصاب الحرائر، وأعطى الضوء الأخضر للقتل والقهر والتعذيب والتنكيل ومصادرة الأموال ومطاردة الشرفاء والنيل من سمعتهم، فهو سيد هؤلاء القابعين في برلمانه المزور، الملطخ بالدماء.

من حرّض وفوّض على القتل والظلم يستحق الحذاء، ومن فرح ورقص وشمت في قتل أخيه أو أخته فهو شريك في نفس الحذاء.

الصحفي أو الاعلامي الذي أشار بقلمه للفسق والفجور محتقراً للدين والأخلاق، وساهم في تغييب العقول، وتزييف الوعي الجمعي للأمة بعيداً عن قضاياها المصيرية العادلة، واختطف شاشته لصالح كل ناعق ومأجور لتشويه الشرفاء له ألف حذاء وحذاء.

القاضي الذي باع ضميره لسلطة الشيطان بعدما عرف الحق وحكم بغيره، له ملايين الأحذية، فضلا عن لعنات المكلومين والمظلومين جزاء ما كتبت يداه.

ضابط الشرطة أو الجيش الذي استحل الدماء على الهوية ولمجرد الاختلاف في الرأي لخدمة مصالحه الشخصية المرتبطة بأسياده من الجنرالات الكبار، يستحق ملء الأرض أحذية.

من سرق مقدرات البلاد والعباد، وشرعن للفساد وكأنه حق مكتسبٌ بالجهد والعرق، عليه آلاف الأحذية.

إذا كان ” كمال أحمد ” مخلصاً حقاً في رفضه للتطبيع مع العدو الصهيوني، ويشعر بحرقة وغيرة على بلاده من استضافة عكاشة للسفير الإسرائيلي في منزله، فالأولى به أن يوجه حذاءه لمن أعاد فتح سفارة العدو لتدنس أرض الكنانة، ووصف رئيس وزرائه المجرم الارهابي ” نتنياهو ” بالقائد ذو القدرات العالية، وينسق معه أمنياً وسياسياً لخنق وحصار اخواننا في غزة المرابطة على جمر الجهاد، أما ما دون ذلك فلن يكون أكثر من لعبة إلهاء مكشوفة ومعتادة من قبل النظام، وحلقة في مسلسلٍ هابط من تأليف واخراج ورعاية النظام لكسب نقطة وهمية في ميزان الوطنية، أوهكذا يُريد أن يبدو للعامة.

شاهد أيضاً

وائل قنديل يكتب : عبّاس وغانتس: إجماع فاسد أم انقسام حميد؟

لا ينتعش محمود عبّاس، وتدبّ فيه الحياة والقدرة على استئناف نشاطه في “مقاومة المقاومة” إلا …