رغم الانتعاش.. موقع أمريكي: كميات إنتاج النفط لن تعود لسابق عهدها

لطالما أكدت الولايات المتحدة الأمريكية على تدخلها في سوق النفط وكان أخر تلك الإرهاصات أن أكدت على زيادة إنتاجيتها من النفط في هذا العام مؤكدة على أنها ستواصل الزيادة في الأعوام المقبلة، الأمر الذي يجعل أسعار النفط في المستقبل غير واضحة المعالم، بالإضافة إلى أوبك وإنتاجيتها من النفط.

ففي تقرير تابع لموقع أويل برايس الأميركي للكاتب دان ستيفنز، قال إن التوقعات تشير إلى أن كميات إنتاج النفط لن تعود إلى سابق عهدها، بل ستشهد انخفاضا متواصلا خلال الأشهر المقبلة على الرغم من احتمال وجود انتعاش طفيف في الإنتاج في شهري أغسطس/آب الماضي وسبتمبر/أيلول الحالي، الأمر الذي سيؤثر على أسعار النفط عالميا.

وأفاد الكاتب بأنه وفقا للتقديرات تراوح الإنتاج الأسبوعي للنفط الأميركي خلال الآونة الأخيرة بين حوالي 12.3 و12.5 مليون برميل يوميا، نقلا عن الجزيرة.

وأضاف أنه مع ذلك غالبا ما تكون هذه الأرقام التي تقدمها إدارة معلومات الطاقة الأميركية غير دقيقة نظرا لكون وزارة الطاقة لا تواكب دائما التغيير الحاصل في اتجاهات العرض والطلب.

تغيير إنتاج الولايات المتحدة

أورد ستيفنز أنه في الثالث من سبتمبر/أيلول الجاري نشر موقع ريموند جيمس موجزا عن صناعة الطاقة تضمن بيانا ذكر فيه أن الدافع الأهم لزيادة أسعار النفط وسوق الطاقة خلال السنوات الخمس المقبلة سيكون التغيير في الإنتاجية الجديدة للولايات المتحدة.

وأشار الكاتب إلى أن الوكالة الدولية للطاقة والدول الأعضاء في منظمة أوبك وروسيا وكل الأطراف التي لها علاقة بصناعة الطاقة تدرك أن الزيادة الكبيرة في إنتاج النفط الأميركي خلال هذا العقد كانت المصدر الرئيسي لإمدادات جديدة.

وبحسب ستيفنز، فإن الفكرة المنتشرة على نطاق واسع هي أن الولايات المتحدة يمكنها الاستمرار في تلبية الطلب العالمي المتزايد على النفط خلال العقد المقبل.

لكنه ذكر أن انخفاض أسعار النفط بسبب زيادة إنتاج الصخر الزيتي جعل شركات النفط والغاز تخفض الميزانية المخصصة للحفر والإنجاز.

ومنذ عام 2010 -عندما اندلعت ثورة النفط الصخري- زاد معدل إنتاجية الآبار بمعدل 30% خلال عام 2018، لكن تحقيق المكاسب الإنتاجية لآبار النفط توقف تقريبا في عام 2019.

وتشير تقديرات بعض المحللين إلى أن الزيادة في الإنتاجية ستبلغ نسبة 10% هذا العام وستنزل إلى 5% في عام 2020، وفق موقع أويل برايس.

ولعل السبب الأكثر أهمية في تراجع الإنتاجية بشكل كبير هذا العام يتمثل في دخول شركات الإنتاج في “وضع التطوير” الكامل كما يقول الكاتب.

وكانت معظم الشركات العاملة في مجال التنقيب عن النفط تضطلع بمهمة حفر “الآبار الرئيسية” لاستغلال حوض بيرمي وحساب احتياطي النفط والغاز.

إنتاج محدود

وخلص الكاتب إلى أن الولايات المتحدة تضع قيودا على نمو إنتاج النفط لتزيد أسعار النفط، في وقت سيستمر الخام بأن يكون ركيزة الاقتصاد العالمي.

وقال إن نقص النفقات المخصصة للاستكشاف أدى إلى تراجع مخزونات النفط الجديدة التي وقع العثور عليها.

ونتيجة لذلك -يؤكد الكاتب- ستضطر الدول المنتجة للنفط إلى زيادة أسعار النفط لدفع محرك الاستكشاف والتطوير في العالم مرة أخرى، وتوقع أن يبلغ سعر خام البرنت 80 دولارا للبرميل.

يشار إلى أن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك قال أول أمس الخميس إن قطاع النفط الأميركي يجد صعوبة في جذب التمويل وزيادة الإنتاج، وتوقع أن يتباطأ نمو الإنتاج الأميركي.

لكن شركة ريستاد إنيرجي لاستشارات الطاقة قالت قبل أيام إن حقول النفط الصخري في الولايات المتحدة سترفع إنتاج البلاد من الخام بمقدار 1.3 مليون برميل يوميا هذا العام.

وأضافت الشركة أن إنتاج الولايات المتحدة سيزيد العام المقبل بواقع 1.1 مليون برميل يوميا.

وتتوقع ريستاد إنيرجي أن إنتاج النفط والمكثفات في الولايات المتحدة سيصل إلى 12.9 مليون برميل يوميا في ديسمبر/كانون الأول وإلى 14 مليون برميل يوميا بحلول نهاية 2020.

شاهد أيضاً

بعد موقفهما تجاه ليبيا.. محاولات لبث الفتنة بين تركيا وتونس

منذ أن بدأ الجنرال الانقلابي خليفة حفتر محاولة احتلال طرابلس في إبريل الماضي، لم تتوقف …