روحاني: سنتخذ إجراءات إضافية لتقليص التزاماتنا بالاتفاق النووي

أعلن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أن بلاده ستتخذ في 7 يوليو الجاري، إجراءات إضافية لتقليص التزاماتها بالاتفاق النووي مع الدول الكبرى.

ووفقًا لسبوتنيك، قال الرئيس روحاني إن إيران ستخفض المزيد من التزاماتها النووية وتبدأ تخصيب اليورانيوم بالمقدار الذي تحتاجه.

وأضاف روحاني أن “إيران لن تكتفي بتخصيب اليورانيوم عند مستوى 3.67% بعد السابع من الشهر الجاري، بل سترفع مستوى التخصيب بداية من السابع من الشهر الجاري”.

كما أعلن أيضًا أنه ستتم إعادة تأهيل مفاعل “أراك” للماء الثقيل، استئناف إنتاج البلوتونيوم في حال لم تنفذ أوروبا التزاماتها.

وتابع “إذا لم تف الدول التي لا تزال ضمن الاتفاق النووي بوعودها فسيعود مفاعل آراك بعد 7 يوليو لأنشطته السابقة”.

وأضاف “إيران ستظل ملتزمة بالاتفاق النووي ما دام الجانب الآخر ملتزما به”.

وعن الآلية المالية الأوروبية للتعامل مع إيران في ظل العقوبات الأمريكية، قال روحاني، إنها “حتى الآن هي استعراض فقط. ممكن لهذه الآلية أن تكون عملية أكثر إذا قاموا بنقل أموال نفطنا من خلالها وقاموا بشراء النفط منا”.

وعن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، قال روحاني “أمريكا من بدأت اللعب بالنار في المنطقة، ويجب عليهم العودة إلى التزاماتهم في الاتفاق النووي، وإذا عادت فجميعنا سوف نعمل وفق الاتفاق النووي”.

أغلقنا الطريق على أمريكا

وفي نفس السياق، قال قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، إن “طهران تمكنت من إرساء ميزان قوى عسكري أجبر الولايات المتحدة على التراجع عن مواجهتها” على خلفية برنامجها النووي واتهامات باستهداف القوات الأمريكية في منطقة الخليج.

نقلت وكالة “فارس” الإيرانية عن سلامي قوله، خلال اجتماع اليوم الأربعاء، لإحدى إدارات الحرس الثوري “أغلقنا الطريق على أمريكا، وفرضنا ميزان قوى عكسي تجاههم”.

وتابع “العدو اليوم خائف من وقوع الحرب، ويظهر هذا الأمر جليا من خلال إعلاناتهم وتعاملهم”، مضيفا، “هم في النهاية أعلنوا تراجعهم وأعلنوا أنهم لا يريدون المواجهة وانصرفوا، هذا الأمر يعد تراجعا لهم لكي يحفظوا ماء وجههم”.

وكان قائد الدفاع الجوي في الجيش الإيراني، أمير صباحي، قد حذر ، في وقت سابق، صباح اليوم، الولايات المتحدة من أن إيران لديها سلاح سري خاص بها وسوف تقاومها به.

ونقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية عن صباحي، اليوم الأربعاء، قوله “على أمريكا أن لا تنسى أبدا، ونحذر دائما بأن الاستعراض العسكري أمام الجمهورية الإسلامية قد ولى، لأنه لدينا سلاح سري خاص بنا فقط، وسوف نقاومها به”.

وأضاف قائد الدفاع الجوي الإيراني “وقوف القوات الأمريكية على بعد 200 ميل في البحر كان بسبب القدرة العسكرية للقوات المسلحة الإيرانية، العدو يعلم جيدا أن الجهوزية الإيرانية غير قابلة للامتحان، وأول خطأ يرتكبه سيكون آخر خطأ له”.

وتابع صباحي “أمريكا غير موثوق بها لأنها تستخدم من جهة سياسة الضغط القصوى وتكدس القوات العسكرية في الخليج الفارسي وترغب في فرض نواياها القذرة على إرادة الشعب الإيراني، وتدق من طرف آخر طبول الحرب، وتوسع نطاق العقوبات، وتأتي تريد التفاوض، بعد كل ذلك لا يمكن الوثوق بها في المفاوضات”.

وشهدت العلاقات الأمريكية الإيرانية توترا وتصعيدا عسكريا في الآونة الأخيرة بعد اتهام واشنطن لطهران بالوقوف وراء الهجمات، بالإضافة إلى إسقاطها لطائرة أميركية مسيرة.

وقبل نحو أسبوعين أعلن الحرس الثوري الإيراني إسقاط طائرة استطلاع أمريكية حديثة بصاروخ إيراني فوق مضيق هرمز، بزعم اختراقها للمجال الجوي الإيراني.

وردا على ذلك كشف ترامب عن أن واشنطن كانت على وشك توجيه ضربات لإيران، ردا على إسقاط الطائرة المسيرة، لكنه قرر إيقافها قبل 10 دقائق من موعدها بعدما علم أنها قد تتسبب في موت 150 شخصا.

وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت تعزيزات عسكرية إلى الشرق الأوسط، تضمنت حاملة طائرات وقاذفات من طراز بي — 52 وصواريخ “باتريوت”، في استعراض للقوة بمواجهة ما يصفه مسؤولون من الولايات المتحدة، تهديدات إيرانية للقوات والمصالح الأمريكية في المنطقة.

وقررت إيران في الـ 8 من شهر مايو المنصرم، بعد مرور عام على انسحاب الولايات المتحدة الأحادي الجانب من خطة العمل الشاملة المشتركة، وتعليق بعض تعهداتها في الاتفاق النووي التاريخي المبرم عام 2015 وتوقيف الحد من مخزونها من المياه الثقيلة واليورانيوم المخصب.

وأعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن طهران ستتوقف عن بيع الماء الثقيل واليورانيوم المخصب اعتبارا من نفس اليوم وعلى مدار 60 يوما، مانحا الدول الأوروبية الفترة نفسها للتفاوض. ومشددا في الوقت ذاته على أن انهيار الاتفاق النووي “خطر على إيران والعالم”.

وأبرمت إيران مع الدول الكبرى “5 + 1” (الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وفرنسا، وبريطانيا، بالإضافة إلى ألمانيا) اتفاقا تاريخيا لتسوية الخلافات حول برنامجها النووي، في يوليو 2015، وتم اعتماد خطة العمل الشاملة المشتركة، التي تلغي العقوبات الاقتصادية والمالية المفروضة على إيران من قبل مجلس الأمن الدولي للأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وتصف إدارة ترامب الاتفاق الذي تفاوض بشأنه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بأنه معيب لأنه ليس دائما ولا يتطرق بشكل مباشر لبرنامج الصواريخ الباليستية ولا يعاقب إيران على شن حروب بالوكالة في دول أخرى بالشرق الأوسط.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض عقوبات اقتصادية على طهران على مرحلتين، في أغسطس ونوفمبر 2018، شملت عدة قطاعات من بينها النفط.

وكثفت الولايات المتحدة عقوبتها على إيران منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مايو 2018، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع طهران.

ودخل في 2 مايو الماضي، قرار أمريكي يقضي بإلغاء إعفاءات شراء النفط الإيراني لبلدان تركيا والصين والهند وإيطاليا واليونان واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان. وأعربت تركيا عن رفضها للقرار وعدته “تجاوزا للحدود”.

كانت إيران، ثالث أكبر منتج للنفط الخام في “أوبك” قبل العقوبات الأمريكية، فيما تراجعت حاليا إلى المرتبة الرابعة بعد السعودية والعراق والإمارات، بمتوسط إنتاج يومي 2.7 مليون برميل.

وتقول واشنطن إن النظام الإيراني يحصل على 40 بالمائة من دخله عبر مبيعات النفط، وكان يحصل على 50 مليار دولار من عائدات النفط سنويا، قبل دخول العقوبات حيز التنفيذ، والتي حرمته من أكثر من 10 مليارات دولار.‎

بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، أن طهران تجري اتصالات مع المؤسسات الداخلية والشركاء الدوليين المعنيين بمسألة وقف الإعفاءات من العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران، مؤكدة أنها لا تعطي أي اعتبار لمنح هذه الإعفاءات أو رفعها.

شاهد أيضاً

صندوق النقد يخفض توقعاته لنمو الاقتصاد المصري من 4.4% الي 4%

خفض صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد المصري في العام الحالي إلى 4.0%، مقارنة بتوقعاته …