سياسيون: التقارب المصري التركي جزء من تحولات كبرى تشهدها المنطقة

رأى دبلوماسيون سابقون ومحللون سياسيون أن اتفاق تركيا ومصر على بدء مرحلة جديدة من التعاون المشترك وتجاوز التوتر في العلاقات بين البلدين يأتي ضمن تحولات كبرى تشهدها منطقة الشرق الأوسط.

وشددوا في حوارات مع (المسائية) على الجزيرة مباشر، السبت، على الأهمية الاستراتيجية للبلدين والنتائج التي قد يفضي إليها تطبيع العلاقات.

وقال سفير تركيا السابق في القاهرة حسين عوني بوتسالي، إن الدولتين تملكان عمقًا استراتيجيًّا، والمزايا من هذه العلاقة كبيرة جدًّا ولا تقتصر على المنافع الاقتصادية فقط، مشيرًا إلى أن تركيا ومصر تحتاج كلتاهما إلى الأخرى.

وأوضح أن علاقة البلدين مهمة لازدهار الدول المطلة على البحر المتوسط، “كما سيعود بالفائدة على القارة الأفريقية، فمصر دولة مهمة لاستقرار أفريقيا وشمال المغرب العربي ودول حوض النيل”.

وخطت مصر وتركيا، السبت، خطوة أخرى باتجاه إصلاح العلاقات بينهما، إذ زار وزير الخارجية التركي القاهرة للمرة الأولى منذ قطع الروابط بين البلدين قبل 10 سنوات وأجرى محادثات مع نظيره المصري.

يأتي ذلك بعد أن توترت العلاقات بشدة في 2013 إثر الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، لكنها تحسنت تدريجيًّا منذ 2021.

من جهته، قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق حسن هريدي، إن زيارة أمس أتت من منطلق مبادرة حسن نية من جانب الحكومة التركية التي “أعربت عن تطلعها إلى تحسين وتطوير العلاقات مع مصر منذ سبتمبر (أيلول) 2020، وردّت مصر بالترحيب”.

وأضاف أن لقاء السبت جاء تتويجًا للقاءات سابقة بدأت عندما عقد الجانبان جولة مفاوضات على مستوى وزراء الخارجية، وأثمرت عن لقاء رفيع المستوى بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعبد الفتاح السيسي بوساطة من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد خلال افتتاح كأس العالم 2022.

وأكد أن زيارة أمس ستتبعها زيارة لوزير الخارجية المصري الذي تلقى دعوة من نظيره التركي لاستكمال الحوار الدبلوماسي الرفيع بين البلدين في أنقرة.

ولا تعني الزيارة -وفقًا لهريدي- تجاوز كل الخلافات السياسية، مشيرًا إلى أن ما يحدث “يأتي لصالح الدولتين والشعبين كما يصب في سياق التهدئة الإقليمي الذي نلمسه الآن”.

وتباينت مواقف تركيا ومصر في السنوات القليلة الماضية بشأن ليبيا، إذ دعمت أنقرة والقاهرة فصائل متناحرة في صراع لا يزال قائمًا، وكذلك في ما يتعلق بالحدود البحرية بمنطقة شرقي المتوسط الغنية بالغاز.

وتسعى الحكومة المصرية جاهدة لمواجهة نقص حاد في النقد الأجنبي، وذكرت الشهر الماضي أن شركات تركية تعهدت باستثمارات جديدة في مصر بقيمة 500 مليون دولار.

بداية التحولات

بدوره، تحدّث أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية المصري عصام عبد الشافي عن تحولات كبيرة تعيشها منطقة الشرق الأوسط تقودها الولايات المتحدة.

وأشار إلى اتفاق العلا في يناير 2021 بعد فوز الرئيس الأمريكي جو بايدن وقبل أيام من تنصيبه، الذي جرت فيه المصالحة بين قطر من جهة، والسعودية ومصر والإمارات والبحرين من جهة أخرى.

كما تحدّث عن التقارب التركي الإماراتي، والاتفاقية الاقتصادية الكاملة المُوقعة بين الطرفين، فضلًا عن إعادة العلاقات بين السعودية وإيران.

وقال عبد الشافي “الأمر يتعلق برغبة أمريكية بسبب مواجهتها مع الصين وروسيا، بالإضافة إلى وجود أزمات أكبر مما كان بين هذه الدول من خلاف، مثل تداعيات الأزمة الأوكرانية وأزمة كورونا”.

شاهد أيضاً

حماس: المرونة التي نبديها لا تعني التراجع عن شروطنا وإسرائيل لا يعنيها أسراها

قال القيادي في حركة “حماس” باسم نعيم، إن “إسرائيل باتت تفهم المرونة التي تبديها حماس …