فرنسا تعادي الإسلام.. إغلاق 73 مسجدا ومدرسة بزعم مكافحة “الإسلام المتطرف”

قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان إنه تم إغلاق لـ 73 مسجدا ومدرسة خاصة ومحلا تجاريا منذ مطلع العام الجاري، بذريعة “مكافحة الإسلام المتطرف”.

وأوضح الوزير في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، أنه تم إغلاق مسجد ومدرسة خاصة في منطقة “هيرالت” الشهر الماضي، إضافة إلى جمعية و9 محال تجارية في مناطق أخرى.

وأشار إلى أن 73 مسجدًا ومدرسة خاصة ومحل تجاري أغلقت منذ بداية العام الحالي.

كما طالب درمنان بطرد 231 أجنبيا “متطرفا” من البلاد.

وقال: “علينا طرد 231 أجنبيا من الأراضي الفرنسية، يقيمون فيها بشكل غير قانوني، وملاحقين بتهمة التطرف، بينهم 180 في السجن”.

وأضاف: “يبقى اليوم 231 شخصا يقيمون بصورة غير قانونية يجب طردهم وهم ملاحقون للاشتباه في تطرفهم”.

وأوضح أنهم مدرجون على لائحة المهاجرين السريين الـ851 في الملف الخاص بالوقاية من التطرف لأسباب إرهابية، وكشف طرد 428 منهم.

فرنسا ومحاربة الإسلام

يحاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كلّ فرصةٍ تُتاح له، ربطَ الإسلام بمصطلحاتٍ سلبية، من التطرف إلى “الإرهاب الإسلامي” مروراً بـ”الإسلام السياسي” وانتهاء بـ”الانفصال الإسلامي”، لم يوفر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مصطلحاً يمكن أن يربط بين الإسلام ومفاهيم سلبية إلا واستخدمه على نحو متكرر وفي مناسبات عدة، في نهج لا يمكن أن يُفهم منه إلا تعمد وَصْم الإسلام بكل ما هو مسيء،

خلال العام الماضي، هاجم الرئيس الفرنسي “الإسلام السياسي” وقال إنه “ليس له مكان” في الجمهورية الفرنسية، وكرر هجومه باتهامه بأنه يمثل تهديداً وأنه “يريد أن يحدث انقساماً داخل جمهوريتنا” على حد قوله. وسبق أن استعمل ماكرون خلال زيارته إلى مصر ولقائه عبد الفتاح السيسي مصطلح “الإرهاب الإسلامي”، قائلاً إن مباحثاته مع السيسي تطرقت إليه.

كما شهدت فرنسا حملة غير مسبوقة ضد الإسلام والمسلمين منذ عام 2015، عقب هجوم شارلي إيبدو وهجمات باريس، في ظل حالة الطوارئ التي أعلنتها الحكومة آنذاك التي امتدت حتى نهاية 2017، وحل محلها قانون “الأمن الداخلي ومحاربة الإرهاب” بعد رفعها، وهو ما نجم عنه إغلاق عشرات المساجد وقاعات الصلاة بدعوى ترويجها للتطرف.

 وكشفت جمعية “العمل من أجل حماية حقوق المسلمين في فرنسا” في تقرير لها أنه منذ 2017 حتى نهاية 2019 وضع 106 أشخاص تحت الإقامة الجبرية وأجريت 97 زيارة لأفراد، صاحبها ضبط بعض المقتنيات الشخصية، كما صدرت أوامر بإغلاق سبعة أماكن للعبادة.

وذكرت جمعيات فرنسية أن السلطات تعتبر أن مجرد اقتناء كتاب “رياض الصالحين” الذي ألّفه الإمام النووي في القرن الخامس الهجري مؤشر على التطرف يستوجب إخضاع الشخص للإقامة الجبرية أو البحث الإداري أو إغلاق المسجد.

ومن المعروف أن فرنسا تعد واحدة من أسوأ الدول الغربية في التعامل مع مواطنيها المسلمين، نتيجة تبنّي نموذج متطرف في العلمانية لا يفصل بين الدولة والدين فحسب بل بين الدين والحياة، إلا أن هذا النموذج لا يفسر هذا القدر من السياسات المتراكمة في كيل العداء للمسلمين ومحاربة ثقافتهم وخصوصيتهم الدينية.

وحول الأسباب المحتملة لما تكنّه فرنسا من “حقد على الإسلام”، أن “سبب فقدانها لنفوذها الاستعماري في كل إفريقيا هو الإسلام نفسه الذي حافظ على قدرة الشعوب الإفريقية على تثبيت هويتها ومقاومة الاحتلال”.

شاهد أيضاً

حماس: المرونة التي نبديها لا تعني التراجع عن شروطنا وإسرائيل لا يعنيها أسراها

قال القيادي في حركة “حماس” باسم نعيم، إن “إسرائيل باتت تفهم المرونة التي تبديها حماس …