متاجر سعودية تبدأ بإزالة المنتجات التركية من رفوفها بعد دعوات المقاطعة

بدأت متاجر سعودية بإزالة منتجات تركية مثل ورق العنب المخلل والقهوة والأجبان من رفوفها بعد دعوات سعودية إلى مقاطعة هذه المنتجات، بحسب وكالة الانباء الفرنسية.

دعوات المقاطعة تعود لنوع من التنافس بين السعودية وتركيا على قيادة العالم الإسلامي، وتعزز ذلك عقب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018 في قنصلية بلاده في اسطنبول، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

واشتكى مصدرون أتراك للمنسوجات وبضائع أخرى مؤخرا من تأخير مبالغ به في الجمارك السعودية، وأوائل أكتوبر الحالي، دعا رئيس غرفة التجارة السعودية إلى مقاطعة البضائع ردا على “استمرار العداء من الحكومة التركية ضد قيادة المملكة ومواطنيها”، بحسب وصفه.

وبعد هذه الدعوة أعلنت سلاسل متاجر كبرى في السعودية بينها أسواق عبد الله العثيم وتميمي وباندا عن أنها ستتوقف عن استيراد وبيع المنتجات التركية.

وقالت أسواق عبد الله العثيم في بيان عبر تويتر إن القرار جاء تضامنا مع الحملة الشعبية للمقاطعة، مؤكدة أن قادة وحكومة وأمن السعودية هم خط أحمر لا يقبل المساس.

وذكرت بعض المحلات التجارية أنها ستواصل بيع المنتجات التركية إلى حين نفاذ المخزون الحالي.

وفي متجر بالرياض، أزال موظفون منتجات مصنوعة في تركيا من الرفوف مثل القهوة والشوكولاتة وعلب من الخضار المخللة، واستبدلت الأجبان التركية بأجبان صنعت في مصر.

وقال مدير أحد المتاجر مفضلا عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس إن هذه مسألة حساسة للغاية، رافضا التطرق إلى مصير البضائع التي لم يتم بيعها أو الخسائر التي سيتكبدها المتجر.

ووسط شكوك حول احتمال تقديم تركيا شكوى لدى منظمة التجارة العالمية، تؤكد السلطات السعودية أنها لم تضع أي قيود على المنتجات التركية وأن حملة المقاطعة يقودها مواطنون.

لكن بيانا مشتركا صادرا عن ثماني مجموعات تركية بارزة ذكر أن الشركات السعودية أُجبرت على توقيع خطابات تلزمها بعدم استيراد منتجات من تركيا.

وفي أنقرة أكد اتحاد المقاولين الأتراك وجود عقبات مختلفة أمام التجارة مع السعودية، مثل عدم دعوة الأتراك إلى المشاركة في استدراجات عروض، وصعوبة الحصول على تأشيرات للموظفين الأتراك، وتأخير في الدفع.

ويقدر الاتحاد أن الانطباع السلبي عن تركيا أدى إلى خسائر بقيمة ثلاثة مليارات دولار في الشرق الأوسط خلال العام الماضي.

ويقول الاتحاد إن السعودية كانت في المركز الثاني بقائمة البلدان التي لديها أكبر قدر من الأعمال مع تركيا في 2016-2018 وتراجعت إلى أدنى المستويات الآن.

والعام الماضي، واجه سياح سعوديون دعوات إلى مقاطعة تركيا، وهي وجهة شهيرة في المنطقة لتمضية العطلة، كما صدرت دعوات للتوقف عن شراء العقارات في تركيا.

وصراع البلدين على النفوذ في العالم الإسلامي يشمل خلافات بين أنقرة والرياض في قضايا إقليمية من ليبيا إلى سوريا وحتى إسرائيل، وتركيا مقربة من قطر وتملك قاعدة عسكرية فيها، الأمر الذي تنتقده الرياض.

والسعودية في المرتبة 15 من بين الأسواق الكبرى للصادرات التركية، ومن بين المواد الأساسية التي يتم استيرادها إلى السعودية من تركيا، المنسوجات والمواد الكيميائية والمفروشات والسجاد والحديد.

وتشير أرقام رسمية إلى تراجع الصادرات التركية إلى 1,9 مليار دولار في الأشهر الثمانية الأولى هذا العام، مقارنة بما قيمته 3,2 مليار دولار في عام 2019.

شاهد أيضاً

حماس: المرونة التي نبديها لا تعني التراجع عن شروطنا وإسرائيل لا يعنيها أسراها

قال القيادي في حركة “حماس” باسم نعيم، إن “إسرائيل باتت تفهم المرونة التي تبديها حماس …