محمد إلياس: الإبادة العرقية للروهنجيا ودور المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية

حققت حكومة ميانمار والبوذيون الحاقدون الإبادة العرقية للأقلية المسلمة الروهنجية بكل معانيها،  ففي خلال شهرين عملت الحكومة والبوذيون على تشريد حوالي سبعمائة ألف مسلم روهنجي؛ معظمهم النساء والأطفال والمسنون، وعدد القتلى لم يتم إحصاؤه بعد، وهم بالألوف.

ما يحكيه النازحون عن مشاهد المجازر تقشعر منه الجلود, ولم يحدث مثل ذلك في تاريخ الإنسانية في الماضي القريب. كنا نسمع عن مجازر البوسنة والهرسك، لكن ما نشاهده اليوم أشنع من ذلك، وكنا نسمع عن حصار الإخوة الفلسطينيين, وهنا حصار الإخوة الروهنجيا أشنع من ذلك.

نعم قد لقيت القضية اهتماما كبيراً لدى المحافل الدولية ومنظمات الحقوق الإنسانية والأممية؛ تنديدات وقرارات على مستوى العالم، لكن ماذا حصل من ذلك لهؤلاء المظلومين البائسين الذين يعيشون في العراء في غابات بنجلاديش ويعيشون في أكواخ وفي صورة سيئة؟

سبعمائة ألف من المشردين .. هل هذا عدد بسيط؟ كانت لهم ممتلكات وأراضٍ ومنازل ومزارع؛ كلها اغتصبها البوذيون بدون أي موانع!

كم من الأطفال مع النازحين ولا يعرف أين آباؤهم وأمهاتهم؟ وأين أخوانهم وأخواتهم أو أقرباؤهم؟ نعم أطفال، إذا سألت أحدهم: لم جئتم؟ فيجيبون بدموعهم ويقولون: هناك القتل والحرق بلا هوادة .. والله بلا هوادة.

البوذيون لا يحسبون المسلمين من جنس الإنسان، ويحسبونهم لا يستحقون أي حقوق؟!

نسمع ونرى في الإعلام أن سيُتخذ قرار حاسم لرجوعهم إلى وطنهم وسيتم ذلك باتفاق عدة دول، فهل يتحقق رجوعهم إلى منازلهم مع استرجاع حقوقهم المحرومين منها أم يدبرون لنقلهم من المخيمات إلى المخيمات، وذلك من أهم أهداف حكومة ميانمار حيث أجبرت عام 2012 أكثر من مائتي ألف مسلم روهنجي على العيش في المخيمات في عدة مناطق من أراكان، خاصة في أكياب بعد تشريدهم من منازلهم وحرمانهم من ممتلكاتهم وأراضيهم وحرق منازلهم.

هم للأسف لاجئون في وطنهم.

ويشاع أنهم ليسوا من السكان الأصليين! هذا افتراء وكذب.

فهل من  شاركوا في الحكومة البورمية الفيدرالية في الستينات وتولوا عدة وزارات هل كانوا أجانب؟ هل كان البوذيون واسعي الصدر لهذا الحد, فكانوا يوزعون المناصب الوزارية المهمة على الأجانب؟

أراكان؛ حكمها المسلمون عدة قرون ثم استولى عليها البوذيون ظلماً كما هو ثابت من التاريخ. أراكان كانت مملكة مستقلة للمسلمين، هذه هي الحقيقة ومايروجونه اليوم خزعبلات.

البوذيون يستغلون أوضاع المسلمين وانشغالهم فيما بينهم, وهناك مؤامرة دولية خطيرة ضد المسلمين؛ وفي ظل هذه المؤامرة المنظمة حصلت هذه الإبادة العرقية للروهينجيا.

والآن .. ماذا سيتعامل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية مع هذه القضية؟ مع الأسف لم يتوقف العنف وحرق المنازل والقرى الخاصة بالمسلمين الروهنجيين وتشريدهم قسريا في أراكان، إلى اليوم.

ورغم ارتكابهم هذه المجازر الشنيعة والإبادة العرقية فهم ليسوا إرهابيين؛ أعني البوذيين وحكومة ميانمار الغاشمة.

 

شاهد أيضاً

محمد السهلي يكتب : الأونروا والعودة.. معركة واحدة

بحكم معناها ورمزيتها ووظيفتها، يصبح الدفاع عن الأونروا معركة واجبة وملحة .. ومفتوحة. ومع أن …