مظاهرة حاشدة بالمغرب لدعم قضية الصحراء

تظاهر مئات الآلاف من المغاربة في شوارع الرباط أمس، في أكبر مسيرة حاشدة لدعم موقف بلادهم في قضية الصحراء.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية إن أكثر من مليوني شخص توافدوا إلى العاصمة من مختلف أنحاء البلاد للمشاركة في التظاهرة الشعبية التي دعت إليها فعاليات حزبية في الموالاة والمعارضة والمركزيات النقابية ونشطاء المجتمع المدني وتنظيمات مختلفة.

واحتج المتظاهرون على ما وصفوه بزلات لسان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في إشارة إلى وصفه المحافظات الصحراوية أنها «محتلة» خلال زيارة قام بها إلى كل من موريتانيا والجزائر ومخيمات تندوف.

في غضون ذلك، التأمت جلسة طارئة للبرلمان المغربي بغرفتيه (مجلسي النواب والمستشارين)، حمل خلالها رئيس الحكومة عبدالله بن كيران بشدة على استخدام بان كي مون لفظ احتلال في إشارة إلى الصحراء.

وقال أمام البرلمانيين إن الأمين العام «كان يجدر به أن يقدر أخطار الإرهاب وعدم الاستقرار في المنطقة، بدل تشجيع كيانات وهمية»، معتبراً أن «منطق التجزئة لا يمكن أن يؤدي إلا الى مزيد من عدم الاستقرار».

وجدد بن كيران التأكيد على أن تصريحات بان كي مون «تطاول خطر ستكون له تبعات بالنسبة الى الموقف المغربي»، مشيراً أن «المغرب أكد ضرورة الحياد التام للأمم المتحدة، وذلك بغية الوصول الى حل سياسي متوافق في شأنه طبقاً لقرارات مجلس الأمن».

 وأوضح بن كيران أن كلمة «احتلال» التي استخدمها بان كي مون «لا تستند الى أي أساس سياسي أو قانوني، وباستحضارها، وقع الأمين العام في مخالفة للقانون الدولي وللأعراف السياسية المعمول بها».

في الوقت ذاته، عاب رئيس الحكومة المغربية على الأمين العام للامم المتحدة، «تجاهله قضايا الاختطاف بمخيمات تندوف، وعمليات الاختلاس المنظم منذ أربعة عقود للمساعدات الانسانية الموجهة لسكان المخيمات، والتي أكدتها تقارير مؤسسات أوروبية رسمية».

ودان أعضاء البرلمان في بيان مشترك، «المواقف المنحازة وغير المسؤولة والتصريحات المستفزة» لبان كي مون، معتبرين أن تصريحاته «تشكل انحرافاً خطراً عن نبل أهداف ورسالة وطبيعة منظمة الأمم المتحدة وخروجاً عن روح ميثاقها المؤسس وعما راكمته من أعراف وقواعد في مجال التجرد ومن سعي إلى خدمة السلم والاستقرار عبر العالم».

وأضاف البيان أن بان كي مون «تعمد استفزاز مشاعر الشعب المغربي بإشارات لا تليق بمسؤول دولي في هذه المكانة».

ويسود اعتقاد أن احتجاجات المغرب رسمياً وشعبياً قد تؤثر في مسار التعاطي الدولي مع نزاع الصحراء، خصوصاً أن الأمين العام للأمم المتحدة استثنى المغرب من جولته الأخيرة عشية تقديم تقرير إلى مجلس الأمن سيكون ناقصاً برأي أكثر من مراقب، كونه لا يتضمن وجهة نظر المغرب.

شاهد أيضاً

مهاتير محمد: دوافع سياسية وراء التحقيق معي وأبنائي بزعم قضايا فساد

قال رئيس لجنة مكافحة الفساد الماليزية، اليوم الخميس، إن رئيس الوزراء السابق مهاتير محمد من …