أمهات المعتقلين والمختفين قسرياً يروين مآسيهن بدموع الألم والفراق في يوم الأم

 هدى عبد المنعم: السيسي يصبّح على نساء دمياط  بحرق 3 منازل

 أكثر من 6000  مصرية مابين شهيدة أو معتقلة أو أم معتقل

تحول يوم الأم الذي كان معدًا لتكريم أمهات الشهداء والمعتقلين في مصر إلى يوم حزين حدادا على قيام قواتداخلية الانقلاب بعدوان وحشي على وحرق لعدد من منازل قرية البصارطة التابعة لمحافظة دمياط ،و أتى الحريق على 3 منازل لأسر بنات دمياط المعتقلات فجر اليوم, ما حول الاحتفال الي مأتم, وطالب ضحايا نظام السيسي بتحرك دولي لوقف تلك الجرائم.

وفى الوقت الذى تحتفل فيه الأم المصرية بيومها  الذى يوافق 21 مارس وتقوم سلطات الانقلاب بتكريم بعض الامهات المثاليات ، هناك اكثر من 6000 أم مصرية محرومة من يقبل رأسها ويقدم لها هدية فى هذا اليوم أسوة بالاخريات ، للاسف الأم المصرية وبدلا أن  تكرم من الدولة ويحتفى بها ، فإما  سجينة وراء القضبان ومحكوم عليها بالاعدام ،أو شهيدة أو ام معتقل او مختفى قسريا .

(علامات أونلاين) يرصد مأساة حريق منازل أمهات المعتقلين في قرية البصارطة ،كما يرصد معاناة الإنسانية لأمهات المعتقلين والشهداء في يوم الأم، وألم الفراق وفقد أبنائهن في سطور هذا التحقيق.

تقول السيدة منال خضر, منسقة التحالف الثوري لنساء مصر إن السيسي لم يجد غير يوم الأم ليصبّح على أمهات مصر بحرق ثلاثة من منازل بنات دمياط وأسر معتقلين حيث جرى اقتحام المنازل في الساعة 6 صباحاً عقب اقتحام الشرطة قرية البصارطة بدمياط واحرقت 3 منازل في القرية وهي منزل المعتقلة مريم ترك ومنزل المعتقل سامى الفار ومنزل المعتقل السيد أبو عبده, بعد أن تحولت الداخلية من حفظ الأمن إلى مليشيات للإغارة على المواطنين وترويع الآمنيين. 

photo (4)

رسالة إلى أم ريجيني

السيدة هدي عبد المنعم المتحدثة باسم التحالف الثوري لنساء مصر قالت إن هذا الإجرام يأتي في يومٍ كنا نتوقع أن تخف فيه حدة الانتهاكات ضد الأمهات لكن نظام السيسي فاجأنا بحرق منازل معتقلات البصارطة. وطالبت هدى عبد المنعم بتحقيق عاجل يحال على إثره كل المتورطين في هذه المجزرة إلى المحاكمة العاجلة مؤكدة أن هذا الانتهاك لن يثني نساء مصر عن مواصلة المطالبة بالحرية والديمقراطية . فيما قالت السيدة اعتماد زغلول المتحدثة باسم حملة “البنات لازم تخرج”: اتحدث في أول ايام الربيع عن المرأة المصرية التي بهرت العالم بنضالها في وجه القمع, مؤكدة أن الربيع العربي أزهر ولن توقف مدَه الثوراتُ المضادة. وأكدت اعتماد زغلول أن المرأة المصرية الرقم الصعب في ثورات الربيع وستظل ثابتة حتى تتحقق أهداف ثورة يناير, وبعثت رسالة لكل المعتقلات أن صمودكن يبهر العالم ويبعث الأمل في ثورة جديدة تحقق الحلم المرجو. كما بعثت رسالة إلى أم جوليو ريجيني؛ الطالب الإيطالي الذي راح ضحية التعذيب والإخفاء في مصر وأم راشيل كوري؛ المناضلة الأمريكية ضد الصهيونية, مؤكدة أن نساء مصر سيجلبن حق كل معتقلة وكل معذب إن شاء الله .

البصارطة عنوان الصمود

فيما قالت السيدة رضا أم مريم وفاطمة ترك ضحية حرائق دمياط إنها تلقت هدية السيسي الذي أحرق منازلنا لصمودنا في مواجهته بعد قتله 6 من أبناء القرية وإخفاء 10 واعتقال 180 من أبناء القرية . وقالت إن قرية البسارطة عنوان صمود المرأة المصرية التي فقدت الابن والزوج والبنت في يوم الأم, مؤكدة أن الشرطة سكبت البنزين وحرقت المنزل بكل مشتملاته. وناشدت باكية المجلس القومي لحقوق الانسان والمجلس القومي للمرأة أن يتحركوا لوقف عمليات التطهير العرقي التي تتم في مصر. الحاجة أم وليد أبو المجد؛ المحكوم عليه بالإعدام في قضية كرداسة سبقت دموعُها حديثَها, وهي تؤكد أن ابنها غير المنتمي لأي تيار سياسي لم يرتكب أي جرم واعتقل خلال زيارته لها, وهو الآن في محبسه الانفرادي حيث يرتدي البدلة الحمراء وينتظر التنفيذ مؤكدة أنها لن تسامح هذا النظام لو مُست روح ابنها. بكاء الحاجة بدرية – أم المختفي قسريا “عمر”, على ابنها الطالب بهندسة الأزهر الذي اختفى منذ 3 سنوات – فجر حالة من القهر, فهي تبحث عن ابنها كل صباح في كل مكان, لكن دون جدوى. وأكدت السيدة بدرية أنها طرقت كل الأبواب من رئاسة الجمهورية إلى وزارتي الدفاع والداخلية بحثا عن ابنها دون جدوى, وتقول في أسى إنها تموت في اليوم مئة مرة حينما تشعر أن ابنها قد يكون في سجن سري تحت الأرض, معتبرةً أن تأكيد موته أفضل لديها من التعلق بحلم بقائه.

عمر ابراهيم عبدالمنعم

أشتاق لرؤية ابني وحضنه

وتقول والدة عبد الحميد محمد عبد السلام  الطالب بكلية الشريعة: ابنى مختفى منذ فض رابعة العدوية وبحثت عنه فى كل مكان ولم أجده ، فابنى حافظ للقرآن وهو ابنى الوحيد على ثلاث بنات ، وكل ما اتمناه أن آراه واخذه فى حضنى.

وتقول والدة كل من عمرو وعبد المنعم ابراهيم: ان ابنها عمرو مختفى منذ 8يوليو 2013 يوم مجزرة الحرس الجمهورى وحتى الآن لم اعرف عنه شيئا فهو ابنى الاكبر فى نهائى هندسة، و قد اعتاد ان  يحضر لى هدية فى يوم  الأم ويقبل رأسى ، وابنى الثانى عبد المنعم اعتقل يوم 17 مارس 2014 من الجامعة وتم الحكم عليه بسنتين  بتهم ملفقة.

وتضيف والدة أحمد ايهاب النجار الطالب بهندسة الازهر أنه مختفى منذ 13 نوفمبر 2015 وهو ابنى الأكبر ولم اعرف مكانه حتى الآن ، ابنى متفوق والمفروض يكرم من الدولة وليس اخفاءه قسريا  وتقدمت ببلاغات عدة الى النائب العام وللمنظمات الحقوقية فى مصر ولكن دون جدوى.

دموع وتساؤلات

وتقول والدة عمر يوسف الطالب بكلية الهندسة : أن ابنها اختطف  فى أكتوبر 2015 من الكويت أثناء زيارته لوالده الذى يعمل هناك ، وعلمنا بعد شهر أنه تم ترحيله إلى القاهرة وحتى الآن لم نعرف مكان احتجازه ، واتساءل لماذا خطف ابنى ؟ أين أبنى  اريد أن أطمئن عليه .

سامح عبد الله

وتقول والدة عبد الرحمن موسى الطالب بكلية دار العلوم وهى تبكى : اعتقل ابنى من المنزل بحلوان وتم ترحيله إلى سجن طرة واتحول الى محاكمة عسكرية بتهم ملفقة  حسبنا الله ونعم الوكيل .وتقول والدة سامح عبدالله يوسف : ابنى اعتقل من المطار فى 28 سبتمبر 2015 واتحول إلى محكمة عسكرية بتهمة تفجير استاد كفر الشيخ ، وابنى حاصل على ليسانس دراسات اسلامية ولديه طفل وطفلة حديثة الولادة .

وتضيف والدة أحمد عبد الهادى : ابنى مهندس واعتقل منذ 11 شهرا وحكم عليه بالاعدام بتهمه تفجير استاد كفر الشيخ  رغم ثبوت براءته ، وهو متزوج ورزق مؤخرا بطفلةعمرها خمس شهور لم يراها ، وأدعو الله أن ينتقم ممن ظلم ابنى ويريهم الله الحسرة فى أبنائهم سواء كانوا قضاة او ضباط مباحث او غيرهم .

أما والدة الشهيد محمد عادل وهى فى نفس الوقت زوجة المعتقل عادل عبد الجواد  فقالت : علمت من زوجى نبأ استشهاد ابنى عادل  فى فض رابعة ولم ارجثته حتى الآن ، وكذلك اختفى زوجى قسريا منذ ذلك اليوم ولا أعرف مكانه وبحثت عنه فى جميع أقسام الشرطة والسجون ولم أعثر عليه ، وانا الآن مسئولة عن أسرة وأطفال لا ذنب لهم ، وأحمل سلطات الانقلاب مسئولية سلامة زوجى .

معتقلين

رسالة مبكية

أما والدة المعتقل أيمن على موسى والذى يبلغ 21 عاما  فقد أرسل ابنها لها رسالة مبكية من المعتقل قال فيها “يا ماما أنا مش فاهم حاجه ومش فاهم ايه اللي بيحصل في البلد دي  وسامحيني يا ماما لأني مقدرتش أكمل الهندسة اللي كنت طول عمرك بتحلمي اني اكون مهندس”.

وتابع المعتقل أيمن علي موسى في رسالته فقال ” سامحيني يا ماما لأني كنت كل فصل في الجامعه أخدها الأول على الدفعة وصارلي ثلاث سنوات مسجون ومقدرتش أخلص جامعه بسبب المعتقل ومنعي من إكمال دراستي ؛ سامحيني يا أمي لأني لم اودع والدي التي توفى وانا اعلم أنه قد توفى بسبب ألم الفراق بيني وبينه “.

سجين

وكانت قوات الإنقلاب العسكري قد قامت بإلقاء القبض علي “أيمن علي موسى” في 6 اكتوبر 2013 في أحداث ميدان رمسيس وأصدر القضاء عليه حكما بالسجن 15 عاما ، بعد اتهامه بقتل ضباط وحيازه أسلحة ناريه و الانتماء لجماعة إرهابيه ، في قضية بدون شهود ولا أدلة ولا أحراز.

والطالب أيمن يدرس في الجامعه البريطانية ودائما يحصل الأول على دفعته في كل فصل

وقد توفي والد أيمن بعد مرض شديد نتيجة الحسرة والحزن على سجن ابنه ظلما 15 عاما ، فتقدمت أسرته بطلب لخروجه يوم واحد لدفن أبوه لكن الطلب تم رفضه ، ولم يستطع أن يرى والده لا قبل الوفاة ولا بعدها. 

شاهد أيضاً

لقاء خاص مع الدكتور محمود حسين القائم بأعمال المرشد العام للإخوان المسلمين في ذكرى التأسيس