لا تزال أصداء عملية إطلاق الجندي المصري الشهيد محمد صلاح النار على 3 من جنود الجيش الإسرائيلي وقتلهم داخل فلسطين المحتلة 48 تشكل صدمة كبيرة للصهاينة خصصا لجهة فرح المصريين والعرب بها وإظهار كراهيتهم للصهاينة ورفضهم للتطبيع.
سارع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإصدار قرار بإلزام وزراء حكومته ونواب الكنيست بتجنب الحديث عن هذه العملية؛ خشية تدهور العلاقات مع القاهرة، إلا أن ذلك لم يكن كافياً أمام الأوساط الإسرائيلية السياسية أو الأمنية لتعبر عن غضبها من هذه الحادثة؛ لدرجة أن بعض هذه الأصوات طالبت بإعادة تقييم العلاقة مع الدولة المصرية، محملة إياها مسؤولية ما جرى.
تشكيك بالرواية المصرية
عضو الكنيست عن الليكود تالي غوتليب انتقدت بيان وزارة الدفاع المصرية، وقالت في رسالة لوزير الدفاع المصري: “لا تستهزئ بجمهور إسرائيل وترسل التعازي في القتلى من الجانبين”.
أضافت: “لا.. الجندي المصري لم يطارد مهربي مخدرات، بل قتل جنودنا واستمر في إطلاق النار على قوات الدعم – الجيش سيستخلص استنتاجاته الخاصة، لكنني لست راضية عن كلامك معالي وزير الدفاع المصري”.
وقال سفير إسرائيل بالأمم المتحدة وعضو لجنة الخارجية والأمن بالكنيست داني دانون إن بيان مصر حول الحادثة “مخجل ووقح”.
وقال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق اللواء احتياط عاموس يادلين إن مصر تتحمل كامل المسؤولية فهي تسيطر على سيناء، وسيادة سيناء بيد مصر، ونحن بحاجة إلى التحقيق بشكل متعمق لمنع مثل هذه الحوادث.
أما رون بن يشاي، الخبير العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت، فقد أشار إلى أن تقصيراً من الدولة المصرية أدى لهذا الحادث، فالدولة المصرية “ترسل ضباطاً وجنوداً عديمي الخبرة لحماية حدودنا”، على حد قوله.
وأضاف: من غير المعقول أن تكون الرواية المصرية مقنعة، فكيف يبادر رجل أمن بملاحقة مهربي مخدرات وحده دون إسناد من فرقته، ثم يشير الجيش المصري إلى أنه أبلغ نظيره الإسرائيلي بفقدان أحد عناصره بعد ساعات من وقوع العملية.
كما انتقدت بعض الآراء الإسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي خلو بيان وزارة الدفاع المصرية من إدانة سلوك منفذ العملية، أو على الأقل كانت تطالب بأن يشمل البيان وصف العملية “بالعمل الإرهابي”
الشعب المصري لا يزال يكره إسرائيل
تسببت العملية الأخيرة بفتح الباب أمام نقاشات إسرائيلية مختلفة للتشكيك بنجاح مشروع السلام بين مصر وإسرائيل، وما إذ كان قد نجح في مهمة الوصول لقواعد الشعوب، رغم مرور 45 عاماً على توقيع اتفاق كامب ديفيد للسلام بين حكومتي أنور السادات ومناحيم بيغن.
فقد أشار أريئيل كهانا من صحيفة “إسرائيل اليوم” المقربة من الليكود أن الدرس المستفاد من عملية الحدود المصرية يتمثل في أنه رغم التعاون الأمني والسياسي بين القاهرة وتل أبيب، فإن كراهية الشعب المصري لإسرائيل لا تزال كما هي، بل إنها تزداد، بدليل أن هذه العملية ليست الأولى من نوعها بل هي امتداد لعمليات مماثلة شهدتها العقود الأخيرة.
وكان هجوم اللواء عاموس يادلين أكثر حدة تجاه الدولة المصرية، قائلاً: “لدينا علاقات سلام باردة مع مصر، بتقديري أن المصريين لم يتربوا على السلام معنا، لذلك علينا أن نفترض أن نشاطاً مسلحاً بين الحين والآخر سيخرج ضدنا من جهة هذا الحليف”
كما أشار الصحفي اليميني يوني بن مناحيم إلى أن وجود عناصر مسلمة ومتطرفة في أجهزة الأمن في كل من مصر والأردن على الحدود من شأنه أن يعرِّض اتفاقات السلام للخطر، وأن على إسرائيل أن تتحرك بشكل عاجل للحد من نفوذ هذه الجماعات في قوات الأمن كما فعلت ذلك مع السلطة الفلسطينية.
وذهبت بعض الآراء الإسرائيلية إلى مطالبة قيادة الجيش بتغيير قواعد الاشتباك الممنوحة للجنود لمنع تكرار عمليات التسلل وإطلاق النار.
حيث طلب هاليل روزين مراسل القناة 14 من رئيس الأركان هرتسي هاليفي اتخاذ خطوات مهمة وعاجلة في الأيام المقبلة، بدءاً من تغيير المفهوم العملياتي في المنطقة الحدودية من خلال تعديل تعليمات إطلاق النار.
كما انتقد النائب داني دانون تقييد حرية الجيش الإسرائيلي في عمله بالمناطق الحدودية، وقال إنه يجب تغيير تعليمات إطلاق النار، لأن الجنود في المناطق الحدودية مكبلون بتعليمات لا يمكن تجاوزها، لذلك علينا إيجاد صيغ قانونية تحمي الجنود وتخفض من تكاليف حوادث مشابهة.
على وسائل التواصل الاجتماعي عبر جمهور واسع من الإسرائيليين عن غضبهم من تجاهل الإعلام المصري والعربي للحدث.
واستهجن روعي بن كايس مراسل هيئة البث الإسرائيلية “كان11” اكتفاء صحيفة الوطن المصرية بخبر في ذيل الصفحة الأولى لمقتل الجنود الإسرائيليين.