الدول الإسلامية بآسيا الوسطى ضحية للجغرافيا وحائرة بين تركيا وروسيا وإيران فلمن تنحاز؟

ألقى الصراع الأذربيجاني الأرميني الضوء على الجمهوريات الإسلامية التي استقلت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وتاريخ هذه البلاد، وجذورها الثقافية والإثنية، وعلاقتها مع محيطها، وطبيعة النظم السياسية بها.

يبلغ عدد الدول الإسلامية التي استقلت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي 6 جمهوريات، واحدة منها هي أذربيجان التي تقع في القوقاز، والخمس الباقية تقع في منطقة آسيا الوسطى، وهي أوزبكستان، كازاخستان، تركمانستان، قيرغيزستان، طاجيكستان.

في الاتحاد السوفييتي، كانت هناك عدة مستويات من الحكم المحلي، أعلاها الجمهوريات الخمس عشرة الرئيسية، ومن بينها الجمهوريات الإسلامية الست المشار إليها آنفاً.

وكانت هناك جمهوريات ذاتية الحكم داخل الجمهوريات الرئيسية، أغلبها داخل جمهورية روسيا، كان منها أيضاً عدد من الجمهوريات الإسلامية.

ويلاحظ أن هذه الجمهوريات الإسلامية المتمتعة بالحكم الذاتي داخل روسيا لم تكن في الأصل تختلف كثيراً عن الجمهوريات الرئيسية إلا في كونها في الأغلب أصغراً حجماً في أغلبها وأقرب إلى قلب روسيا.

ولكن هذه التقسيمة أدت إلى انفصال الجمهوريات الرئيسية عن موسكو، بينما بقيت الجمهوريات ذات الحكم الذاتي ضمن الاتحاد الروسي.

وأبرز الجمهوريات الإسلامية ذات الحكم الذاتي روسيا الاتحادية في القوقاز الشيشان والأنجوش وداغستان، وهناك جمهورية قبردينو بلقاريا (Kabardino-Balkarian) وجمهورية قراشاي شركس في شمال القوقاز والتي يوجد بها نسب عالية من الروس، ولكن مازالت تحتفظ بأغلبية مسلمة، وهناك جمهوريات بالقوقاز مثل أديغيا، كانت ذات غالبية مسلمة، وأصبحت اليوم ذات أغلبية أرثوذكسية جراء التطهير العرقي والاستيطان الروسي.

وهناك جمهوريتان مسلمتان تقعان في الأورال هما تتارستان وبشكيرستان.

أرض الصراع بين الأجناس الآسيوية الأوروبية

 تضم منطقة آسيا الوسطى خمس جمهوريات جميعها ذات غالبية إسلامية، وكانت هذه المنطقة تمثل أهمية جغرافية كبيرة بالنظر إلى أنها كانت طريقاً رئيسياً بين الشرق والغرب.

ويتسم تاريخ هذه المنطقة بالتعقيد، لأنها تقع بين الشرق والغرب وبين الأجناس الآسيوية وبين الأجناس الهندوأوروبية.

كما جعلت طبيعة المنطقة الجافة والسهلية لقبائل الرعاة الغلبة على الفلاحين المستقرين، حيث أدت هذه الطبيعة الجغرافية إلى خروج أفضل المقاتلين الرعاة في التاريخ من هذه المنطقة، والذين أسسوا العديد من الإمبراطوريات التي امتدت إلى الصين شرقاً أحياناً، وإلى أوروبا غرباً، وإن كان في أوقات الازدهار فإن الحضارة تزدهر خاصة في جنوبها، حيث يوجد نهرا سيجون وجيجون.

وتاريخياً، خلال عصور ما قبل الإسلام وأوائل العصر الإسلامي، سكن الأتراك والمغول شرق هذه المنطقة، وسكنت الشعوب الإيرانية غربها وجنوبها.

حدثت الهجرة الرئيسية للشعوب التركية إلى المنطقة بين القرنين الخامس والعاشر لتسود في معظم أنحاء آسيا الوسطى.

هزم العرب الصينيون في معركة تالاس في 751، وكان ذلك إيذاناً بنهاية التوسع الغربي لسلالة تانغ الصينية، ونقطة بداية لازدهار هذه المنطقة تحت مظلة الحضارة الإسلامية، كما كانت بداية دخول الأتراك في هذه الحضارة، كجنود، ومماليك، وكقبائل رعاة ليؤسسوا العديد من الدول التي امتد نفوذ بعضها إلى الشرق الأوسط، وعبر إحدى هذه الدول وهي الدولة السلجوقية انتقل الأتراك للأناضول وأذربيجان.

ولكن التغيير الإثني واللغوي الأكبر، خاصة في جنوب آسيا الوسطى (حيث توجد المراكز الحضارية الأساسية) سيحدث إثر الغزو المغولي.

فآسيا الوسطى هي أكثر مناطق العالم التي شعرت بوطأة الوحشية المغولية، التي لم تذبح فقط أعداداً كبيرة من سكان المنطقة، بل أيضاً تسببت عمليات تخريب نظم الري في تناقص أعداد سكان المناطق الحضرية والزراعية، وأدى ذلك إلى تعزيز الطابع التركي لهذه المنطقة، إما عن طريق هجرة القبائل التركية من غربها وشمالها إلى شرقها وجنوبها، في ظل تراجع عدد السكان المحليين، أو لأن جزءاً كبيراً من الجيش المغولي نفسه كان من القبائل التركية، بل إن لغة البلاط والجيش المغولي في الأغلب كانت لغة تركية.

وبعد انتهاء فترة الوحشية المغولية، وتحول المغول للإسلام، نشأت في هذه المنطقة دول قوية، عززت الطابع التركي للمنطقة وإن كان تستند للإرث المغولي في ادعائها الشرعية، مثل خانية القبيلة الذهبية التي تعد أول دولة مغولية تعتنق الإسلام، وتقدم نموذجاً لمرحلة جديدة تجمع بين الإرثين المغولي التركي مع اتخاذ الإسلام ديناً، إضافة إلى تأثيرات روسية وإيرانية، وحكمت هذه الخانية روسيا (كانت موسكو تدفع لها الجزية) وأوكرانيا وأجزاء من القوقاز وشمال آسيا الوسطى (شمال كارخستان).

وفي الوسط كانت هناك خانية شاغتاي، التي حكمت الجزء الأوسط والجنوبي من آسيا الوسطى (وتأخرت في تبني الإسلام).

وفي أقصى الجنوب كانت هناك خانية ایلخانان أو ایلخانات التي أسسها هولاكو، وضمت إيران والعراق وأفغانستان، وجنوب القوقاز وأجزاء من تركيا وأجزاء صغيرة من جنوب آسيا الوسطى وتحولت للإسلام 1295.

بعد تدهور الخانيات المغولية عانت آسيا الوسطى وإيران من الاضطرابات، إلى أن ظهر واحد من أهم القادة العسكريين في التاريخ وأكثرهم دموية أيضاً، وهو تيمور لنك، الذي يمثل ذروة الاندماج بين التقاليد المغولية والتركية، حيث إنه كان تركياً، ولكن ركز على أصوله المغولية من ناحية أمه، واعتبر نفسه امتداداً لجنكيز خان، وكانت أساليبه أقرب للمغول بينما جيوشه كانت تضم أجناساً مختلفة.

وهزم تيمور لنك سلطنة المماليك العريقة، التي كانت أول دولة في العالم تهزم المغول، كما انتصر على الدولة العثمانية الناشئة في معركة أنقرة الشهيرة عام 1405، الأمر الذي أدى إلى دخولها في مرحلة خطيرة من الفوضى، كادت تودي بها وأخّرت صعودها.

واشتهر تيمورلنك بأهرامات الرؤوس التي يخلفها بعد غزواته، ولكنه كان عبقرياً في النواحي العسكرية، وراعياً للفنون والحضارة، ما جعل آسيا الوسطى تزدهر في عهده، باعتبارها قلب إمبراطوريته، خاصة عاصمته سمرقند، التي تقع في جمهورية أوزبكستان، حيث يعد حالياً بطلأً قومياً.

ولكن غزوات تيمور لنك التي استهدفت مناطق إسلامية أخرى أضعفت دولاً إسلامية كبرى مثل خانية القبيلة الذهبية، التي كانت تحكم روسيا وأوكرانيا.

بعد تيمور لنك نشأت خانيات بدوية في آسيا الوسطى، كثير منها أساس للدول الحديثة في المنطقة، مثل خانية الكازاخ وخانية الأوزبك، ولكن هذه الخانيات رغم اشتهارها بمقاتليها الفرسان لم تتبن الأسلحة النارية، ما جعلها تُهزم مع عودة الصين لقوتها وظهور القوة الروسية مدعومة بالمدافع بعد انهيار وتفكك خانيات التتر، التي كانت تحكم روسيا وأوكرانيا.

وبعد أن خضعت خانيات التتر في قازن واسترخان التي تقع على تخوم آسيا الوسطى، لروسيا بداية من القرن السادس عشر، ستغزو موسكو باقي مناطق آسيا الوسطى تدريجياً في القرن التاسع عشر، بعد أن تخوض مع بريطانيا منافسة على المنطقة في القرن التاسع عشر عرفت باللعبة الكبرى.

وقاومت شعوب آسيا الوسطى الهيمنة الروسية، ولكن موسكو قمعتهم دوماً بشدة، وكانت هذه المنطقة البعيدة مهمشة ضمن الإمبراطورية الروسية، وتعامل معاملة المستعمرات، ولم تندمج كثيراً في الثقافة الروسية مثل المسلمين من تتار قازن وتتار القرم الأقرب لموسكو، ولكن روسيا استفادت من خيرات هذه المنطقة، خاصة القطن، والنفط الذي ظهر بعد ذلك.

ومع الفوضى والحرب الأهلية التي نشبت مع تأسيس الاتحاد السوفييتي قمع السوفييت بدورهم ثورات المنطقة بقسوة.

ونظم الاتحاد السوفييتي هذه المنطقة كجمهوريات منفصلة محاولات إدخال تغييرات اجتماعية وثقافية على هذه البلدان، مثل القضاء على الدين ومحاولة إجبار السكان على التخلي عن النمط الحياة الرعوي، الأمر الذي وصل إلى ذبح قطعان ماشية الكازاخ ليتوقفوا عن حياة الرعي، ما أدى إلى موت ملايين منهم.

كما شجّع السوفييت الهجرة الروسية والأوكرانية لكازخستان، الغنية بسهولها الشاسعة، التي تمثل سلة حبوب الاتحاد السوفييتي بعد أوكرانيا، الأمر الذي جعل الروس أكبر مكون إثني في كازاخستان عشية انهيار الاتحاد السوفييتي.

كانت إحدى سياسات السوفييت الفارقة في المنطقة تقسيمها والتركيز على المكونات القومية الفرعية على حساب الانتماء التركستاني الإسلامي الأكبر، وتم الأمر بشكل تعسفي أحياناً عبر إجبار السكان على الانضمام للهوية التي اختارها وصنعها السوفييت، وخلق أدب وثقافة منفصلة لكل جمهورية، مع ربطها مع الثقافة الروسية (الأخ الروسي الأكبر) وكانت إحدى الوسائل تبني الأحرف الروسية بدلاً من العربية، وجعل موسكو وجهة هذه المناطق الثقافية وليس إيران وتركيا والعالم العربي.

كان وضع أذربيجان مختلفاً نسبياً دوماً باعتبارها جمهورية قوقازية أكثر تحضراً، ولها علاقة وثيقة مع إيران وتركيا، والأهم أن العداء مع الأرمن كان دوماً مستفزاً للشعور القومي الأذري، إضافة إلى الأهمية الاقتصادية البالغة للنفط الأذربيجاني.

عزلة اختيارية

رغم انهيار الاتحاد السوفييتي، مازالت جمهوريات آسيا الوسطى تعيش في عزلة نسبية، جزء منها قسري بحكم الجغرافيا، وأغلبها اختياري، بسبب طبيعة الأنظمة.

فرؤساء دول المنطقة هم امتداد لقادة الأحزاب الشيوعية المحلية التي كانت تابعة لموسكو، والذين حرصوا على استمرار الأنظمة الأمنية المستبدة، التي تعاني في أغلبها من البيروقراطية والفشل الاقتصادي، الذي يفاقمه أن هذه المنطقة كانت الأكثر تأخراً بين الجمهوريات السوفييتية.

وتخشى هذه الأنظمة من أي ديمقراطية، وكذلك من صعود الشعور القومي الإسلامي، كما يحدث في تركيا (القومية وإلإسلام والديمقراطية)، أو كما حدث بالعالم العربي (القومية العربية التي تطالب بالوحدة أو الإسلام السياسي).

كما أن سنوات طويلة من القمع السوفييتي للدين والهوية القومية خلقت اغتراباً في هذه المجتمعات، وابتعاداً عن جذورها.

تفاوت في الثروة يفرقهم

كما أدت الجيولوجياً دوراً في تزايد التباينات بين جمهوريات آسيا الوسطى، فهناك دولة مثل كاراخستان تعيش في رخاء نسبي بفضل ثرواتها الهائلة من النفط والغاز والمساحات الشاسعة الصالحة لزراعة القمح، مع كثافة سكانية قليلة، وأيضاً تركمانستان الغنية بالغاز، وفي الدولتين ساعد البترودولار على إقامة نظام أمني مستبد.

بينما أوزبكستان أكبر جمهوريات آسيا الوسطى فإنها لا تمتلك موارد مماثلة مع كثافة سكانية أعلى ومشكلات في التصحر والمياه، جراء الممارسات السوفييتية الخاطئة لعقود، ولكن النظام أيضاً أقام حكماً أمنياً بيروقراطياً مركزياً.

أما طاجيكستان وقيرغيزستان فهما جمهوريتان جبليتان فقيرتان، عانتا من اضطرابات أكثر، وإن كان دور روسيا في دعم الأنظمة حاسماً في إضعاف أي معارضة مسلحة أو غير مسلحة.

آسيا الوسطى بين الصين وإيران وتركيا

كان هناك ثلاث قوى مؤثرة دوماً على آسيا الوسطى، الصين إيران، والشعوب التركية والمغولية، ولكن ثقافياً وعرقياً انتهى الأمر بهيمنة عرقية للشعوب التركية.

وفي الوقت الحالي، فإن أربعاً من جمهوريات آسيا الوسطى تتحدث لغات تركية (تختلف عن اللغة السائدة في تركيا، ولكنها من نفس العائلة)، أما طاجيكستان فلغتها أقرب للفارسية، ولكن الطاجيك سنة وليسوا شيعة.

ولكن علاقة المنطقة مع تركيا كانت مركبة وتعرقلها الجغرافيا، فهذه المنطقة من الناحية العرقية واللغوية أقرب لتركيا، ولكن ليس هناك حدود مشتركة بينهما.

وحتى في ظل ذروة قوة الدولة العثمانية، فإن الأتراك استطاعوا دعم دول المغرب العربي أمام الدول الأوروبية، ولكن الدولة العثمانية لم تنقذ مدينة قازان التترية العريقة (التتار شعب يتحدث لغة من الأسرة التركية)، من السقوط في يد أول قياصرة روسيا المعروف باسم “إيفان الرهيب”، رغم أن الدولة العثمانية كانت في ذلك العهد أقوى من روسيا التي كانت قوة صاعدة للتو.

وفشلت محاولة عثمانية في هذا العهد في التصدي للتوغل الروسي في تخوم آسيا الوسطى مع القوقاز، عبر إنشاء قناة بين نهر الدون والفولغا تسمى قناة استرخان، لنقل الأساطيل العثمانية للمنطقة، وكان أحد أسباب الفشل البعد الجغرافي.

العودة للجذور الآسيوية

بعد انهيار الاتحاد السوفييتي حاولت تركيا إحياء الروابط الإثنية واللغوية مع هذه الدول، باعتبار أن الأتراك جاءوا في الأصل من هذه المنطقة.

ففي عام 1992، أقيم أول مؤتمر للدول المنحدرة من أصل تركي، وهي تركيا، أذربيجان، كازاخستان، أوزبكستان، قيرغيزيا، وتركمانستان، فيما تغيبت عن القمة طاجكستان (لغتها فرع من الفارسية).

وانطلاقاً من مفهوم العالم التركي الذي تتبناه أنقرة، لعبت تركيا دوراً قيادياً في مسار “قمم قادة الدول الناطقة بالتركية”، وتحولت عملية تنظيم هذه القمم إلى هيكلية مؤسساتية من خلال التوقيع على اتفاقية ناهتشيفان، المتعلقة بتأسيس مجلس تعاون بين الدول الناطقة بالتركية، عام 2009، ويواصل المجلس التركي نشاطاته في إطار الفعاليات المنتظمة التي يتم تنظيمها على كافة الصعد والمستويات.

وأسست الحكومة التركية “المجلس الإسلامي بأوراسيا” في عام 1994، وكانت مهمته الأساسية التمهيد للحوار حول العلاقة بين الإسلام والدولة، ودور الإسلام في المجتمع، وقد نجح المجلس في الوصول لبعض الإنجازات منها توحيد الإجازات الإسلامية الأساسية، ووضع الإطار والمنهج العام للتعليم الديني. ومنحت إنجازات المجلس الإسلامي لتركيا الفرصة للحصول على درجة عالية من النفوذ الثقافي داخل دول تلك المنطقة.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين تركيا ودول المنطقة 7 مليارات دولار حتى نهاية عام 2016، بينما بلغت قيمة استثمارات الشركات التركية في دول المنطقة 14 مليار دولار حتى نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول 2017. أما قيمة المشاريع التي نفذتها شركات المقاولات التركية في دول المنطقة فقد تجاوزت 86 مليار دولار، حيث توجد أكثر من 4 آلاف شركة تركية تمارس نشاطاتها في المنطقة.

وتنفذ تركيا أيضاً برنامجاً كبيراً للمنح الدراسية يحمل عنوان المنح التركية، للطلاب في آسيا الوسطى والدول الأخرى في المنطقة. وهنالك مدارس تركية في جمهوريات آسيا الوسطى، تتبع لوزارة التربية الوطنية التركية. وتوجد في مدينة تركستان الكازاخية جامعة الشيخ أحمد ياساوي الدولية التركية الكازاخية، وتوجد في العاصمة القيرغيزية بيشكاك جامعة ماناس التركية القيرغيزية.

من أبرز محاولات تركيا لتعزيز التقارب الثقافي مع المنطقة العمل على إنشاء أبجدية تركية مشتركة، تجمع شعوب الجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى، وهو ما انعكس على قرارات سلطات كل من: أذربيجان، وتركمانستان، وأوزبكستان، في الانتقال إلى اعتماد أبجدية جديدة مشتركة.

وبينما تحتفظ تركيا بعلاقات وثيقة مع العديد من دول المنطقة، ولكن يظل النفوذ الروسي قوياً بالمنطقة، خاصة في المجال الأمني واللغوي والسياسي بطبيعة الحال، وكذلك يزداد النفوذ الصيني الذي يدخل من البوابة الاقتصادية، خاصة عبر مبادرة الحزام والطريق، ويلاحظ أن هناك ما يمكن وصفه بتوازن نفوذ في هذه المنطقة بين الدول الثلاث.

أما إيران، فإن طبيعة النظام المذهبية والأيديولوجية تحد من نفوذه، ولكن مازالت لديها علاقات جيدة مع أغلب دول المنطقة.

ولكن تظل إشكالية المنطقة هي النقص الهائل للديمقراطية (يمكن اعتبارها أسوأ منطقة في معدل الديمقراطية في العالم أسوأ حتى من العالم العربي)، وفشل التنمية، والتي هي إما تنمية ريعية تشبه دول الخليج، أو بقايا للنموذج السوفييتي البيروقراطي الأمني، مختلطاً مع مشكلات التنمية والحضارة التي عانت منها المنطقة جراء العزلة الطويلة التي خلقتها الجغرافيا، والغزوات التي توالت على المنطقة بطريقة لم تُتح لها أن تلتقط أنفاسها.

شاهد أيضاً

حماس: المرونة التي نبديها لا تعني التراجع عن شروطنا وإسرائيل لا يعنيها أسراها

قال القيادي في حركة “حماس” باسم نعيم، إن “إسرائيل باتت تفهم المرونة التي تبديها حماس …