السعودية: الاتفاق مع إيران لا يعني حل كل الخلافات

قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إن الاتفاق السعودي الإيراني على عودة العلاقات الدبلوماسية “يؤكد الرغبة المشتركة لدى الجانبين لحل الخلافات عبر التواصل والحوار”، لكنه شدد على أن ذلك “لا يعني التوصل إلى حل جميع الخلافات العالقة بين البلدين”.

والجمعة، أعلنت السعودية وإيران في بيان ثلاثي مع الصين، الاتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران، بعد مباحثات استمرت 4 أيام.

وتضمن الاتفاق تأكيدهما على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واتفقتا أن يعقد وزيرا الخارجية في البلدين اجتماعاً لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما.

وفي حواره مع صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، قال بن فرحان، إنه يتطلع إلى لقاء نظيره الإيراني (أمير حسين عبداللهيان) قريباً، بناء على ما تم الاتفاق عليه.

وأضاف: “نستعد لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا خلال الشهرين المقبلين، ومن الطبيعي مستقبلاً أن نتبادل الزيارات”.

ولفت إلى أن الاتفاق جاء برعاية ووساطة صينية، بعد جولات عدة من المباحثات على مدى العامين الماضيين في كل من العراق وسلطنة عمان، مضيفا: “السعودية ماضية في مسار التهدئة وخفض التصعيد استشعاراً لدورها ومسؤوليتها في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي”.

لكنه تابع: “لا يعني ذلك توصلنا لحل جميع الخلافات العالقة بين بلدينا، وإنما هو دليل على رغبتنا المشتركة بحلها عبر التواصل والحوار بالطرق السلمية والأدوات الدبلوماسية”.

وفيما يتعلق باستمرار إيران في تطوير قدراتها النووية، قال الوزير السعودي: “بلا شك هذا يقلقنا، ونكرر دعوتنا إلى خلو منطقة الخليج والشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، وندعو إيران إلى الالتزام بتنفيذ التزاماتها النووية وتكثيف تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وسنستمر في العمل مع الحلفاء والأصدقاء في سبيل ضمان ذلك”.

وزاد بن فرحان: “نحن في المملكة نأمل بفتح صفحة جديدة مع إيران، وتعزيز آفاق التعاون بما ينعكس إيجاباً على ترسيخ الأمن والاستقرار ودفع عجلتي التنمية والازدهار، ليس في بلدينا فحسب، بل في المنطقة ككل”.

وتعد إيران والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما منذ سنوات على طرفي نقيض في معظم الملفات الإقليمية، كان أكثرها اشتعالا في اليمن، في الوقت الذي حافظت فيه كل من الرياض وطهران على نفوذ كبير داخل لبنان والعراق، وسط إعلان كل طرف دعمه لفصيله.

وبعد نحو 7 سنوات من القطيعة، اتجهت جميع التحليلات لربطه بمدى انعكاسه على الملف اليمني المثقل بدماء حرب ضروس أشعلها وكلاء طهران.

لكن ملفي لبنان والعراق لا يقلان أهمية عن الملف اليمني، ليكشف الإعلان السعودية الإيراني عن عودة العلاقات الثنائية، مدى القدرة على تقليل التوترات في الشرق الأوسط، بعد سنوات من خلافات عميقة بين وكلاء الرياض وطهران في البلدان الثلاثة.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: 50% من سكان غزة يواجهون نقصا حادا في الغذاء

أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، الخميس، أن 1.1 مليون شخص يواجهون انعدام …