بعد التعبئة العسكرية.. الغضب يتحول لعنف والروس يهاجمون مراكز التجنيد

تعرض مركزا تجنيد في روسيا، لهجمات عنيفة خلال الساعات الماضية مما شكل منعطفا في الاحتجاجات ضد التجنيد الإلزامي في وقت يتزاحم الرجال الهاربون من التجنيد على الحدود سعيا لمغادرة البلاد.

وتقول صحيفة “وول ستريت جورنال” إن هناك تقارير عن إعادة بعض هؤلاء ومنعهم من العبور.

وفتح رجل روسي النار على محطة تجنيد عسكرية في سيبيريا، مما أدى إلى إصابة قائدها بجروح خطيرة، بعد ساعات من صدم رجل آخر سيارة بمدخل مركز تجنيد آخر ثم أضرم النار فيها بقنابل المولوتوف.

وقال مسؤولون إن المسلح المشتبه به يبلغ من العمر 25 عاما من سكان مدينة أوست إيليمسك في سيبيريا ووصل إلى قاعة مركز التجنيد بسلاح محلي الصنع.

وقبل أن يطلق النار، صرخ المسلح: “الجميع يعودون إلى منازلهم الآن”، وفقا لتقارير إخبارية محلية.

وتعد أعمال العنف، التي وقعت يوم الإثنين، وتزايد الطوابير على الحدود أحدث العلامات على أن مبادرة بوتين لإعادة تنشيط الجهود الحربية المتوقفة في أوكرانيا يمكن أن تأتي بنتائج عكسية، وفقا للصحيفة.

وفي اعتراف نادر بالأخطاء الرسمية أقر الكرملين، يوم الإثنين، بأن مشروعه العسكري الجديد لتعزيز الهجوم الروسي على أوكرانيا كان مليئا بالمشاكل.

واندلعت الاحتجاجات في مدن نائية ومراكز تجنيد هدفا للحرق العمد وحشد آلاف الرجال في سن الخدمة العسكرية طائرات ومركبات للفرار عبر الحدود الروسية.

وأقر المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، الإثنين بوجود مخالفات في الاستدعاء، لكنه حاول إلقاء اللوم على السلطات المحلية التي تنفذ التعبئة بين المدنيين في جميع أنحاء البلاد.

وقال بيسكوف إن “هناك حالات تم فيها انتهاك المرسوم في بعض المناطق، ويعمل المحافظون بنشاط على تصحيح الوضع”.

وقد اعترف حكام العديد من المناطق الروسية، بما في ذلك بيلغورود وكوستروما وفلاديمير وياقوتيا وماجادان في الشرق الأقصى، بأنه يتم استدعاء الرجال الذين لم يستوفوا معايير وزارة الدفاع.

وتم إصدار عشرات الآلاف من إشعارات التجنيد، لكن المحللين يرجحون أن تؤدي مشاكل الإمدادات الروسية والخسائر الفادحة في الحرب، إلى معاناة الكرملين في تدريبهم وتجهيزهم، وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”.

وقالت وكالة الاستخبارات الدفاعية البريطانية، يوم الإثنين، إن “نقص المدربين العسكريين والتسرع الذي بدأت به روسيا التعبئة يشير إلى أن العديد من القوات المجندة ستنتشر في الخط الأمامي مع الحد الأدنى من الاستعدادات ومن المرجح أن يعانوا من معدل استنزاف مرتفع”.

واقترح عضو مجلس الشيوخ الروسي، سيرغي تسيكوف، قانونا من شأنه أن يمنع خروج جميع الرجال في سن الخدمة العسكرية من مغادرة البلاد “في الوضع الحالي”، وفقا لوكالة أنباء ريا نوفوستي التابعة للدولة.

ومنذ إعلان التعبئة وحتى يوم الإثنين، تعرض 17 مركزا للتجنيد ومبنى حكوميا للهجوم، وفقا لإحصاء أجرته “ميديازونا”، وهي وسيلة إعلامية روسية مستقلة، نقلا عن البيانات المتاحة للجمهور.

وعلى الرغم من أن معظم الروس أيدوا الحرب في أوكرانيا على نطاق واسع، إلا أن قلة منهم أظهروا حماسا للقتال فيها، وفقا للصحيفة، ويقول منظمو استطلاعات الرأي إن دعم الحرب سيواجه اختبارا جديدا عندما تبدأ التعبئة في اكتساح الروس العاديين في المدن الكبرى.

وقال ميخائيل فينوغرادوف، رئيس مؤسسة سانت بطرسبرغ للسياسة، وهي مركز أبحاث، لـ “وول ستريت جورنال” إن التعبئة أثارت “موجة من القلق في المجتمع”، لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث لرئاسة بوتين.

واحتاج العبور من المعبر الحدودي الروسي إلى كازاخستان إلى 12 ساعة.

وتساءل بعض المحللين عما إذا كانت القوات الجديدة ستكون جاهزة عندما تصل إلى الجبهة.

وقيل للمجندين إنهم سيتلقون تدريبا لمدة أسبوعين قبل إرسالهم إلى القتال.

وعلى عكس مجموعات مقاتلي كييف التي شكلت من مواطنين عاديين مصممين على إنقاذ وطنهم، فإن اندفاع الرجال الروس للهروب من التجنيد يدل على نقص الحافز ومن المرجح أن يؤدي إلى تآكل الروح المعنوية بين أولئك الموجودين بالفعل في الميدان، حسبما قال محللون يراقبون التقدم المحرز في الحملة العسكرية لبوتين لصحيفة “وول ستريت جورنال”.

لكن آخرين قالوا إن من غير المرجح أن يجبر رد الفعل بوتين على الانسحاب من حملته العسكرية.

وقد تحركت الحكومات الإقليمية لتخفيف الاستياء من التعبئة من خلال تقديم المزيد من الأموال الإضافية لأولئك الذين يتم إرسالهم للقتال.

 

وسيحصل سكان موسكو على مكافأة شهرية إقليمية قدرها 50 ألف روبل، أي حوالي 808 دولارات، بالإضافة إلى رواتب المتعاقدين العسكريين.

كما ستحصل عائلات القتلى في المعركة على تعويض مالي، وتأتي الحوافز في الوقت الذي فرض فيه البرلمان الروسي عقوبات أكثر صرامة الأسبوع الماضي على انتهاكات من بينها الفرار من الخدمة العسكرية والانشقاق والعصيان.

وقالت وكالة “تاس” الروسية للأنباء إن مواطنين روس من المشمولين بالتجنيد أوقفوا على الحدود مع روسيا وكازاخستان في منطقتي كورغان وتيومين بجنوب شرق البلاد.

شاهد أيضاً

مصريون يتظاهرون أمام وزارة الخارجية دعمًا لغزة ويطالبون بمرافقة المساعدات

نظَّم عشرات المصريين، الإثنين 18 مارس 2024، وقفة احتجاجية أمام وزارة الخارجية المصرية، دعماً لقطاع …