بعد الحديث عن إنفراجه.. السيسي يحيل مشاهير المعتقلين إلى الجنح ومحامون: نذهب للأسوأ

أخبرت إدارة سجن طرة 2 شديد الحراسة المعروف بـ«العقرب»، الناشطين والمدونين علاء عبد الفتاح ومحمد إبراهيم المعروف بـ«أكسجين» إلى جانب المحامي محمد الباقر بإحالتهم إلى محكمة جنح أمن الدولة طوارئ بالتجمع الخامس، وبدء جلسات محاكمتهم غدا الإثنين على ذمة قضية جديدة تم استنساخها من القضية رقم 1356 لسنة 2019 (جنايات) حسبما قال المحاميان خالد علي وجمال عيد.

وتزامن قرار الإحالة مع إحالة المتحدث السابق باسم الحركة المدنية الديمقراطية يحيى حسين عبد الهادي، المحبوس على ذمة نفس القضية التي تجمع النشطاء الثلاثة (جنايات 2019)، إلى محكمة جنح مدينة نصر ثان أمن دولة طوارئ على ذمة قضية جديدة أيضًا.

 انفراجه شريرة

المحامي جمال عيد وصف قرار الإحالة بأنه تعبيرًا عن أن الحديث عن انفراجه في ملف المحبوسين هو «إشاعة شريرة خبيثة» حسب وصفه، لتلميع صورة «الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان» التي وصفها كذلك بـ«المزيفة»

وقال مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان جمال عيد، من جانبه إن الإحالة للمحاكمة مفاجئة ولم يسبقها أي تحقيقات جديدة، مشددًا على أنه بدلًا من أن تقرر جهات التحقيق إخلاء سبيل النشطاء الأربعة، خصوصًا بعد تجاوزهم أقصى مدة يسمح بها القانون للحبس الاحتياطي، تحيلهم للمحكمة بتهم منسوخة ومكررة بلا أي دليل، كطريقة إضافية للإبقاء عليهم داخل السجون إلى جانب تدويرهم في عدد من القضايا.

واعتبر مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان أن إحالة النشطاء للمحاكمة بعد تجاوزهم الحد الأقصى للحبس الاحتياطي هو ترجمة حقيقية لزيف ما يروج له بعض «المقربين من السلطة» على حد تعبيره عن وجود انفراجة في ملف السجناء السياسيين.

مشددًا بقوله: «لا نريد أن ندخل في دائرة الوهم مش هنقعد شهور نقول في انفراجة في محاولة لتلميع الصورة».

وأضاف عيد أن ما يحدث في الواقع يؤكد على أننا نذهب للأسوأ، “استراتيجية مزيفة ومجلس حقوق الإنسان يضم حقوقيين أغلبهم متواطئ”.

مقدمة لعفو رئاسي

لكن عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان الجديد جورج إسحاق اعتبر أن إحالة النشطاء السياسيين الأربعة إلى المحاكمة قد يكون مقدمة للعفو الرئاسي عنهم، مفسرًا بأن الانفراجة في ملف السجناء التي يتحدث عنها عدد من المسؤولين في الدولة تنحصر في إصدار قرارات عفو رئاسي عن السجناء المحكوم عليهم وليس المحبوسين إحتياطيًا، ومن ثم فمن الوارد بحسب إسحاق أن تكون الإحالة للمحكمة غرضها استفادة الأربعة من عفو رئاسي في حال صدور حكم قضائي ضدهم خلال الأيام المقبل.

وأبلغ علاء عبد الفتاح المحبوس احتياطيًا منذ نهاية سبتمبر 2019، شقيقته منى خلال زيارتها له، بأن إدارة السجن أخبرته بقرار نيابة أمن الدولة العليا بإحالته إلى المحاكمة يوم الأربعاء الماضي، إلى جانب باقر وأكسجين، المحبوسين احتياطيًا معه على ذمة القضية رقم 1356 لسنة 2019.

وقال المحامي خالد علي أنه بالرجوع إلى النيابة تبين أنها قامت بـ«نسخ» قضية جديدة من القضية المصنفة كجناية للمتهمين الثلاثة، برقم 1986 لسنة 2020 يقتصر اتهامهم فيها على «نشر أخبار كاذبة باستخدام أحد مواقع التواصل الاجتماعي»، وأحالتهم بموجبها إلى محكمة الجنح قبل أيام، التي قيدتها برقم 1228 لسنة 2021 مع الإبقاء على حبسهم احتياطيًا على ذمة القضية الأصلية.

وفيما يتعلق بيحيى حسين عبد الهادي أوضح خالد علي أن نيابة أمن الدولة العليا قامت  بنفس الإجراء معه مع فارق أنها ضمته إلى قضية برقم آخر وأحالته إلى محكمة جنح مدينة نصر أمن دولة طوارئ التابعة لمقر سكنه، مضيفًا أن النيابة اقتطعت تهمة نشر أخبار كاذبة التي وجهتها له على خلفية نشر أحد مقالاته خلال عام 2019 من الاتهامات الموجهة له في القضية رقم 1356 لسنة 2019 (جنايات) وأدرجته بموجبها على ذمة قضية جديدة برقم 210 لسنة 2019، قبل أن تحيله قبل أيام أيضًا بموجبها إلى محكمة جنح مدينة نصر ثان أمن دولة طوارئ التي قيدتها برقم 588 لسنة 2021.

ويواجه المتهمون الأربعة عددًا من التهم أبرزها «الانضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبارًا كاذبة داخل البلاد وخارجها» ويجدد حبسهم منذ أبريل 2018 بالنسبة لأكسجين ويناير 2019 بالنسبة لعبد الهادي ونهاية سبتمبر 2019 لعلاء عبد الفتاح ومحاميه محمد الباقر.

 يرجع تاريخ القبض على عبد الهادي إلى 29 يناير 2019 حيث ألقت قوات الأمن القبض عليه من منزله، بعد أيام من مشاركته في احتفالية حزب تيار الكرامة بذكرى ثورة 25 يناير، واصطحبته إلى جهة غير معلومة، قبل أن يظهر في نيابة أمن الدولة في اليوم التالي، متهمًا على ذمة قضية «تنظيم اللهم ثورة»، التي حبس على ذمتها عامين قبل أن تقرر النيابة نفسها إعادة حبسه على ذمة قضيتين آخرتين منهما القضية 1356 لسنة 2019 بداية من فبراير الماضي.

أما «أكسجين» فقد تلاه في الإنضمام للقضية نفسها منذ بداية سبتمبر 2019، في حين انضم علاء عبد الفتاح ومحمد الباقر لهما في نهاية الشهر نفسه.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: 50% من سكان غزة يواجهون نقصا حادا في الغذاء

أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، الخميس، أن 1.1 مليون شخص يواجهون انعدام …