جمعيات تيسير الزواج في غزة .. طوق نجاة للمقبلين على الزواج

العوضي : ما بين 40 إلى 50 شاباً يسجلون شهريا للإستفادة من المشروع

طنبورة : قطاع غزة بحاجة ماسة للأموال التي تساهم في تزويج الشباب

لا شك أن تكاليف الزواج دائما ما تكون مرهقة على من يفكر في الإرتباط بشريكة حياته المستقبلية ، وربما تكون تلك التكاليف عقبة ليست بسيطة أمامه ، نظرا للأعباء التي يتطلبها الزواج ، لكنها في غزة أصبحت تمثّل كابوسا مرعبا على الشباب نتيجة الظروف المادية القاسية التي يعيشونها جراء ارتفاع نسبة البطالة وتفشي الفقر بشكل غير مسبوق ، الأمر الذي ساهم في تراجع نسبة كبيرة من الشباب على الزواج ، وذلك وفق إحصائية للقضاء الشرعي في غزة .

ولكن خلال السنوات القليلة الماضية نشطت جمعيات تعنى بتسهيل الزواج على غير المقتدرين ، من خلال دعمهم ببعض ما يلزمهم من التزامات وأعباء العرس ، وكذلك مساعدتهم في التقسيط المريح لما تبقى من ديون عليهم .

الشاب تيسير الهسي الذي زاد على الثلاثين من عمره دون أن يتزوج نظرا لصعوبة وضعه المادي ، وعدم قدرته على توفير احتياجات العرس وجد عند تلك الجمعيات الخيرية مراده الذي طالما سعى إليه ، ولكن حال لسانه كان يقول “العين بصيرة واليد قصيرة “.

يقول الشاب الهسي “لم أتوقع أن أتخلص من الحال الذي أعيشه ، وأن أحقق حلمي الكبير بالزواج ، لأن وضعي المادي لا يسمح بتلبية مطالب الزواج وتكاليف الفرح ، ولكن بفضل الله ثم تلك الجمعيات استطعت التغلب على هذه العقبة وأن ارتبط بزوجتي ، وها أنا أعيش اليوم في حياة مستقرة وهانئة .

مشروع “فرحة”

2

وفي حديثه لـ”علامات أونلاين” أكد سلامة العوضي مدير مؤسسة فرحة لتيسير الزواج أن انطلاق مشروع “فرحة” يأتي تخفيفيا علي الشباب الفلسطيني بسبب الوضع الإقتصادي الصعب الذي يخيم عليهم ، حيث يقدم المشروع متطلبات الفرح بالتقسيط للمستفيدين منه وبدون بنوك ، موضحاً أن اختيار متطلبات المشروع يكون من أفضل وأقوي المعروض للعرسان في قطاع غزة .

وعما يقدمه المشروع للعرسان يوضح العوضي أن المشروع يقدم لكل عريس قاعة أفراح مميزة ، وأطقم نوم بتصميمات عصرية ، وفستان فرح مميز للعروس وفق أحدث التصميمات العالمية ، إضافة إلى بدلة للعريس ، ووجبة غداء خاصة بالأفراح بمقدار 40 صينية ، وكروت فرح ، وأجهزة كهربائية منوعة ، وباصات مجهزة و مكيفة لنقل المعازيم .

وإن كان هناك شروط توضع لاختيار من يحق لهم الإستفادة من المشروع يبين العوضي أنه لا توجد أية شروط ، والمجال مفتوح لكل شاب خاطب من سكان قطاع غزة للإستفادة من عروضنا دون تمييز .

ويكشف العوضي لـ”علامات أونلاين” أن ما بين 40 إلى 50 عريسا يأتون شهريا للتسجيل والإستفادة من المشروع ، وهو ما يشير إلى حجم الإقبال الكثيف على مؤسسات تيسير الزواج .

ومن جهته يؤكد مدير مؤسسة أكورد لتيسير الزواج لؤي أحمد أن مؤسستة تستهدف مختلف الفئات العمرية ، وتوفر لهم جميع مستلزمات الفرح بحدود مبلغ 3000 دينار النصف الأول تتبرع به المؤسسة له ، والنصف الآخر يقوم بتسديده وبالتقسيط نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة.

وشهدت السنوات الماضية تزايدا في عدد المؤسسات التي تعنى بتسهيل الزواج على الشباب الغير قادرين على توفير مستلزمات الفرح ، حيث تشير إحدى الإحصائيات إلى أن عدد الجمعيات يقترب من 10 جمعيات منتشرة في محافظات قطاع غزة .

أعراس جماعية

وإلى جانب تلك الجمعيات التي تساهم في تيسير الزواج على الشباب بدفع تكاليف الزواج عنهم وتقسيطها من قبلهم على فترات تناسب وضعهم المادي ، فإن هناك صورة أخرى من صور التيسير تتجلى في تنظيم الأعراس الجماعية لتزويج الشباب والتي تنظمها جهات عدة سواء جمعيات خيرية ، أو حتى فصائل فلسطينية وذلك دعما لغير المقتدرين على الزواج ، حيث تقدم الجهات المنفذة للأعراس الجماعية دعماً مالياً متفاوتاً على المستفيدين من العرسان ، وهو مبلغ غير مسترد .

ويؤكد الدكتور رمضان طنبورة ” رئيس جمعية الفلاح الخيرية في فلسطين ” وهي إحدى الجهات التي تنظم أعراسا جماعية لدعم المقبلين على الزواج أن هذه الأفراح الجماعية تأتي لمساعدة الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن قطاع غزة بحاجة كبيرة للأموال التي تساهم في تزويج الشباب، بسبب تزايد البطالة والفقر واشتداد الحصار.

وعن تمويل هذه المشاريع يضيف طنبورة في حديثه ل”علامات أون لاين ” تمويل هذه الأفراح يكون عبر مؤسسات خيرية أو بعض الجهات المانحة من خارج فلسطين

وأوضح الشيخ طنبورة أن جمعيته أقامت عرسين الأول بعنوان تزويج العوانس وأرامل الشهداء ، والثاني أفراح الفلاح رغم الجراح  ، مشيرا إلى أن كلا العرسين استفاد منهما أكثر من 80 عريسا وعروسة ، وقدمنا لهم مبلغا ماليا قدره 3 آلاف دولار ، لكل عريس وعروس يشمل غرفة نوم فاخرة ، و2000 دولار نقدا مع تغطية كافة مصاريف حفل الزواج .

ومن خلال ما تقدمه جمعيات تيسير الزواج في قطاع غزة ، وما تقدمه الأعراس الجماعية للعرسان من دعم مالي نشطت قليلا نسبة الزواج بعد أن تراجعت كثيرا جراء الحصار المشدد على قطاع غزة ، وأصبحت الجهات المانحة من جمعيات أو فصائل العمل الوطني مزارا لا يتوقف من قبل كل شخص مقبل على الزواج لعله يكون له نصيب من الإستفاده مما تقدمه من تسهيلات ، أو دعم لمواصلة تطبيق سنة الرسول الكريم “صلى الله عليه وسلم” .

 

 

شاهد أيضاً

لقاء خاص مع الدكتور محمود حسين القائم بأعمال المرشد العام للإخوان المسلمين في ذكرى التأسيس