خبيران يحذران: “اتحاد القبائل العربية” يهدد بتكرار سيناريو حميدتي السودان

حذّر خبيران في العلوم السياسية، مما وصفاه بـ “الخطورة الكبيرة” من وراء إعلان تأسيس “اتحاد القبائل العربية”، برئاسة رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، رئيس اتحاد قبائل سيناء، الذي استعانت به الدولة في حربها على التنظيمات الإرهابية بشمال سيناء.

وأُعلن 30 أبريل 2024 تأسيس اتحاد القبائل العربية، خلال مؤتمر بشمال سيناء، ككيان “يقف جنبًا إلى جنب مع عبد الفتاح السيسى فى البناء والتنمية”، حسب المتحدث الرسمي باسم الاتحاد وعضو مجلس النواب مصطفى بكري.

أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور مصطفى كامل السيد، “ضرورة خروج توضيح من السلطات الرسمية، خاصة مع كثرة الحديث عن الاتحاد، وتبعية فرق مسلحة لها علمها ونشيدها له، إضافة إلى وجود زعيم للاتحاد له نشاط اقتصادي واسع”، في إشارة للعرجاني.

وأبدى السيد خشيته من أن “يسهم تشجيع الدولة على إقامة تنظيم مسلح بدعوى محاربة الإرهاب في تحوله بعد فترة لعامل تفرقة في الوطن على نحو مماثل للوضع في السودان”

وقال إن “الحكومة السودانية أنشأت قوات الدعم السريع ومنحتها اعترافًا رسميًا لمحاربة جماعات مسلحة في دارفور، ثم انقلبت القوات على الجيش، ما تسبب في مأساة إنسانية كبرى لها تأثيرها على الأمن القومي تعاني منها السودان الآن”

ووصف استا العلوم السياسية الاتحاد بـ”التنظيم العرقي”، متسائلًا، في حديث لـموقع “المنصة” عن “طبيعة التنظيم القانوني لمثل هذا الاتحاد وميليشياته المسلحة”، خاصة أن الدستور يحظر وجود التنظيمات المسلحة، وينص على تولي القوات المسلحة وحدها مهمة الدفاع عن مصر.

أيضا اعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة عماد جاد، تشكيل الاتحاد “خطوة خطيرة للغاية”، لأنه يقوم على أساس عرقي، حيث يضم ذوي الأصل العربي الذين وفدوا إلى مصر بعد عام 642. وقال “هذا أمر ينبغي أن يواجه بالرفض من قبل المصريين الأصلاء”

وقال  جاد، في بوست على فيسبوك، أن الصمت إزاء مثل “هذه التشكيلات العنصرية أو العرقية يساعد في العملية المنظمة الرامية إلى تدمير الهوية المصرية التي مثلت فجر ضمير العالم ويجري تدريس حضارتها في كبرى جامعات العالم”

وتوقف جاد عند إعلان الاتحاد اختيار السيسي رئيسًا شرفيًا له، قائلًا “كيف يكون رئيسًا شرفيًا لجماعة عرقية، بينما هو رئيس مصر وكافة المصريين”، معتبرًا ما يحدث “خطرًا شديدًا على وحدة مصر وتماسكها، يفتح الطريق أمام تشكيل كيانات فرعية تتقدم على الهوية المصرية”

لكن المتحدث باسم الاتحاد، قال إنه “يتخذ شكلًا قانونيًا كجمعية أهلية تعمل وفقًا لقانون العمل الأهلي”، ونفى بكري، في مداخلة مع برنامج “الحكاية” الذي يُقدمه الإعلامي عمرو أديب على “إم بي سي مصر” مساء أمس، “امتلاك الاتحاد ميليشيات مسلحة، فهو أمر يحظره الدستور”

وأضاف بكري، أن “تجربة اتحاد قبائل سيناء كانت تجربة مختلفة عن الاتحاد الجديد، إذ أطلق الأول بالتعاون مع القوات المسلحة والشرطة المصرية لتحقيق هدف معين هو تقديم المعلومات عن أماكن الإرهابيين والمساعدة في القضاء عليهم، وهذه مهمة وطنية قام بها أهالي سيناء في فترة زمنية معينة وانتهى الأمر”.

أما اتحاد القبائل العربية فيضم، وفقًا لبكري، كيانات وجمعيات أهلية للقبائل قائمة، حوالي 20 أو 25 جمعية”، مضيفًا “الاتحاد سيكون له دور محوري ثقافي واجتماعي وتوعوي ودفاعي عن ثوابت الدولة”

ويعتبر العرجاني أحد رجال الأعمال المصريين القلائل الحاصلين على ترخيص لتصدير البضائع إلى غزة من مصر، وهو أحد قيادات قبيلة الترابين في سيناء.

شاهد أيضاً

غالانت: سأعارض حكما عسكريا في غزة لأنه سيكون دمويا ومكلفا اقتصاديا

دعا وزير الحرب الإسرائيلي، يوآف غالانت، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى الإعلان صراحة عن …