دراسة: حماس تفوقت على إسرائيل في الأحداث الأخيرة على غزة

أظهرت دراسة أعدها معهد دراسات الأمن القومي تفوق حماس في التصعيد الأخير على جيش الاحتلال من خلال نشر صور المتسللين وإطلاق النار على عددا منهم، ونشر صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتقول الدراسة التي أعدها، ” دافيد سيمان توف، ويورام شفايتسر”، من معهد دراسات الأمن القومي، أنه في جولة التصعيد الأخيرة، بين إسرائيل وحماس بقطاع غزة، نجحت حماس في الحصول على صورة الانتصار على الجيش الإسرائيلي، وفي هذه الجولة حافظت إسرائيل على سياسية توفير التصريحات والتوضيحات للجمهور الإسرائيلي، حول محدودية الرد على هجمات حماس.

وبسبب عدم تلقى الجمهور الإسرائيلي، للمعلومات حول سياسة إسرائيل ضد حماس بالقطاع، خلال الجولة الأخيرة، حدث ضرر كبير في شعور الحصانة الأمنية الداخلية في إسرائيل. وبدا ذلك في ذهن الجمهور الإسرائيلي، حصول حماس على نقاط تفوق على الجيش الإسرائيلي، وفي الوقت نفسه بدى الجمهور الإسرائيلي محبط، وخائب الأمل من سياسات الحكومة الإسرائيلية ضد حماس بغزة.

وتابعت الدراسة، بعد هذه المعركة، وما ترتب عليها من تداعيات على المنظومة السياسية الإسرائيلية، والتي أدت تقريبا الى سقوط الحكومة، بات من الواضح ضرورة ربط المجتمع الإسرائيلي، بمعركة الوعي.

بلورة صورة الواقع، خلال معركة الوعي مع العدو، تسهم في تكوين صورة الإنتصار، وهذا ما قامت به حماس خلال التصعيد الأخير، الذي جرى منتصف شهر نوفمبر الماضي، و على الرغم من مقتل 7 من عناصر حماس، وبقاء القوات الخاصة الإسرائيلية في غزة لفترة من الزمن، إلا أن حماس نجحت في بناء صورة انتصار، في وعي المجتمع الإسرائيلي، من خلال استعراض الكشف عن الوحدات الخاصة، الى جانب اطلاق الصواريخ تجاه مستوطنات الغلاف، ونشر فيديو صاروخ الكورنيت الذي يستهدف حافلة الجنود الإسرائيليين.

وبالنهاية نجحت حماس في بناء صورة الانتصار، لدى المجتمع الإسرائيلي، وداخليا لدى سكان القطاع، من خلال الفرض على إسرائيل قواعد جديدة للعبة، بدون أن تظهر أنها مردوعه، من الرد الإسرائيلي ضدها، ونتيجة معركة الوعي التي مارستها حماس ضد المجتمع الإسرائيلي، تبلورت لدى الإسرائيلين، بشكل عام، ولدى المستوى السياسي بشكب خاص، حالة من الإحباط وخيبة الأمل، وعدم الرضى عما يحدث بالجنوب.

وتابعت: حالة الإحباط هذه، انعكست خلال حالة الجدل السياسي الحاصل، حول ردود الأفعال المطلوبة ضد حماس بغزة، من أجل الوصول الى تهدئة بالجنوب.حماس نجحت في استغلال الخلافات الداخلية بالمستوى السياسي، واستغلال الوضع الأمني الهش لسكان مستوطنات الغلاف، واستخدام هذه العناصر في معركة الوعي التي مارستها بفعالية ضد وعي المجتمع الإسرائيلي.

 ووفق الدراسة فإن ردود الأفعال الإسرائيلية، التي كانت محسوبة ومضبوطة، تم تفسيرها داخليا وخارجيا على أن إسرائيل خائفة من تهديدات حماس، وزادت هذه القناعة، بعد استمرار إسرائيل في السعي للتوصل الى تهدئة مع حماس عبر عدة قنوات دبلوماسية.والتفسير الحقيقي لسلوك إسرائيل، هو عدم التصعيد في الجنوب، من أجل التفرغ لإدارة حلمة “درع الشمال” لتدمير أنفاق حزب الله. مع ذلك فهذا لن يغير الكثير من الأمور، فحماس نجحت من خلال ذلك كله في بناء صورة المنتصر، في وعي واداراك المجتمع الإسرائيلي.

حماس منتصرة:

وحول انتصار حماس تقول الدراسة، أن الناطقين بأسم حماس استعرضوا كافة مراحل جولة التصعيد الأخير، وأسبابها، على أنه انتصارا على إسرائيل، وقال هنية “إن حماس نجحت في فرض معادلة جديدة على إسرائيل، وهي الدم بالدم والنار بالنار، وان هذه المعادلة ردعت إسرائيل”.ولقد اعتبر قادة حماس أن الردع الإسرائيلي، سببه قوة الرد على العملية الأمنية بخانيونس، والتي أدت الى اطلاق أكثر من 500 صاروخ تجاه غلاف غزة.

ولقد استعرضت حماس فيديو الكورنيت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، على أنها قادرة على المساس بجنود الجيش الإسرائيلي المنتشرين حول القطاع.هذا وخلال حفل تأبين لقاد الكتيبة الذي قتل خلال العملية الأمنية، قام يحيى السنوار بعرض المسدس الذي تم اغتنامه من القوة الإسرائيلية الخاصة، كرمز للانتصار. وكذلك استغلت حماس الجدل السياسي والخلافات الداخلية في إسرائيل، وما ترتب عنها من استقالة وزير الجيش ليبرمان، لتأكيد الانتصار على إسرائيل بهذه الجولة.ورغم أن حماس لم تستطيع اعتقال عناصر القوات الخاصة التي كانت داخل غزة، إلا أنها نجحت في في الكشف عنهم، واستغلال ذلك بشكل جيد في معركة الوعي ضد المجتمع الإسرائيلي.صورة الانتصار تبلورت بشكل أكبر، من خلال تصريحات الناطق باسم الجيش الإسرائيلي الذي قال “إن القبة الحديدية نجحت في اعتراض 100 من أصل 500 صاروخ تم اطلاقها تجاه الأراضي الإسرائيلية من القطاع”.

ووفق الدراسة ففي أذهان الإسرائيليين، لم يكون لدى إسرائيل القدرة على وقف اطلاق الصواريخ، ولقد تطرق السنوار لذلك في حفلة التأبين، وتحدث عن قدرات القبة الحديدية، وقدرات حماس في اختراقها.الإحباط الإسرائيلي نتج عن عدم توقف الصواريخ، ومن الرشقات المكثفة والمتواصلة من القطاع، هذه الرشقات قضت على صبر سكان الغلاف، والذين قاموا للتظاهر ضد سياسات الحكومة الإسرائيلية. حماس استغلت هذا الأمر كذلك، وأن فيدو الكورنيت الذي بمعجزة لم يتسبب بوقوع كارثة، كان هو الآخر نقطة مهمة في معركة الوعي التي أدارتها حماس ضد المجتمع الإسرائيلي، والتي كشفت من خلالها عن نقطة الضعف في المجتمع الإسرائيلي.مشكلة أخرى:حماس نجحت في ارسال رسائل الى المجتمع الإسرائيلي بعدة وسائل، منها وسائل التواصل الاجتماعي، بحيث نشرت تفاصيل عن صور وأغراض القوة الخاصة التي تم الكشف عنها جنوبي القطاع. وحتى أنها طالبت الإسرائيليين بالمساعدة في العثور عليهم. واعتمدت بذلك على فضول نشطاء التواصل الاجتماعي للحصول على المعلومات.

وتركت الدراسة توصيات للاحتلال في نهايتها خلال مواجهى الفلسطينيين في غزة

شاهد أيضاً

هيئة دولية لمناصرة الغنوشي تضم 61 شخصية عربية وأجنبية بعد عام من اعتقاله

أطلق أكثر من 60 سياسياً ومفكراً عربياً وأجنبياً هيئة دولية لمناصرة راشد الغنوشي (82 عاماً) …