د. عز الدين الكومي يكتب: عندما يتطاول الرويبضة على رموز الأمة

حاول أسامة الأزهري، صبي مفتي الدماء علي جمعة، أن ينال من جماعة الإخوان المسلمين والإمام حسن البنا _رحمه الله _مستغلًا في ذلك موجة النيل من ثوابت الدين وقيمه من خلال الحملة الممنهجة التي يتولى كِبْرَها نظام الانقلاب وأذرعه الإعلامية التي تواصل جريمة النّيْل من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم والطعن في صحيحي البخاري ومسلم وفي الأئمة الأربعة وغيرهم من أئمة الإسلام .
فعندما أراد الصبي الأزهرى الرد على “إبراهيم عيسى” _ الذي انتقد الصيدلي الذي يقرأ القرآن الكريم في صيدليته _ قام بإدخال جماعة الإخوان المسلمين بدون أي مناسبة، أو مبرر !! ، فقد قال صبي علي جمعة : “إن كان هذا الصيدلي قد قصّر في إتقان تخصصه وقراءة مراجعه، فقد قصر في هدي القرآن الذي يقرأه، وحينئذ فواجبه أن يتقن تخصصه لا أن يهجر قراءة القرآن العظيم ، الحقيقة أننا أمام صورتين من التطرف .. إخواني يقرأ القرآن فيخرج منه بقتل الناس وتكفيرهم، فيواجهه تطرف مضاد يريد من الناس ألاّ تقرأ القرآن الكريم أصلا”.
وهذا ليس بغريب على الصبي الأزهري المخبر لدى أجهزة الأمن،  فقد زعم أن “بداية فكرة التكفير وإراقة الدماء انطلقت من حسن البنا” !!!
وحاول الربط بين فكر الإمام البنا رحمه الله وبين فكر الخوارج قائلاً : “الموجة الأولى كانت في أيام الخوارج، غاب فكر الخوارج خمسة قرون، وبدأ مرة أخرى في القرن السابع الهجري ، وعكف أهل ذلك العصر على التفنيد ، حتى ظهر المودودي ، وبوكو حرام ، والقاعدة ، وداعش ، وبداية فكرة التكفير وإراقة الدماء انطلقت من حسن البنا” !!! .
واستشهد هذا الدعيُّ برؤيةٍ منسوبة للإمام البنا ( أنه رأى النبي – صلى الله عليه وسلم – على ظهر ناقة ومعه أبو بكر وانقطع الحبل، وهذا يؤكد انقطاع الصلة بينه وبين النبي بسبب أن هناك فجوة حدثت، وهذا المشهد كفيل بأن يجعل حسن البنا بعد ذلك يفكر في إعادة النظر والمراجعة لكل شيء، ويجمده إلى أن يكتشف وجه الخلل، وأنه كان لديه حماس أهوج وهستيري صوَّر له ضياع الإسلام والمسلمين خلال حياته، منعه هذا الحماس من تحصيل العلم الديني على أكمل وجه، ومات نادمًا على أخطائه، وأنه كان يدخل يوميا في إجراءات متتابعة لخدمة الدين ثم يتفاجأ بأن الطريق الذي بدأه مسدود” .

وللرد على الصبي المخبر فإننا ننقل له ما قاله العديد من أئمة ومشايخ وعلماء الأزهر الشريف وغيرهم عن الإمام حسن البنا وجماعة الإخوان المسلمين .
أولهم الشيخ أحمد  الطيب شيخ الأزهر الحالي، فقد قال عن جماعة الإخوان المسلمين وارتباط علمائها بالأزهر الشريف : “إن الجماعة لم تكن غائبة عن الأزهر ، فهي متواجدة داخل مؤسسة الأزهر بقوة ، كما أن نصف أعضاء الجماعة أزهريون ، وليس هناك أي حرب بين الأزهر والإخوان ، وإنما الجو العام أتاح للناس أن يلتقوا ، وواجب على العلماء أن يلتقوا ويتفقوا” .

وننقل كذلك ما قاله الشيخ المراغي رحمه الله حين أعاد الإمام البنا إصدار مجلة المنار بعد وفاة مؤسسها الشيخ “محمد رشيد رضا” رحمه الله .
فعند تقديمه  لأول عدد أصدره الإمام البنا قال الشيخ المراغي _ رحم الله الجميع _ : “علمت أن الأستاذ حسن البنا يريد أن يبعث “المنار” ويعيد سيرتها الأولى فسرني هذا ؛ فإن الأستاذ البنا رجل مسلم غيور على دينه، يفهم الوسط الذي يعيش فيه، ويعرف مواضع الداء في جسم الأمة الإسلامية، ويفقه أسرار الإسلام ، وقد اتصل بالناس اتصالا وثيقا على اختلاف طبقاتهم ، وشغل نفسه بالإصلاح الديني والاجتماعي على الطريقة التي كان يرضاها سلف هذه الأمة” .
وكذلك نحيل الأزهري المخبر إلى ما قاله الأستاذ إحسان عبدالقدوس رحمه الله في العدد 1224 من مجلة (روز اليوسف) معبرًا عمَّا يجول بخاطرِ كل أبناء الشعب ونظرتهم للإخوان المسلمين ، مناشدًا الإخوان قيادة المعركة عام 1948 :
“لا حل أمام هذا الواقع المرير إلا بأن ينهض التيار الإسلامي لتسلم الراية في قيادة الحركة الفنية، باعتباره التيار الوحيد القادر على توعية أفراد

الأمة، وتعبئتهم في نصرة القضايا الجادة، وبناء المجتمع المتقدم، إن هذا الموقف الذي يتخذه البعض من الإخوان يتواءَم للأسف مع موقف وأطروحات أعداء الأمة في الولايات المتحدة والغرب، ومن هنا لن يتأتَّى الإصلاح المنشود في مصر” .

كما أنقل له قول الشيخ الشعراوي رحمه الله : “الإخوان المسلمون شجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها فى السماء جزى الله خيرا من زرعها و حافظ عليها”. 

وهذه شهادة د . أحمد شلبي صاحب موسوعة التاريخ الإسلامي جزء 9 حيث يقول رحمه الله : “لا شك أن حركة الإخوان المسلمين هي أهم حركة إسلامية في العصر الحديث أثرت في كثير من بلدان العالم العربي وبعض بلدان العالم الإسلامي ، كما أثرت في الجاليات العربية والمسلمة في بلدان الغرب ، واستمر هذا التأثير طيلة الـ 75 عاما الماضية ، حيث أسس الإمام حسن البنا هذه الدعوة عام 1928” . 

وأما عن علم الإمام البنا رحمه الله فسأترك الشيخ محمد الغزالي رحمه الله يحدثنا عن ذلك  في مقال له بمجلة الدعوة بعنوان “العالم المربي” العدد (207) 22 جماد آخر 1374 هجرية 15 فبراير 1955 ميلاددية :
“لقد كان حسن البنا واحدًا من علماء كثيرين ظهروا في العصر الأخير ، علماء لهم فقه جيد في الإسلام ودروس رائعة، بيد أن حسن البنا يمتاز عن أولئك بخاصيّةٍ أُتيحت له وحده ولم يرزق غيره منها إلا القليل .. خاصية تأليف الرجال ، والاستيلاء على أفئدتهم، وغرس علمه في شغاف قلوبهم وأخذهم بآداب الإسلام في تلطُّفٍ وإحسانٍ ساحرَين”.
ويقول كذلك في كتاب الحق المر  183-184 : “لقد كان الإمام الشهيد يبعثر العلم في خطبه كما يبعثر الزارع الحَبَّ في أرضه، وأعانته على ذلك موهبةٌ لم تُعرف في تاريخنا الثقافي إلا لأبي حامد الغزالي رحمه الله؛ فقد كان أبو حامد الغزالي قادرًا على أن يشرح للعامة أفكار الفلاسفة، ويجعل ما تعقَّد منها كلامًا سهلاً سائغًا، كذلك كان حسن البنا – رضي الله عنه – يلخِّص لسامعيه حقائق الدين والدنيا، ويوجِّههم بحبٍّ ورفق إلى ما يريد من خدمة الإسلام، وتجاوز المرحلة التاريخية الصعبة التي يمر بها، أو التي كبا فيها”.
أما عن صلة الإمام البنا رحمه الله بالقرآن وتفسيره وبالسنة والفقه والتاريخ .. فيقول الشيخ الغزالي رحمه الله في مقدمة كتابه دستور الوحدة الثقافية بين المسلمين متحدثًا عن الإمام البنا رحمه الله : “كان مدمنًا لتلاوة القرآن يتلوه بصوتٍ رخيم ، وكان يُحسن تفسيره كأنه الطبري أو القرطبي، وله قدرةٌ ملحوظةٌ على فهْم أصعب المعاني ثم عرضها على الجماهير بأسلوبٍ سهلٍ قريب، وقد درس السنة المطهَّرة على والده الذي أعاد ترتيب مسند أحمد بن حنبل، كما درس الفقه المذهبي باقتضاب، فأفاده ذلك بصرًا سديدًا بمنهج السلف والخلف، وقد أحاط الأستاذ البنا بالتاريخ الإسلامي ، وتتبع عوامل المد والجزر في مراحله المختلفة، وتعمَّق تعمقًا شديدًا في حاضر العالم الإسلامي، ومؤامرات الاحتلال الأجنبي ضده” .

ولكن مخبر الأجهزة الأمنية يخالف كل هؤلاء العلماء العظماء، ويتوهم أن أحدا يمكن أن يصدقه في وصفه للإمام البنا رحمه الله !! .
هذا المخبر “الأمنجي”نُشِرت له صورة وهو يصافح كلبًا قائلاً : “لعل الله تعالى أن يملأ قلوبنا بمعنى الرحمة، ليس بالإنسان فقط، بل بكل كائن حي، بل بالكون كله”.
فإذا كنت تقصد _بنشر هذه الصورة _ الدلالة على الرحمة والرفق بالحيوان فأين هي الرحمة بالإنسان في سجون ومعتقلات ومسالخ داخلية الانقلاب العسكري الذي تؤيده؟؟؟!!! “ألا ساء ما يحكمون ”
صبي علي جمعة الذي اخترع بدعة «الإذن بذكر الله» ! فقد أذن لواحدة من النساء بذكر الله ٦٥٨ مرة فقط ، وإذا ذكرت الله أكثر من هذا ، فهو غير مقبول من الله تعالي ، بل هي آثمة وعاصية !! .
مع أن هذا الذي يزعمه المخبر “الأمنجي” لايعدو كونه خرافات وشطحات ما أنزل الله بها من سلطان !!
وبعد ذلك كله يتطاول هذا الرويبضة النكرة  على الإمام البنا ؟!!

، 

شاهد أيضاً

وائل قنديل يكتب : عبّاس وغانتس: إجماع فاسد أم انقسام حميد؟

لا ينتعش محمود عبّاس، وتدبّ فيه الحياة والقدرة على استئناف نشاطه في “مقاومة المقاومة” إلا …