عزالدين الكومي يكتب: البساط الأحمر.. مايصحش كده! 

في الوقت الذى يعانى فيه المصريون من الفقر والبطالة والأزمات, وتعاني البلاد من توقف السياحة والظروف الاقتصادية الصعبة, ويصرخ الفقراء ومحدودو الدخل من زيادة أسعار الطاقة والكهرباء والمواد التموينية والارتفاع الجنونى في أسعار كل مستلزمات المعيشة والحياة, وتهديدات النظام الانقلابى برفع الدعم عن كافة المنتجات مما أحال حياة الشعب إلى جحيم, كما هى طبيعة النظم الانقلابية الدكتاتورية التي ضحت بالفقراء على مدار ستين عاما .

وقد جسدت مأساة هذا الشعب الواقعة التالية حيث وقف رجل بجوار جزار ينظر إلى اللحم لكن ليس بوسعه الشراء فانتظر أحد الأشخاص حتى انتهى من الشراء وانصرف فانقض عليه وخطف منه كيس اللحم ولاذ بالفرار  فتبعه صاحب اللحم وهو يصيح: حرامي .. حرامي!

 دخل الرجل منزله المتهالك ووراءه صاحب اللحم, وهنا قال صاحب البيت لصاحب اللحم: نعم أنا الحرامي .. أنا السارق .. أنا زعيم العصابة.. وأشار إلى أولاده وقال: هؤلاء هم أفراد العصابة..  نحن لم نذق طعم اللحم منذ عيد الأضحى الماضي.

خجل الرجل صاحب الكيس ونكس رأسه وانصرف.

 هكذا هي الحالة التى وصلنا إليها في ظل النظام الانقلابى على يد عصابة  الإنقلاب, وفي الوقت نفسه نرى موكب زعيم عصابة الانقلاب عند افتتاح بعض المشروعات في مدينة 6 أكتوبر ومحافظات مختلفة عن طريق الفيديو كونفرانس يسير بموكبه وسياراته على بساط أحمر من السجاد لمسافة طويلة.

 السجادة التي مُدت فوق الأرض لسير السيارات استفزت كل المواطنين لا لارتفاع ثمنها, وإنما لاستخدامها لمرور سيارات زعيم عصابة الانقلاب الذى تفوق على القذافى في جنون العظمة!

لقد أثار مشهد زعيم عصابة الانقلاب وهو يسير بموكبه على البساط الأحمر استياء المصريين في الوقت الذى يطالب فيه الشعب بالتقشف وإنهاء الدعم لثقل أعبائه على الموازنة العامة وتقليل العاملين بالجهاز الحكومى من 7 ملايين فرد لمليون فرد فقط بسبب ضغط بند الأجور على الموازنة.

كلنا يذكر قصة الطفل الذى لم يتعدَ عمره العشر سنوات والذى كان يعمل  عاملا صغيرا بأحد المخابز البلدية. وقد شعر بالجوع أثناء العمل فحاول الحصول على بعض أرغفة من تلك التي يصنعها ويبيعها بنفسه, فقرر أن يسرق خمسة أرغفة إلا أن مالك المخبر أمسك به واتهمه بسرقة نفس هذا العدد يومياً, وسلمه لمركز شرطة الفشن التابع لمحافظة بني سويف, وحرر محضراً يتهمه فيه بسرقة 170 رغيفا بما يعادل ست جنيهات.

وبالرغم من أن الجميع شاهد السجاد الأحمر الذى مر عليه موكب زعيم عصابة الانقلاب إلا أن الشؤون المعنوية لعسكر كامب ديفيد كذبت مارآه الناس رأى العين, وزعمت أن هذا كان عن عبارة لون دُهنت به الأرض! فقد صرح العميد إيهاب القهوجي مساعد مدير إدارة الشئون المعنوية بأن هذه المادة ليست مكلفة وتم استخدامها من قبل وسيتم استخدامها في الحفلات المقبلة مشيراً إلى أنه تم استخدامها فى حفل افتتاح قناة السويس ومشروع شرق التفريعة والفرافرة وكذلك كافة المشروعات التى تشرف عليها القوات المسلحة لتعطى حالة من الشكل الجيد والبهجة أمام المواطنين والعالم.

 أين هؤلاء الذين كانوا يحسبون تكلفة صلاة الصبح للرئيس محمد مرسى في المسجد, بحسب الأذرع الإعلامية للشؤون المعنوية لعسكر كامب ديفيد؟

شاهد أيضاً

وائل قنديل يكتب : عبّاس وغانتس: إجماع فاسد أم انقسام حميد؟

لا ينتعش محمود عبّاس، وتدبّ فيه الحياة والقدرة على استئناف نشاطه في “مقاومة المقاومة” إلا …