عز الدين الكومي يكتب: خارجية الانقلاب .. فاشية وعنصرية

عبر وزير خارجية الانقلاب, يوما ما, بدون حياء أو خجل, عن علاقة مصر في ظل النظام الانقلابى بالولايات المتحدة بأنها علاقة زواج .. وليس نزوة ليلة واحدة!!

ثم جاء من بعده وزير فاشل همه ممارسة العنف ضد ميكروفون قناة الجزيرة الذي تم وضعه أمامه عند إلقاء البيان الختامي لاجتماعات سد النهضة بالعاصمة السودانية الخرطوم, بعد ضياع حقوق مصر التاريخية في مياه النيل !!

ثم صدر النظام الانقلابى إرهاب الدولة والقتل والتنكيل بأبناء الوطن وسفك دمائهم إلى الأجانب كما في قضية الشاب الإيطالي ريجينى..

وقد مارس العنصرية في أحط صورها من خلال تصريحات وزراء ومسؤولين انقلابيين ضد المصريين

وها هو يمارس العنصرية والفاشية ضد الأفارقة!

فقد وصف, نائب وزير خارجية الانقلاب لشؤون البيئة السفير هشام شعير, الوفود الإفريقية بالكلاب والعبيد في مؤتمر أممى للبيئة  بنيروبي؛ العاصمة الكينية.

وصرحت الدبلوماسية الكينية إيفون خاماتي رئيسة اللجنة الفنية بهيئة الدبلوماسيين الأفريقيين التابعة للاتحاد الأفريقي بأن مسؤولا مصريا وصف بتلك الجملة- كلاب وعبيد- ممثلي وفود إفريقيا خلال فعاليات جمعية الأمم المتحدة للبيئة في دورتها الثانية بكينيا.

وهنا نقول للوفود الإفريقية: بضاعتكم ردت إليكم فأنتم الذين سارعتم  بعودة النظام الانقلابى إلى الحضن الأفريقى بعد تعليق عضويته عقب الانقلاب الدموى بضغوط صهيونية وأمريكية,  فماذا تنتظرون من نظام يحتقر شعبه ويهينه ويقتله في الشوارع وخارج نطاق القانون ضاربا بكل المواثيق والعهود الدولية الخاصة بحقوق الإنسان عرض الحائط؟!

أتوقع بعد هذه الواقعة أن تقوم خارجية الانقلاب باستدعاء نظرية المؤامرة الكبرى ضد مصر, هذه المؤامرة التى تهدف لضرب علاقات مصر الأفريقية وزعزعة استقرار البلاد, وهى مؤامرة لاتقل عن مؤامرة الإخواني حسن مالك لانهيار سعر الجنيه!

كما سيقوم أحد الخوابير الأمنيين والإستراتيجيين بالقول بأن خاماتى- مقصوفة الرقبة – إخوانية ومسؤولة الأخوات في دولة كينيا الشقيقة, وأنها تلقت إشارة من الرئيس مرسي من القفص يشير لها بقلم كان بيده, يعني أكتبي عريضة ياأخت خاماتي!

كما أن أحد غربان الفضائيات سينعق قائلا: ما حدث هذا الموقف العدائى من خاماتى ضد مصر إلا لأن وفد مصر كان يدافع عن قرار بإرسال خبراء بيئيين  لتقييم الوضع البيئي في غزة بعد العدوان الصهيونى, وكان واضحا جدا التكتل الغربي حتى لا يصدر القرار, فالتقرير العلمي يدين الصهاينة, وكانت هناك مفاوضات وسط تعنت إسرائيلي برفضه.

ونسى هذا المأفون أن من يقوم بتشديد الحصار والخناق على أهل غزة ويغرق أرضهم بماء البحر هو زعيم عصابة الانقلاب برعاية صهيونية.

وتقدمت خاماتي بمذكرة رسمية تطالب فيها النظام الانقلابى بالاعتذار عما اعتبرته سوء سلوك في أثناء الدورة الثانية للجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة التي أُقيمت في كينيا.

ووصفت في مذكرتها المصريين بأنهم, غير متحضرين, وعنصريين وقالت: أود أن أطلعكم على السلوك المصري غير الدبلوماسي وغير المسؤول وغير المتحضر والذي يحمل سبابا في أثناء فعاليات الدورة الثانية للجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة.

وقالت إن المسؤول المصرى قال: إنهم سيتحدثون من منطلق السيادة, واصفا دول جنوب الصحراء (أفريقيا السوداء) بأنهم كلاب وعبيد مستخدما اللغة العربية في إطلاق ذلك, واتهمت رئيس الوفد الانقلابي بالإساءة بعبارات وألفاظ مهينة وغير مقبولة باللغة العربية ضد الدول الأفريقية المشاركة في الاجتماع وطالبت باتخاذ إجراءات عقابية ضد مصر في عدد من المحافل الدولية باعتبارها لا تصلح لتمثيل الدول الأفريقية في تلك المحافل.

كما طالبت خاماتي بالاستقالة الفورية للدبلوماسي وأدانت تعليقاته باعتبارها ضارة بالوحدة الأفريقية بطريقة تقوض الاستراتيجية الافريقية لعام 2063 والوحدة الافريقية التي نادى بها مؤسسو الاتحاد الأفريقي, ونود التأكيد على أن الاتحاد الإفريقي أسس على مبدأ المساواة وعدم التمييز سواء فيما يتعلق باللون أو العقيدة أو الجنس أو الدين..إلخ, وأن مثل هذه الكلمات الصادرة من مسؤول مصري لا مكان لها داخل الوحدة الإفريقية.

وكانت أبواق  الإعلام الانقلابى شنت هجوما على  خاماتى بوصفها سكرتيرة والسكرتيرة لا يسمح وضعها الوظيفي بأن تصرح بمثل هذه التصريحات!!

أما أحد أعضاء برلمان عبدالعال فقال إن تلك الادعاءات الكاذبة تأتي ضمن الحرب المستعرة ضد مصر في المؤسسات الدولية بإيعاز من بعض الدول الغربية التي دأبت خلال الفترة الماضية إلى عرقلة تقدم مصر واستقرارها وبداية مسيرة التنمية الحقيقية.

والواقع أن هذا أمر طبيعى من نظام انقلابى فاشى عنصرى ينظر لشعبه نظرة دونية, وهو يهين من ساعده ومنحه شرعية لينعق في المحافل الدولية ويتحدث باسم افريقيا!

ومالغريب فى الأمر؟ ألم يصف  مدير أمن إحدى المحافظات الشعب المصرى بأنهم عبيد؟؟ ناهيك عن تصريحات الزند؛ وزير العدل السابق, واتهامه الشعب المصرى بالعبيد ومن قبله وزير العدل الأسبق محفوظ صابر الذي قال إن ابن الزبال مينفعش يبقى قاضى وكتر خيره انه اتربى!

وبهذا الغباء تسبب النظام فى  ضياع مصر وإضعافها وإخراجها من محيط أمنها القومى, وهو العمق الأفريقى فى الوقت الذى يرسّخ فيه الصهاينة أقدامهم فى أفريقيا!

ولم يبق إلا أن يصرح زعيم عصابة الانقلاب بأن ماحدث مجرد حالة فردية .. ولا داعٍ للتهويل!

شاهد أيضاً

وائل قنديل يكتب : عبّاس وغانتس: إجماع فاسد أم انقسام حميد؟

لا ينتعش محمود عبّاس، وتدبّ فيه الحياة والقدرة على استئناف نشاطه في “مقاومة المقاومة” إلا …