قنديل: “جوليو” نسخة إيطالية من مأساة سيد بلال

قال الكاتب الصحفي وائل قنديل: إن الأكثر إثارة في دراما الاستبداد المِصْرية، أن يكون اسم رئيس المباحث، وقت استشهاد سيد بلال السكندري، حاضرًا في واقعة مقتل الإيطالي، جوليو ريجيني، لتتحول قصة الأخير إلى نسخة إيطالية من مأساة خالد سعيد وسيد بلال، موضحًا أن سيد بلال، الشاب السلفي الذي كان أحد ضحايا التفجير الإرهابي في كنيسة القديسين في الإسكندرية، قبل ثورة يناير 2011 بأسابيع، ولم يكن له نصيب من الدموع التي تسح على خد “الوطن” الحقيقية منها والصناعية، ولم يصبه الحظ في شمعة واحدة من تلك التي توقدها “القوى الوطنية” وبوتيكات الاستنارة والمواطنة على الضحايا.

وأضاف قنديل -خلال مقاله بصحيفة “العربي الجديد” اليوم الأربعاء- أن مصر التي حزنت كلها على ضحايا الانفجار، تناست سيد بلال الذي مات في أثناء التحقيق معه ومحاولة استنطاقه بالقوة، للحصول على معلوماتٍ بشأن جريمة الكنيسة، وكأن إلصاق كلمة “سلفي” باسمه يكفي مبررًا لكي يموت وفقًا لاتهام أسرته الشرطة، موضحا أنه حتى “بارونات السلفية” في الإسكندرية في ذلك الوقت برهامي وشركاه، لم يخرجوا في تظاهراتٍ صاخبةٍ تطلب القصاص من القتلة، بل إن ياسر برهامي منع الشباب من التظاهر من أجل زميلهم الشهيد.

وقال: إن سلفيي الإسكندرية من أتباع برهامي والشحات، هم أول خنجر استخدمته سلطة المجلس العسكري في ذبح قضية شهداء ثورة يناير، بأن أطلقتهم أجهزة الدولة العميقة على أسر الشهداء، تفترسهم بسلاح الفتاوي، وتقنع عددًا منهم بالتنازل عن حقوقهم، لقاء تعويضاتٍ مالية ورحلات عمرة، حتى كشفت الأيام، أن العلاقة بين سلفيي برهامي والشحات، وامتدادها السياسي، ممثلاً في حزب النور، كانوا بالنسبة لوزارة الداخلية، بمثابة سلاح الشئون المعنوية بالنسبة للمجلس العسكري، يلعبون الأدوار نفسها في هدم المعاني وعبادة المباني من خلال توظيف النصوص الدينية توظيفًا فاسدًا، للسيطرة على وعي الجمهور البسيط.

شاهد أيضاً

حماس: المرونة التي نبديها لا تعني التراجع عن شروطنا وإسرائيل لا يعنيها أسراها

قال القيادي في حركة “حماس” باسم نعيم، إن “إسرائيل باتت تفهم المرونة التي تبديها حماس …