مؤسسة “وعي” تصدر اول توثيق لمذبحة الحرس الجمهوري بذكراها الخامسة

140 شهيد قتلتهم قوات الانقلاب برصاص ” الدمدم المتفجر” المحرم دولياً

مدير المؤسسة: الانقلاب يحمي جنرالات المذابح من المحاكمة بقوانينه الباطلة

تزامنا مع الذكرى الخامسة لمذبحة الحرس الجمهوري التي وقعت في 8 يوليو عام 2013 ، أصدرت مؤسسة حقوقية مستقلة تقرير موثقا عن المذبحة مدعوما بأرقام عن ضحايا المذبحة من الشهداء والمصابين  وبإفادات شهود عيان.

وأضح تقرير مؤسسة “وعي” للبحث والتنمية التي عرضته قناة ” الجزيرة بحلقة خاصة في بدايته أن أعداد تبلغ المئات كانت قد قررت الاعتصام أمام مقر ناد عسكري وهو نادي الحرس الجمهوري، وساد الهدوء في البداية، بل وسادت أجواء ودية بين المعتصمين وجنود القوات المسلحة المصرية، وكانت الهتافات بحسب أحد شهود العيان : “لجيش المصري بتاعنا ..والسيسي مش تبعنا”، وسرعان ما تحول المكان إلى ساحة اعتصام بلجانها التفتيشية ،بل بمناشطها الرياضية كما كان الحال في اعتصام التحرير خلال ثورة 25 يناير.

كما ذكر أحد شهود العيان أيضا أن اعتصام الحرس الجمهوري لم يقتصر على الإسلاميين، وإنما كان يضم أعضاء من حركة 6إبريل ومن الاشتراكيين الثوريين وليبراليين وأعضاء من حزب الغد.

وذكر التقرير  أنه: وبالقرب من مقر الاعتصام يقع مسجد المصطفى الذي شهد أحداثا بارزة في مذبحة الحرس الجمهوري الثانية، وأن المعتصمون كانوا يظنون أنهم سيأسرون قلوب شرفاء قادة القوات المسلحة بسلميتهم  التي حرصوا عليها ، لكن رصاصات باغتتهم في توقيت أبعد ما يكون عن التوقع، حيث انطلقت الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع وهو في الركعة الثانية من صلاة فجر يوم الثامن من يوليو عام 2013.

وأضاف التقرير: إن الموسوعة التوثيقية الصادرة عن مؤسسة “وعي” أحصت بعد جهود مضنية استشهاد 140 شخص من المعتصمين ما بين رجال ونساء وأطفال، وقرابة نصف هذا العدد من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاما، وأن قرابة 130 منهم أي 90% من الشهداء أطلق عليهم رصاص” الدمدم المتفجر” المحرم دوليا.

وفي مداخلته قال الدكتور فريد الشيال مدير مؤسسة “وعي” : عندما وقعت المذبحة كانت صدمة المعتصمين شديدة لأنهم لم يتوقعوا هذا العنف من الجيش ولا كمية الدماء التي سالت، كثير من الناس المعتصمين كان يلاحق ، وكان هناك معتقلون وصل عددهم ما بين 600 إلى 800 شخص، ولم تكتفي القوات بقتل الناس ولكن اعتقلت اعداد كبيرة منهم، هذا فضلا عمن أصيبوا وبلغ عددهم حوالي 1000 شخص، وكان كل من يحاول يصل إلى مكان للعلاج يجد صعوبة ، ولذلك مات عدد كبير من المصابين بعد 48 ساعة لأنه لم يتم اسعافهم وعلاجهم.

وأوضح أن السلطات كانت حريصة على أن يكون عدد من  سعلن أنهم قتلوا في المذبحة قليل ، ولذلك كانت تأمر أهالي الشهداء بعدم الافصاح لأحد عن ظروف قتلهم ، ولهذا فإن عدد كبير من الشهداء لم تدرج اسماءهم في السجلات الرسمية لأن السلطات كانت تكتب اسبابا أخرى للوفاة حتى تقلل من حالة السخط تجاة الدولة والجيش.

وأضح الدكتور فريد الشيال إن مؤسسة “وعي” حرصت على توثيق الحالات التي تعرضت للقتل في مذبحة الحرس الجمهوري حتى لا تضيع الحقيقة خاصة وأن كثير من الفيديوهات والمواد المصورة كانت تتعرض للحذف من شبكة الانترنت، مشيراً إلى أن باحثي المؤسسة  قضوا عاما ونصف في توثيق أحداث المذبحة وكانوا يجرون المقابلات مع شهود العيان ، كما فعلوا مع أحداث ثورة 25 يناير التي جمعوا فيها مليوني ونصف مليون وثيقة.

وفي مداخلة لوالد أحد الشهداء ضحايا مذبحة الحرس الجمهوري قال: إن ابني خرج بشكل سلمي ليعبر عن رأيه في الأحداث التي جرت ولكنه تعرض للقتل برصاص الغدر من قوات البغي والظلم، ولم يفتح تحقيق في الأحداث حتى الآن.

وقال مدير مؤسسة “وعي” إن المعصمين كانوا حريصين على السلمية  رغم محاولات استفزاز قوات الجيش لهم بداية من يوم 5 يوليو واطلاق النار عليهم مما ادى إلى استشهاد خمسة أفراد من المعتصمين، ودعا قادة الاعتصام عبر مكبرات الصوت كافة المعتصمين بالالتزام بالسلمة وألا يكون هذا الحادث سببا لتغيير سياستهم، وبالفعل التزم جميع المعتصمين بهذا النداء، ورغم ذلك ارتكبت قوات الجيش مذبحة الحرس الجمهوري يوم الثامن من يوليو.

وأضاف: كان يفترض أن يتم التحقيق في هذه الأحداث ، ولكن لإخفاء هذه الجريمة صدرت عدة تشريعات في عهد الرئيس المعين من الانقلاب عدلي منصور، واعتمدها مجلس النواب الذي جاء به السيسي لتنص هذه القوانين على حق القضاة في عدم الأخذ بشهادة الشهود، كما صدر قانون يحمي كبار قادة القوات المسلحة من أي محاكمة أو مسائلة في الفترة التي عطل فيها الدستور منذ الانقلاب وحتى صدر الدستور الجديد في عام 2014.

وردا على سؤال حول دلالة تعيين محمد توفيق زكي -الذي كان قائدا للحرس الجمهوري خلال احداث المذبحة- وزيرا للدفاع  خلفا لصدقي صبحي قال الدكتور فريد الشيال إنه يدل على ان سلطات الانقلاب ماضية في طريقها ولا يعنيها الشعب وما تعرض له ، وأن هذه المذابح التي ارتكبت في الشهور الأولى للانقلاب كانت تهدف إلى توصيل رسالة وهي ان الانقلاب لن يتهاون مع أي معارض وسيواجه أي حركة في الشارع بالقمع والدم.

شاهد الفيديو

أول عمل توثيقي لمذبحة الحرس الجمهوري في ذكراها الخامسة

أول عمل توثيقي لمذبحة الحرس الجمهوري في ذكراها الخامسة

شاهد أيضاً

بعد موقفهما تجاه ليبيا.. محاولات لبث الفتنة بين تركيا وتونس

منذ أن بدأ الجنرال الانقلابي خليفة حفتر محاولة احتلال طرابلس في إبريل الماضي، لم تتوقف …