محمد عبدالرحيم : النظام الإيراني .. ممّ يخاف؟

بات واضحاً للجميع أن أحد العوامل الرئيسة لكثير من الويلات والتفرقة الدينية والقومية في الشرق الأوسط هو نظام الملالي الحاكم في إيران.

الحقيقة الأخرى الواضحة هي أن أية مساومة أو تنازل أمام هذا النظام – مهما كانت ذريعته – تزيده توحشاً وإجراماً، وليس ما يحدث في العراق أو سوريا  أو اليمن أو غيرها عنا ببعيد.

لذلك السؤال الرئيس هو: ممّ يخاف هذا النظام حقاً؟ وما عامل الخوف الأساسي الذي يساوره؟

في 25 يونيو/حزيران1980 قال خوميني صراحة: «عدونا ليس أمريكا ولا الاتحاد السوفييتي وإنما جاثم في طهران كخطر داهم يهددنا». والآن.. وبعد مضي عقود، نذكّر بأن نشر المقاومة الإيرانية، صورة للسيدة مريم رجوي (زعيمة المعارضة الإيرانية في الخارج) في صحيفة خاصة لخريجي جامعة شريف الصناعية بطهران، أثار “ولولة” داخل النظام الإيراني بحيث بعث أكثر من 30 نائباً في برلمان النظام رسالة احتجاجية على ذلك؛ مطالبين بإجراء تحقيق في الأمر! كما قامت إدارة الجامعة بتعطيل هذه المؤسسة الطلابية، ومازالت ردود أفعال النظام الهستيرية متواصلة تجاه الحدث!

وهذا هو حال النظام الذي يدعي السيطرة على دول عربية وهو نظام قتل ويقتل يومياً المئات من الشعب السوري طيلة الأعوام الستة الماضية، ويعتبر العراق ضيعة له ولكنه لا يتحمل حتى صورة واحدة من معارضته!

 

من الواضح للغاية أن عامل الخوف الرئيس الذي يساور النظام هو العنصر الذي ينادي بإسقاطه، والمتمثل في “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية” و”مجاهدي خلق” الإيرانية. 

كما أن الأمر واضح وضوح الشمس أن هذا الرد الجنوني للنظام يدل على الامتداد الشعبي للمعارضة في المجتمع الإيراني وبصفة خاصة بين الفئة المثقفة والواعية أي الطلاب الذين لعبوا – على مدى التاريخ الإيراني – دوراً ريادياً في تطورات البلاد المصيرية. 

شاهد أيضاً

محمد السهلي يكتب : الأونروا والعودة.. معركة واحدة

بحكم معناها ورمزيتها ووظيفتها، يصبح الدفاع عن الأونروا معركة واجبة وملحة .. ومفتوحة. ومع أن …