مصريون يفضلون “الشيخ جوجل” على “الإفتاء” المصرية لتحيزها للسلطة

استطلعت دار الإفتاء رأي المصريين، عبر صفحتها على الفيس بوك، في الجهة التي يلجؤون إليها بحثا عن الفتوى، وخيّرتهم بين محرك البحث جوجل وبين موقع دار الإفتاء، فجاءت الإجابة صادمة.

حيث كشف الاستطلاع أن نحو 70% من المشاركين يفضلون اللجوء للبحث عن الفتوي عبر محرك البحث “جوجل” لا لدار الافتاء المصرية، بينما قال 30% فقط أنهم يلجئون لموقع دار الافتاء.

عندما تريد البحث عن فتوى ماذا تفعل؟

Posted by ‎دار الإفتاء المصرية‎ on Wednesday, August 12, 2020

وعبر التعليقات التي زادت على 3 الاف قال غالبية المعلقين على الاستبيان إن هناك أسبابا عدة وراء فقدان الثقة في دار الإفتاء، على رأسها “تسييس الفتوى”، وقال بعضهم: نحن لا نثق بكم، أنتم شيوخ العسكر، نثق في الشيخ جوجل لأن به شيوخنا على مدار التاريخ الذين نثق بهم وتنشر جوجل فتاواهم.

ودافع أخرون عن دار الافتاء واتهموا من يهاجمونها بأنهم “إخوان”.

وقال معلقون إن البحث الحر يمكّنهم من التعرف على جميع الآراء دون تحيزات فكرية أو سياسية، وهو على العكس مما تفعله دار الإفتاء التي تقدم فتوى تخدم النظام المصري، وتشتبك مع القضايا المثارة وفقا لرؤية النظام وأولوياته.

نتيجة الاستطلاع وتعليقات رواد مواقع التواصل، اعتبرها محمد الصغير مستشار وزير الأوقاف سابقا، دليلا على عدم ثقة المصريين في دار الإفتاء، وأعرب المستشار السابق عن حزنه لما آلت إليه دار الإفتاء التي كانت “محط الرحال، ومكان كبار العلماء كالإمام محمد عبده، وحسن مأمون، وحسنين مخلوف”

وعلى الرغم من مسؤولية دار الإفتاء المصرية عن الفتوى الدينية والإجابة عن تساؤلات المصريين الشرعية، فإنها منذ الانقلاب العسكري الذي قاده وزير الدفاع آنذاك عبد الفتاح السيسي في صيف 2013 اشتعلت نشاطا في إصدار الفتاوى ونشر الأبحاث والدراسات الداعمة للسيسي والمبررة لمواقفه، مما جعلها هدفا مستمرا لسخرية مواقع التواصل.

وانتقلت الدار والمفتي الحالي شوقي علام، للعمل السياسي المباشر ومن مجرد الدفاع والتبرير إلى مهاجمة خصوم السيسي ومعارضيه، ليس في الداخل فقط، بل حشرت نفسها في الأزمات الدولية والإقليمية بما يوافق هوى السيسي، لتصبح تركيا -خاصة رئيسها رجب طيب أردوغان-هدفا دائما لنيران دار الإفتاء المصرية.

وكانت أحدث أزمات دار الإفتاء التي تورطت فيها دفاعا عن السيسي حينما وصفها الفتح الإسلامي لمدينة القسطنطينية (إسطنبول) بالاحتلال العثماني، وذلك في معرض مهاجمة أردوغان، لتعود لتعديل موقفها تحت ضغوط وسخرية مواقع التواصل.

كما انشغلت دار الافتاء بمهاجمة أعمال درامية تركية، واعتبرت أنها أسلحة يستخدمها الرئيس التركي أردوغان للهيمنة على منطقة الشرق الأوسط، ويريد عودة الإمبراطورية العثمانية من جديد.

ومن الأشياء التي أثارت الجدل حول المؤسسة العريقة، أشادتها بالأعمال الدرامية المصرية التي تمجد من الجيش المصري مثل مسلسل الاختيار، والذي عرض في رمضان الماضي.

وفي الشهر الماضي، وافق مجلس النواب على تعديل قانون تنظيم دار الإفتاء بما يسمح للسيسي باختيار المفتي، حيث ينص القانون على تبعيتها لمجلس الوزراء بدلا من وزارة العدل، واعتبارها كيانا دينيا مستقلا، وهو ما رفضه بعض النواب وممثل الأزهر باعتباره يمس استقلالية الأزهر.

وينهي القانون الطريقة التي اعتمدت عام 2012 في عهد الرئيس الراحل محمد مرسي والتي تقضي بانتخاب المفتي من خلال اقتراع سري مباشر، يصوت فيه أعضاء هيئة كبار العلماء التي يترأسها شيخ الأزهر.

في المقابل، يؤسس القانون لآلية مغايرة توقف سلطة هيئة كبار العلماء عند اختيار ثلاثة مرشحين للمنصب من داخل الهيئة أو من خارجها، ثم ترفع ترشيحاتها تلك لرئيس الجمهورية الذي منحه القانون سلطة مطلقة في الاختيار من بين المرشحين الثلاثة، كما منحه الحق في التمديد للمفتي بعد أن يبلغ السن القانونية.

 

شاهد أيضاً

حماس: المرونة التي نبديها لا تعني التراجع عن شروطنا وإسرائيل لا يعنيها أسراها

قال القيادي في حركة “حماس” باسم نعيم، إن “إسرائيل باتت تفهم المرونة التي تبديها حماس …