منظمة حقوقية: النيابة العامة المصرية متواطئة في ممارسة الانتهاكات ضد المعتقلين

قالت منظمة “كوميتي فور جستس” إنّ من أبرز الإشكالات التي تواجه المعتقلين وذويهم في كذلك، هي تواطئ النيابة العامة المصرية في معاناة المعتقلين السياسيين، وعدم شفافية التقارير التي تقدمها عن أماكن الاحتجاز، سواء من ناحية نوعية الشكاوى المقدمة إليها، أو طرق استجابتها لها والتحقيق فيها.

وجاء ذلك في التقرير نصف السنوي الذي أصدرته المؤسسة اليوم الأربعاء طبقاً لمشروعها “مراقبة الانتهاكات داخل السجون ومراكز الاحتجاز المصرية”، والذي حمل عنوان: “قررنا حفظ التحقيق.. آليات الشكوى والبلاغات في مصر خلال النصف الأول من 2021″، والذي تناول بعضاً من أبرز حالات الشكوى والبلاغات التي وثّقتها “كوميتي فور جستس”، أو قامت بها عبر فرقها الميدانية خلال النصف الأول من عام 2021، لأجل الضحايا داخل السجون المصرية.

وأوضحت المؤسسة أنّ الهدف من التقرير “مناقشة أوجه القصور وعدم الفعالية التي تعتري الآليات الرسمية المحلية للشكوى والبلاغات في مصر، من خلال عرض الآليات الموجودة حالياً ومدى توافقها مع التزامات مصر الدولية”، وكذلك استعراض نماذج من تجارب الضحايا التي وثقتها، إضافة إلى عرض نماذج لبعض الآليات المحلية المطبقة في دول أخرى، والتي قد تفيد في تحقيق العدالة وتمثيل الضحايا والتوسّط بينهم وبين السلطات المصرية.

وتطرّق التقرير إلى الآليات الرسمية المتاحة حالياً لتقديم الشكاوى والبلاغات في مصر، سواء داخل مقار الاحتجاز، أو من خلال المجلس القومي لحقوق الإنسان المصري، الذي بعد أن اشتكى من تدخل السلطة التنفيذية في أعماله من خلال جهاز أمن الدولة في أثناء ولاية الرئيس المنتخب محمد مرسي، اتسّمت علاقته بالنظام الحالي بـ”التواطؤ”، إلى المشاركة في النهوض بأوضاع حقوق الإنسان بمصر، وأخيراً بلجوء الضحايا إلى القضاء المصري من خلال محكمة القضاء الإداري أو المحكمة الإدارية العليا.

كذلك، عرّج التقرير على الدور المنوط بالنيابة العامة المصرية قانونياً، ومدى تجاهلها للقيام بدورها، وعدم شفافية التقارير التي تقدمها عن أماكن الاحتجاز، سواء من ناحية نوعية الشكاوى المقدمة إليها، أو طرق استجابتها لها والتحقيق فيها.

ونجحت “كوميتي فور جستس” في الوصول إلى بيانات 14 عريضة على الأقل، ضمن المئات التي قُدِّمَت إلى مكتب النائب العام، غير أنّ أياً منها لم تلق جواباً بعد، رغم استمرار فحصها لأشهر في المكتب الفني ونيابة أمن الدولة العليا.

وعرض التقرير تجارب للضحايا وذويهم في تقديم الشكاوى والبلاغات، وأبرز أنماط التعامل معها، التي وثقتها “كوميتي فور جستس” خلال النصف الأول من العام الجاري، والتي كان من ضمنها التجاهل المطوّل للشكاوى، الذي قد يمدّ من عمر الشكوى لسنوات، وكذلك التنكيل بالضحايا أو ذويهم عقب تقديمهم بلاغات وشكاوى للسلطات الرسمية؛ ومثال على ذلك حالة سناء سيف، شقيقة المعتقل تعسفياً والمدافع عن حقوق الإنسان علاء عبد الفتاح، بعدما تعرّضت وأختها منى، ووالدتها الدكتورة أهداف سويف، في يونيو/حزيران 2020، للاعتداء من قبل “بلطجية” حرضتهم إدارة مجمع سجون طرة على التنكيل بهم، بعدما طالبوا بحق التواصل والاطمئنان إلى علاء، في أثناء ذروة انتشار وباء كورونا.

وأكّدت المؤسسة أنها وثقت كذلك إنكار الانتهاكات بحق المعتقلين/السجناء، وتقديم جهات التحقيق المختلفة في الشكاوى تقارير بـ”عدم صحة الادعاءات”؛ ومثال على ذلك حالة شكوى ذوي المحتجزين زياد العليمي وأحمد سمير، بعد التعدّي عليهما بالضرب داخل محبسهما بسجن ليمان طرة من قبل ضباط السجن، بعد منعهما من الذهاب لمواساة سجين آخر في وفاة والده، بحجة قوانين السجن، وبعد احتجاج زياد على حرمانهما التريض، وهو حق مقرر وفقاً لذات اللائحة، قام المحامي خالد علي بتقديم بلاغ لنيابة أمن الدولة العليا في الواقعة، غير أنّ وزارة الداخلية سارعت إلى إصدار بيان على صفحتها الرسمية على “فيسبوك” تنفي فيه الواقعة، وأنّ “ما تمّ تناوله في هذا الشأن عارٍ تماماً من الصحة جملة وتفصيلاً”.

شاهد أيضاً

الاحتلال يعتمد على برنامج “واتساب” لجمع المعلومات وارتكاب المجازر بغزة

 ندد المركز الشبابي الإعلامي “الفلسطيني”، الخميس، باستخدام الاحتلال الإسرائيلي لبرامج الذكاء الصناعي في ارتكاب المجازر …