إنترسبت: “داتامينر” تتجسس على السود والمستضعفين بـ”تويتر” لصالح الأجهزة الأمنية الأمريكية

قال موقع “إنترسبت” (Intercept) الأمريكي إن شركة مراقبة جديدة لمحتوى تويتر تقدم معلومات للشرطة والبنتاجون والاستخبارات المركزية “سي آي أيه” (CIA) ومؤسسات معنية عديدة في الولايات المتحدة تتسم بالتحيّز العنصري ضد السود والملونين.

وأورد الموقع في تقرير مطول أن شركة تُسمى “داتامينر” (Dataminr) تعتمد في بحثها وتصنيفها للأشخاص والتهديدات المحتملة على الذكاء الاصطناعي، وكذلك العمل البشري، إذ تستخدم خوارزميات ترسخ التحيزات الموجودة أصلا ضد الفئات المذكورة.

وقال الموقع إن داتامينر الناشئة في نيويورك تقوم بتسويق نفسها بقوة كأداة للسلامة العامة، مما يمنح المؤسسات من الشرطة المحلية إلى البنتاجون القدرة على مسح محتوى تويتر بالكامل باستخدام خوارزميات التعلم الآلي المتطورة؛ لكن المطلعين على الشركة يقولون إن جهود المراقبة لم تكن في كثير من الأحيان أكثر من تصنيف عرقي متنوع مدعوم ليس بشكل كامل بالذكاء الاصطناعي؛ بل يُضاف إليه عمل جيش صغير من المحللين البشريين يقومون بعمليات بحث لا نهاية لها بالكلمات الرئيسية.

وكانت داتامينر قد بدأت عملها لمساعدة صناديق التحوط على تحويل أول إشارات من الأخبار العاجلة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى صفقات، ومنذ ذلك الحين تم تبنيها من قبل وسائل الإعلام والجيش وإدارات الشرطة والعديد من المنظمات الأخرى، التي تسعى إلى الحصول على تنبيهات في الوقت الحقيقي بشأن الفوضى والجرائم.

وكان من بين الداعمين الأوائل لداتامينر كل من شركة تويتر ووكالة الاستخبارات المركزية “سي آي أيه”، وكذلك الشرطة المتعطشة لبيانات تؤدي إلى المراقبة والمطاردة، وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت بأكملها الآن علفا لهذه الجهات.

وعلى الرغم من وعود التكنولوجيا المتقدمة لاستشعار الجريمة، يقول الموقع، إلا أن المحادثات مع 4 مصادر مطلعة بشكل مباشر على عمل داتامينر طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، تشير إلى أن الشركة تعتمد في بعض الأحيان على الاستعارات اللغوية المتحيّزة وعلى الحدس لتحديد الفاعل المحتمل ومكانه وما الذي يبدو خطيرا.

ويضيف إنترسبت أنه ومن خلال تطبيق يُسمى “التنبيهات المبكرة” (First Alerts) تقدم داتامينر تفاصيل مخيفة من الشبكة العنكبوتية، وتدفقات لا تنتهي من الإخطارات بالكوارث الوشيكة أو العاجلة للتحقيق فيها، مشيرة إلى أن الموظفين الذين يعملون مع الذكاء الصناعي يضفون تحيزاتهم وأفكارهم المسبقة.

فبحسب إنترسبت، يقوم هؤلاء الموظفون بالتركيز في بحثهم عن الجرائم على أحياء وشوارع محددة وحتى مجمعات سكنية بعينها، وتحديد أعضاء العصابات المحتملين اعتمادا على التغريدات المرتبطة بالعصابات المزعومة، وغيرها من منشورات وسائل التواصل الاجتماعية، مما أدى إلى امتلاء قواعد بيانات الشرطة بالأحكام الجائرة، وتجريم الأطفال وبأسماء الآلاف والآلاف من الشباب الذين لم يتهموا فعليا بأي جريمة.

وقال الموقع إن النهج الذي تتبعه داتامينر ليس فنا ولا علما، ووفقا للخبراء في هذا المجال، فهو أيضا طريقة مؤكدة لإخضاع الرجال والنساء الضعفاء من ذوي البشرة الملونة لرقابة الشرطة، أو ما هو أسوأ.

شاهد أيضاً

معهد “دفتر أحوال”: 462 جريمة بدعوى “الدفاع عن الشرف” بمصر خلال 7 سنوات

رصد معهد دفتر أحوال 462 جريمة في 23 محافظة مصرية بدعوى “الدفاع عن الشرف”، خلال …