بعد عقود من الحظر …عالم سعودى يفتى بجواز عمل المرأة مأذونة ومفتية

 أفتى الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع، المستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء، بجواز أن تعمل المرأة مأذونة أنكحة وكاتبة عدل ومفتية، وأن تكون عضواً في هيئة كبار العلماء.

ويأتي حديث المنيع ضمن سلسلة التحوّلات الاجتماعية التي تشهدها السعودية تجاه المرأة، ومقابل كل ذلك يمتنع الكثير من مشايخ ودعاة السعودية عن التعليق على الأمر، بعد اعتقال السلطات العشرات من الدعاة والناشطين الذين ما يزال مصيرهم مجهولاً منذ أكثر من عام.

ورد المنيع في برنامج فتاوى على القناة السعودية الأولى أمس  الاثنين، على سؤال: “هل يجوز للمرأة أن تكون مأذونة أنكحة أو مفتية أو نحو ذلك؟ وعن السبب في عدم اعتبار شهادة المرأة على قضايا القتل؟ وعن السبب في كون شهادة المرأة في قضايا المال يشترط في قبولها تعضيدها بشهادة امرأة أخرى؟ كما رد على منتقدي التشريع بوجوب الولاية على المرأة في زواجها.

وقال المنيع: “نعم لا بأس بذلك؛ لأن مأذون الأنكحة لا يُنشئ النكاح، وإنما هو يوثّق النكاح. ولذلك حينما يطلب الإيجاب والقبول من الزوج ومن ولي الزوجة، إذن نقول لا بأس أن تتولى المرأة العادلة المؤهلة بأن تكون مأذونة أنكحة ولا بأس أن تكون مُفتية”.

وأشار إلى أن “مجموعة كبيرة من زوجات النبي ﷺ كنّ مفتيات، وعلى رأسهن أمّنا عائشة رضي الله عنها، فهي كانت من فقهاء أصحاب رسول الله ﷺ، وبناء على هذا فيجوز أن تكون مفتية، ويجوز أن تكون كاتبة عدل، ويجوز أن تكون مأذونة أنكحة، وعضواً في هيئة كبار العلماء ومجلس الشورى، كل ذلك جائز وليس في هذا ولاية؛ وإنما هي تقوم بتوثيق ما تم واحتاج إلى توثيق”.

وأضاف: “الممنوع كما ذكر أهل العلم أن تكون المرأة وظيفتها وظيفة ولاية، محتجّين بقوله ﷺ: لم يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة، على أساس أنها تُصدر قرارات وفصل في المسائل ونحو ذلك”.

وقبل سنوات قليلة، كان محرّماً في المملكة إصدار مثل هذه الفتوى، وينظر الكثير من مشايخ السعودية للمرأة على أنها “عورة”، ومكانها الوحيد هو بيتها.

 

لكن ومنذ تولي محمد بن سلمان ولاية العهد، تشهد “السعودية الجديدة” تغييرات اجتماعية “دراماتيكية” غير مسبوقة؛ على غرار السماح بدخول النساء إلى ملاعب الكرة، وتشجيع فرقهنّ المفضّلة، فضلاً عن السماح لهن بقيادة السيارة.

وإضافة إلى ذلك رُفع الحظر الذي كان مفروضاً على تنظيم الحفلات الغنائية والفنية، فضلاً عن البدء بتدشين دُور للسينما، ووقوف المرأة على خشبة المسرح ممثِّلةً أمام الرجل، لأول مرة منذ 50 عاماً، وبث التلفزيون الرسمي أغاني لـ”أم كلثوم”، والسماح بتدريس التربية البدنية في مدارس البنات.

كما اعتاد السعوديون منذ أشهر على رؤية سلسلة من الفعاليات الرياضية والموسيقية والترفيهية غير المسبوقة، بينها إقامة حفلات لفرق ومغنين عرب وغربيين، إضافة إلى عروض “أوبرا”، ومهرجان لموسيقى الجاز.

شاهد أيضاً

صحيفة إسرائيلية: طوفان الأقصى شجع شباب أمريكا على اعتناق الإسلام

قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، في تقرير 12 ديسمبر 2023، أن هناك إقبال كبير من …