ضابط إسرائيلي: واجهنا في جنين مقاومة عنيدة لم نواجهه منذ 20 عاما وقتل منها واحد

قال أحد كبار الضباط الإسرائيليين، إنني أخدم في الجيش منذ أكثر من عشرين عامًا، شاركت في حرب لبنان الثانية 2006، الجرف الصامد في غزة 2014، لكني لم أشاهد ما شاهدته في جنين اليوم (يقصد أمس الجمعة)”، حسب موقع ويلا العبري.

جاء ذلك بعد اشتباكات عنيفة بين قوات إسرائيلية ومسلحين فلسطينيين في مخيم جنين، وقتل المقاومين ضابط صهيوني قبل اعتقالهم ناشط في حركة الجهاد الاسلامي عقب نسف منزله بالصواريخ.

وكانت قوات الاحتلال خططت لتنفيذ عملية خاطفة لاعتقال عدد من المطلوبين الفلسطينيين في مخيم جنين، خاصة في قرية برقين، حيث واجهت بمقاومة عنيدة، دفعت أوساطا عسكرية إسرائيلية للإعراب عن قلقها مما تحلى به المسلحون الفلسطينيون من جرأة لافتة في التصدي للجنود والوحدات الخاصة التي شاركت في عملية الاقتحام التي تمت في وقت مبكر من صباح الجمعة، وأسفرت عن مقتل ضابط إسرائيلي كبير من وحدة “اليمام” التي قتلت الصحفية شيرين أبو عاقلة.

تواترت في الساعات الأخيرة العديد من التصريحات الإسرائيلية “المنزعجة” مما وصفته شدة الاشتباكات العنيفة التي شهدتها القرية الفلسطينية، منذ ساعات صباح أمس الجمعة، واشتدت على مدار اليوم، واستخدمت فيها كميات كبيرة من الذخيرة من جانب المسلحين الفلسطينيين.

أمير بوخبوط المراسل العسكري في موقع “ويلا” كشف في تقرير له، أن “اشتباكات عنيفة شهدتها قرية برقين قرب مخيم جنين قتل خلالها ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي ناعوم راز بالرصاص، حيث أطلق المقاومون الفلسطينيون خلال الاشتباكات آلاف الرصاصات والذخيرة الحية، وظهر أن إطلاق نار غير خاضع للسيطرة وغير منضبط، وعلى مسافات قريبة جدًا من القوات الإسرائيلية مما أوقع هذا الضابط قتيلا على بعد مسافة قريبة من المسلحين”.

وأضاف أن “هذه الخسارة التي مني بها الجيش تتطلب إجراء التغييرات والاتجاهات، وإعادة التفكير في مسارات العمل العسكرية في المناطق الفلسطينية، لأنه سيكون

من المستحيل من الآن فصاعدا تجاهل حجم الأسلحة والذخائر التي يحوزها المقاتلون الفلسطينيون، حتى أن أحد كبار الضباط الإسرائيليين لم يتردد في القول أنني أخدم في الجيش منذ أكثر من عشرين عامًا، شاركت في حرب لبنان الثانية 2006، الجرف الصامد في غزة 2014، لكني لم أشاهد ما شاهدته في جنين اليوم”.

وأوضح أننا “أطلقنا آلاف الرصاصات، قمنا بتبديل إطارات مدرعاتنا أربع مرات لكثرة الثقوب فيها، ووجدنا صعوبة بالغة في الانسحاب من المكان، رغم أن المشاركين في الاشتباكات كانوا من وحدات النخبة مثل غولاني، وشرطة حرس الحدود، ووحدة التنقل 511، وقوات أخرى”.

بدأت أحداث الجمعة الساعة 06:30 فجرا، حين اقتحمت قوة مستترة من الجيش الإسرائيلي أحد أحياء جنين، وبدأت في جمع المعلومات الاستخبارية، واستولى القناصة على أسطح المنازل، وسد الشرايين الرئيسية في المنطقة، لكن القوة الرئيسية التي أحاطت بالمبنى المستهدف كان من بينها الضابط ناعوم راز، وشملت العملية إلقاء القنابل الصوتية وغيرها من الوسائل التي تهدف إلى ردع الموجودين داخل المنزل، وبعد تقييم الموقف تقرر إطلاق النار من أسلحة خفيفة على جدران الغرف، ودعوة المطلوب محمود الدبعي وأخيه لتسليم نفسيهما.

في الوقت نفسه، أطلق العشرات من المسلحين النار، ورد الجيش الإسرائيلي عليها، ثم تم اتخاذ قرار بإطلاق صاروخين على المبنى، حيث انهارت جدرانه، اندلع حريق في الطابق العلوي، وحين قررت القوة الانسحاب من المكان، ووجهت بنيران كثيفة، أسفرت عن إصابة راز بجراح خطيرة، توفي على إثرها.

في وقت لاحق، ظهر لافتا حجم الخسارة التي تكبدها جيش الاحتلال بعد أن تبين أن الضابط القتيل ناعوم راز، 47 عاما، انخرط في الوحدات الخاصة القتالية الإسرائيلية منذ 23 عامًا قضاها في وحدة “يمام”، وشارك في عدد لا يحصى من العمليات الخاصة.

شاهد أيضاً

حماس: المرونة التي نبديها لا تعني التراجع عن شروطنا وإسرائيل لا يعنيها أسراها

قال القيادي في حركة “حماس” باسم نعيم، إن “إسرائيل باتت تفهم المرونة التي تبديها حماس …