عائلات أردنية تكافح لتعليم أبنائها بالجامعة بسبب ارتفاع المصاريف

اقترن موعد استقبال العام الدراسي الجديد لدى غالبيـــة الأسر الأردنيـــة بالشكـــوى والتذمر مــن اقتراح قانون حكومي جديد بشأن ضريبة الدخل.

واستأنف الأسبوع الماضي أكثر من مليون و950 ألف طالب وطالبة عامهم الدراسي الجديد بعد انتهاء العطلة الصيفية في مختلف المدارس الحكومية والخاصة ووكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين من بينهم نحو مليون و400 ألف سيلتحقون في المدارس الحكومية.

وبحسب نتائج امتحان الثانوية العامة الأخير، يدخل نحو 27 ألف طالب إلى الجامعات، وهم الطلبة الذين اجتازوا الثانوية العامة بنجاح (أكثر من 65 في المئة) وحققوا معدلات تخولهم ذلك، من أصل نحو 277 ألف طالبة وطالبة يدرسون مرحلة البكالوريوس التحق غالبيتهم هذا الأسبوع بجامعاتهم.

ويرى مواطنون أن الالتزامات المالية باتت تؤرقهم، وتحبط عزائمهم تجاه الاستثمار في تعليم الأبناء، ذلك لأن الدراسة الجامعية أصبحت باهظة ولا تضمن بالضرورة وظيفة.

ويلجأ سليم إبراهيم الأقرع (51 عاماً) ، وهو رب لأسرة مكونة من ثمانية أفراد، إلى البحث عن أي منح أو قروض تقدمها الجامعات أو المؤسسات المعنية بالتعليم لمساعدته في تعليم ابنائه، فلديه ثلاثة أبناء في الجامعات وطالبان آخران في الثانوية العامة.

ويقــول الاقرع إنه على رغم ما يعانيـــه مـــن ارتفـــاع كلفة الرسوم الجامعية، مستمر في الاستثمار بتعليم ابنائه وذلك «لكي يبرئ ذمته، ويفسح لهم طريقاً في الحياة يكملونه بأنفسهم».

غير أنه يرى أن مسألة الاعتماد على الأب حالياً كمعيل للأسرة لم يعد ينفع، فابنه أحمد الذي يكمل الماجستير في العلوم الأحيائية يعمل في مصنع للكيماويات.

وتختلف تكلفة الدراسة الجامعية في الأردن بين البرنامج العادي (القبول الموحد) والبرنامج الموازي (قبول خاص)، إذ تقارب تكلفة الساعات الدراسية في الجامعات الحكومية باستثناء الطب والهندسة والحاسوب، على البرنامج الموازي نحو 1000 دينار، أي ما يعادل نحو 1400 دولار، أما على البرنامج العادي فتقارب 400 دينار، أي 560 دولاراً تقريباً.

ويعود الأقرع إلى تأكيد أن مسألة الدراسة الجامعية هي التي تستنزف جيبه، أما الثانوية والإعدادية فتكاليفها «بسيطة».

يتفق محمد خلف (49 عاماً) وهو أب لثلاثة طلاب جامعيين وطالبي ثانوية، مع سليم الأقرع في أن الهم المالي هو المسيطر على تعليم الأبناء، غير أنه يرفض وبشكل قاطع أن يجعل هذا الهاجس عائقاً امام تدريس ابنائه مستعيداً ذكريات قديمة وكيف جعلت والدته غير المتعلمة من تعليمه أولوية رغم الفقر.

أما طالب السنة الثانية كايد محمد (الجامعة الهاشمية) فيؤكد من جانبه أن العودة إلى الجامعة إيجابية لأنها عودة للحياة النشيطة والصباح المليء بالتفاؤل. «وهي العودة إلى الرغبة في تحقيق الحلم الذي سعى أبي لمساعدتي في تحقيقه، وإلى الرفقة والزمالة التي اكتسبتها في الجامعة».

شاهد أيضاً

منظمات تحذر من وضع المسلمين على القوائم السوداء في أوروبا بتواطؤ الإمارات

حثت منظمات مجتمع مدني إسلامية وناشطون حقوقيون الحكومات الأوروبية على اتخاذ إجراءات ضد الإسلاموفوبيا المتصاعدة …