انتهي شهر رمضان الكريم ويستقبل المسلمون عيد الفطر بينما لا يزال تفشي فيروس كورونا متواصلاً ويغير من شكل الحياة والاحتفالات نتيجة للإجراءات الاحترازية المتخذة في العديد من البلدان العربية وحول العالم، بعد أن صام المسلمون في زمن الوباء وحرموا من أهم طقوس هذا الشهر الذي يكمن جوهره حول الاجتماع واللقاءات سواء في الصلاة أو الإفطار.
وفقد العيد روحه ايضا بفعل الإجراءات المتخذة في محاربة كورونا أيضا وفقد بعضاً من بريقه المعتاد فلن يكون من الممكن تبادل الزيارات بين الأقارب والأصدقاء.
كما أن الخيبة الأكبر ستكون من نصيب الأطفال، الذين قد يواجهون صعوبة في تقبل “وجه العيد” الجديد في زمن كورونا، فقد كان العيد بالنسبة للأطفال فرصة للذهاب إلى أماكن الألعاب بملابس جديدة تشترى بشكل خاص لهذه المناسبة ولقاء الأقارب والحصول على “العيدية” التي تعتبر هدية رمزية تفرح قلوب الأطفال والكبار في أيام العيد.
وبعد جدل في بعض الدول العربية والإسلامية حول كيفية أداء صلاة عيد الفطر في ظل الإجراءات الوقائية، أعلنت العديد من الدول عبر وسائلها الإعلامية أن صلاة العيد لهذا العام لن تقام في المساجد وإنما في المنازل مع أفراد العائلة نفسها جماعة أو فرادى، وبالطريقة التي تُصلى بها صلاة العيد، وذلك لتعذر إقامتها في المساجد حرصاً على سلامة الأفراد.
ففى مصر أعلنت الدولة تشديد الاجراءات الوقائية لمواجهة جائحة كوفيد-19 خلال عطلة عيد الفطر، و”غلق كل المحلات التجارية والمولات (المراكز التجارية) والمطاعم… وكافة الشواطئ والحدائق العامة والمتنزهات.. وإيقاف كافة وسائل النقل الجماعي”. وقد أجازت هيئة كبار علماء الأزهر صلاة العيد في المنازل.
وفي المملكة العربية السعودية سيتم فرض حظر تجول على مدار 24 ساعة على الصعيد الوطني في الفترة من 23 إلى 27 مايو الجاري، وهو ما يصادف أيام عطلة عيد الفطر.
وفي سوريا، أعلن المجلس العلمي الفقهي في وزارة الأوقاف في مطلع الأسبوع الجاري تعليق صلاة عيد الفطر جماعة في المساجد على غرار دول أخرى مثل مصر والجزائر والأردن وذلك في إطار تدابير التصدي لفيروس كورونا.
ومن جهة ثانية، كانت الأوقاف الإسلامية في القدس قد قررت فتح المسجد الأقصى بعد عيد الفطر.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بردود فعل متفاوتة حول صلاة العيد في المنزل والاحتفالات في ظل الإجراءات المطبقة بسبب كورونا:
ولأول سنه مش هيبقى في صلاه عيد ☹️☹️ اللهم ارفع عنا الوباء والبلاء ❤️🤲#صلاة_العيد pic.twitter.com/gB9OFewWlZ
— 💄💄SًOSOَٓ (@NsMwpPYUvwZvJs8) May 19, 2020
هااا عرفتوا مش هنصلي ليه العيد السنادي من صلاه العيد 2019 #صلاة_العيد pic.twitter.com/ETFESr6kGh
— رامى يونس (@nramy2011422) May 19, 2020
أما بالنسبة لطقوس العيد الأخرى التي اعتادها المسلمون في مختلف الدول العربية، فلن تكون مثلما كانت عليه سابقاً، والإجراءات لا تخلو من الغرابة أيضاً، ففي بعض الدول كسوريا، كانت السلطات قد أعلنت منع أي مظاهر تجمعات تتعلق بالعيد خصوصاً ألعاب الأطفال بكل مكوناتها وصالات الألعاب على مستوى جميع الوحدات الإدارية بالمحافظات. إضافة إلى الاستمرار في حظر التجول الليلي المفروض خلال فترة عيد الفطر من الساعة السابعة والنصف مساءً حتى الساعة السادسة صباحا.
عيدك في بيتك
وانطلق على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج: #عيدك_في_بيتك بين السخرية والجد، فغردت إحدى الناشطات باسم “داركنيس”:
#عيدك_في_بيتك
افرحوا لقدوم العيد وتجهزوا واستقبلوه والبسوا لبس جديد وعظموا شعائر الله فأنها من تقوى القلوب لا تتكاسلون وتقولون العيد بالبيت مافيه حماس لا بالعكس هالعيد رح يكون غير اذا ما فرحنا في عيدنا متى نفرح خلونا نغير أجوائنا السلبية والنكد وننبسط ونعيد حتى لو عن بعد.— Darkness. (@iil1ry) May 19, 2020
حلويات العيد 😜😂😂 pic.twitter.com/5oYyAo94IL
— الريم العتيبي (@reemb25_al) May 12, 2020
قررت الحكومة إجبار المواطنين على حمل الكمامات،إبتداء من أول أيام عيد الفطر المبارك،للحد من انتشار فيروس كورونا وانتقال العدوى بين الأفراد.
ويأتي هذا الإجراء الذي يدخل في اطار مكافحة فيروس كورونا، بالتزامن مع عيد الفطر المبارك، نظرا لما تعرفه هذه المناسبة من التجمعات والزيارات pic.twitter.com/Cy6Y5wwQ5j— lessehal hamza (@LessehalH) May 20, 2020
وفي حين أن التباعد الاجتماعي هو الحل المثالي للوقاية من التقاط فيروس كورونا، لن يكون ممكناً تبادل التهاني و”المعايدات” عبر العناق أو المصافحة في العيد، غير أنالتكنولوجيا الحديثة قد وفرت منصات اجتماعية مختلفة تمكن الناس من المعايدة عبر منصاتها.