في قضية حاوي الاثار المهرية.. حبس القنصل الإيطالي وتغريمه 2 مليون جنيه دون شركائه في مصر

قضت محكمة جنايات القاهرة القاهرة برئاسة المستشار محمد علي مصطفى الفقي بمعاقبة القنصل الفخري السابق لإيطاليا بالأقصر بالسجن 15 عامًا لاتهامه في قضية تهريب الآثار لإيطاليا، وتغريمه مليوني جنيه في قضية تهريب الآثار لإيطاليا والتي أحالته فيها النيابة العامة لمحكمة الجنايات ما اثار تساؤلات عن عدم عقاب شركائه في مصر.
ورغم اصدار المستشار نبيل احمد صادق النائب العام السابق قرارا بحبس شقيق وزير المالية الأسبق، يوسف بطرس غالى، 4 أيام؛ لاتهامه بالاتجار في الآثار، في القضية وأمر بمنع عدد من المتهمين المتورطين فى القضية من التصرف فى أموالهم الا انه لم يتم الحكم عليه واصبحوا أبرياء.
ونسبت النيابة العامة للمتهم أوتكر سكاكال في القضية اتهامه بتهريب الآثار المصرية لإيطاليا، وذلك عبر ميناء الإسكندرية في حاولة دبلوماسية تم ضبطها في ميناء ساليرنو الإيطالي عام 2018، قبل أن يتم اكتشافها في إيطاليا وضبطها وإعادتها لمصر.
وكانت محكمة جنايات القاهرة قد قررت قبول استئناف النيابة العامة على قرار إخلاء سبيل بطرس رؤوف بطرس غالي، شقيق وزير المالية السابق يوسف رؤوف بطرس غالي بكفالة مالية، وأيدت استمرار حبسه 45 يومًا.
 تفاصيل القضية
وجاء بتحريات وكيل مباحث الآثار في تحقيقات النيابة، أن عملية تتبع شبكة تهريب الآثار المصرية لأوروبا وعلى وجه التحديد لدولة إيطاليا تمت على قرابة عام، تم خلالها إجراء كل التحريات اللازمة، مضيفًا أن المدة كانت كافية لمعرفة كل أعضاء الشبكة الإجرامية وكيفية ارتكاب الواقعة ودور كل متهم.
أضافت التحريات ، أن لاديسلاف أوتكر سكاكال إيطالي- تشيكي الجنسية، كان يعيش في مصر وهو من أب تشيكي وأم إيطالية وكان يعمل مدير مركب بشركة جابي بالأقصر، وكان على علاقة صداقة وطيدة بالمتهم “ب. ر” مالك شركة جابي للسياحة والمساهم الرئيسي فيها، وأن المتهم “سكاكال” عمل قنصلا فخريا لدى السفارة الإيطالية بالأقصر مدة تقترب منذ عشر سنوات، وكان فيها على علاقة بالمتهم “م. م” صاحب شركة إيجلز للشحن والتغليف، وكان هو المسئول عن نقل كافة المنقولات والأمتعة الخاصة بالسفارة الإيطالية بمصر والدبلوماسيين العاملين بها.
وأضافت التحريات، أن المتهم “سكاكال” كان يتحدث العربية جيدًا، وتعرف في الأقصر على الحارس الأمني المسئول عن حراسة المراكب، والتى كان من ضمنها المركب المملوك لشركة جابي للسياحة، والذي كان يديره “سكاكال” لفترة من الوقت و”أحمد. ح. ن” الذى كان له نشاط غير مشروع فى التنقيب غير المشروع والحفر خلسة بحثًا عن الآثار المصرية الفرعونية وعلى وجه التحديد في المناطق الأثرية بالأقصر، لأنه من أحد سكان القرى بالمحافظة وكان يجمع القطع الأثرية التي يعثر عليها ويبيعها إلى “سكاكال” الذي يشتريها منه بموجب تمويل يحصل عليه من شريكه الرئيسي وصديقه والممول الرئيسي لهذا التنظيم “شقيق بطرس غالي” ويستغل المذكور علاقته بالمتهم “مدحت. م” الذي ينقل الأمتعة الخاصة بالسفارة الإيطالية ودبلوماسييها في حاويات دبلوماسية لا تخضع للتفتيش أو الفحص وفقًا للاتفاقيات الدولية الموقعة عليها مصر.
 ويستغل ذلك بأن يغلف تلك القطع الأثرية ويضعها في المخزن المملوك لشركة “مدحت” لحين إتاحة الفرصة لوجود دبلوماسي إيطالي ينقل أمتعته، فيتم وضع تلك القطع الأثرية داخل صندوق داخل الكونتنير الذي سينقل لإيطاليا ليكون بعيدًا عن أعين السلطات الأمنية.
وأشارت لتحريات، إلى أن الشحنة تم ضبطها في ميناء ساليرنو الإيطالية في إحدى الحاويات باسم دبلوماسي إيطالي انتهت مدة عمله في السفارة الإيطالية والذي طلب إرسال متعلقاته إلى إيطاليا قادمة من مصر قبل عودته، واستغل “مدحت” هذا الأمر ووضع القطع الأثرية داخل الحاوية ثم أرسل رسالة بريد إلكتروني إلى الدبلوماسي الإيطالي يعتذر فيها عن وجود خلط غير مقصود في محتويات الشحنة وأن عدد من الكراتين خاص بـ”سكاكال” دخلت بطريق الخطأ للحاوية وسيحضر لتسلمها وكانت قطع الآثار المهربة من الأقصر فيها.
كما عثر أيضًا على بعض القطع الأثرية التي تعود للعصر الإسلامي التي تم شراؤها من الإيطالية إيرينا، وهي تقيم بمنطقة وسط البلد، لكنها توفيت في حادث سير بالعاصمة الإيطالية واشتراها منها “شقيق بطرس غالي”، الذي كان دائمًا يلتقي “سكاكال” في مصر وأحيانًا في إيطاليا وفي فرنسا، ليتم الاتفاق على عملية التصرف في القطع الأثرية ثم يسلم “غالى” حصته من الأرباح بعد بيع كل القطع الأثرية.
وأوضحت التحريات، أنه تم ضبط 21660 قطعة أثرية تنتمي للحضارة المصرية وعصورها المتعاقبة بداية من العصر الفرعوني إلى العصر الإسلامي، مضيفة أن المتهمين كانوا لا يضعون أموالهم في البنوك لأنه يسهل التعرف على نشاطهم غير المشروع، لكنهم كانوا يضعونها في الأرض بمكان خفي لا يعرفه سواهم حتى لا يتم اكتشاف نشاطهم غير المشروع، مشيرًا إلى أنه تم العثور على قصاصة داخل إحدى الكراتين على قصاصة مكتوب عليهم اسم المتهم “أ. ن” ورقم هاتفه والذي اعترف أنه بخط يده، وأكدته مباحث التزييف وهي طريقة معروفة لدى تجار الآثار حتى يعطي الثقة للمشتري كما أنه يتواجد يوم عرض بيع الآثار كوسيط.
وأكدت التحريات، أن عملية التجميع للقطع الأثرية تمت منذ عام 2013 لمدة عام، ثم استكملت في 2016 واستمروا في نشاطهم ثم نقلها القنصل الإيطالي الفخري في سيارته على عدة مرات إلى شقته بحي الزمالك، ثم نقلها “غالي” بسيارته إلى مخزن شركته وتوجهوا أيضًا إلى منزل “إيرينا” وغلفوا القطع الأثرية لديها ونقلوها لنفس المخزن لحين تحديد الحاوية التي ستنقل من خلالها والتي ضبطت بعد ذلك بمعرفة السلطات الإيطالية.
وكشفت التحريات، أنه بتفتيش منزل “غالى” عثر على بعض القطع الأثرية مملوكة له وأخرى ورثها من جدته و41 قرص ترامادول مخدر أكد أنه يحوزها بقصد التعاطي الطبي والاستعمال الشخصي، كما عثر داخل خزنة “سكاكال” على بعض القطع الأثرية التي يجمعها لحين أن تأتي فرصة لنقلها للخارج والاتجار بها، مضيفة أنه عمل توكيل لـ”غالي” للتعامل على هذه الخزنة وهو على علم بكل محتوياتها وأثريتها، كما كشفت التحريات عن وجود قطعة أثرية متشابهة بين التى عثر عليها بخزينة “سكاكال” ومنزل “غالي” وأن كثيرا من تلك الآثار ينتمي لعصر الرومان والبطالمة ولا صحة أنها ملك لعائلة “غالي”.
واعترف “غالى” خلال التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة، أن بعض المضبوطات التي عثرت عليها الأجهزة الأمنية من طرابيزات وسيوف والبراويز مملوكة للقنصل الفخري الإيطالي، وهى كانت موجودة في شقته بالزمالك ومن قبلها في شقة منشية البكري، وأن تلك القطع كان قد ورثها من أبيه وجده، لكن نفي أنه كان على علم بأثريتها وأنه كان يقتنيها كديكور فقط ولم يبعها.
وشهدت إحدى الخادمات وتدعى “صباح” لدى القنصل الإيطالي الفخرى، بأن “غالى” كان لديه مفتاح من شقة الزمالك، وأنه كان دائم التردد على الشقة سواء في وجود القنصل أو عند مغادرته للبلاد ووجوده فى إيطاليا وأنه حضر أكثر من مرة للاطمئنان على القطع الأثرية الموجودة في الشقة، مشيرة إلى أنه حضر في يوم من الأيام إلى الشقة ومعه بعض الأشخاص ورأوا المقتنيات الأثرية بعد اتصال هاتفي من القنصل الإيطالي الفخري الذى طلب من تنظيف الشقة ووضع بعض القطع الأثرية فى الممر لسهولة العرض.
وكان المستشار نبيل صادق النائب العام، قرر في فبراير 2019 الماضي التحفظ على أموال المتهمين في القضية، وبينهم متهما إيطاليا يدعى سكاكال أوتاكر بموجب الاتهامات المنسوبة لهم، بالاشتراك في عملية تهريب الآثار المصرية لإيطاليا، والتي تم اكتشافها هناك وإعادتها إلى القاهرة قبل عدة أشهر.

شاهد أيضاً

حماس: المرونة التي نبديها لا تعني التراجع عن شروطنا وإسرائيل لا يعنيها أسراها

قال القيادي في حركة “حماس” باسم نعيم، إن “إسرائيل باتت تفهم المرونة التي تبديها حماس …