لماذا طلبت الصين من مواطنيها تخزين المواد الغذائية وسببت ذعرا في العالم؟

أثارت دعوة الحكومة الصينية مواطنيها إلى تخزين كميات كبيرة من المواد الغذائية تحسبا للطوارئ، موجة من الذعر في أنحاء البلاد وسط تساؤلات عن الأسباب الحقيقية وراء هذا التحذير في ظل عدم تقديم أية توضيحات من جانب بكين في هذا الشأن. 

وكانت وزارة التجارة الصينية قد نشرت على موقعها الإلكتروني يوم الإثنين نوفمبر/تشرين الثاني، تنبيها موجها إلى العائلات لتكوين مخزون احتياطي من المواد التموينية والغذائية الأساسية “لتلبية الاحتياجات الضرورية وحالات الطوارئ”، كما طالبت السلطات المحلية بمختلف المقاطعات والمناطق بمتابعة تزويد الأسواق ومراقبة مخزون اللحوم والخضروات بهدف الحفاظ على استقرار الأسعار في حال تسجيل أية اضطرابات متوقعة.

النشرة التحذيرية أثارت موجة من المخاوف والذعر حسب ما نقلته وسائل إعلام محلية وأجنبية، فضلا عما نشره مدونون صينيون على مواقع التواصل الاجتماعي المحلية. وشهدت المحلات والأسواق تدفق أعداد كبيرة من الأشخاص لشراء كميات من الأغطية والمواد الغذائية.

وكتب أحد مستخدمي منصة “ويبو” الصينية للتواصل، “بمجرد ظهور هذه الأخبار، أصيب جميع كبار السن بالجنون، واستشرى الذعر في محلات السوبر ماركت وقام المواطنون بشراء كميات كبيرة من الطعام”.

الصحف الرسمية المقربة من النظام سعت إلى التخفيف من حدة المخاوف التي استشرت في الشارع في الساعات الماضية، مبينة أن هذه الإشعارات تأتي كإجراء استباقي تحسبا لأية طوارئ تتعلق بتسجيل موجات جديدة من فيروس كورونا ما قد يتسبب في العودة إلى سياسة الإغلاق الكامل لبعض المناطق.

ومع اقتراب موعد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين في فيفري/فبراير المقبل، اتخذت بكين طوال الأسابيع الماضية إجراءات صارمة تحسبا لتسجيل موجات جديدة من فيروس كورونا.

وأشارت صحيفة “إيكونوميك ديلي” المقربة من الحزب الشيوعي الصيني إلى مشكلة ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية خلال الأسابيع الأخيرة، بسبب موجة الأمطار والفيضانات التي تسببت في اتلاف مساحات زراعية واسعة قدرت بأكثر من 200 ألف هكتار.

وتشهد أسعار المواد الغذائية ارتفاعا ملحوظا خلال فصل الشتاء في الصين، وكشفت تقارير رسمية عن تسجيل ارتفاع في 28 مادة استهلاكية بنسبة 16٪ خلال شهر أكتوبر الماضي.

في المقابل يربط بعض المراقبين للشأن الصيني ما بين دعوة المواطنين إلى تخزين احتياطات غذائية وفرضية تصعيد محتمل بين بكين وتايوان في الفترة المقبلة.

ونشرت الصفحة الرسمية لسفارة الصين الشعبية في فرنسا تغريدة عززت التكهنات بشأن استنفار عسكري أو ديبلوماسي محتمل بين الجانبين.

وتضمنت التغريدة: لا يمكن إبطاء مسار مليار و400 مليون صيني لتعزيز فرصة إعادة التوحيد السلمي للصين، ليس لتايوان مستقبل آخر سوى لم شملها مع البر الرئيسي للبلاد”

شاهد أيضاً

الاحتلال يعتمد على برنامج “واتساب” لجمع المعلومات وارتكاب المجازر بغزة

 ندد المركز الشبابي الإعلامي “الفلسطيني”، الخميس، باستخدام الاحتلال الإسرائيلي لبرامج الذكاء الصناعي في ارتكاب المجازر …