ثلث السعوديين يقضون عاما كاملا في البحث عن وظيفة

كشف مركز الملك «سلمان» للشباب عن أن 33% من الخريجين السعوديين يقضون عامًا كاملًا في البحث عن وظيفة، فيما اعتبر 43% منهم أن الوظيفة تمثل هاجسًا مستقبليًّا لهم، وكشف معهد بلفور عن مستقبل ضبابي للرياض مع محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، البالغ من العمر 31 عامًا، في ظل التدابير التقشفية التي صاحبت خطة عام 2015، تحت مسمى «رؤية 2030» وتتسبب حاليا في ثورة سخط عارمة بحسب محرر التقرير  كارين إليوت هاوس.

الخطةً طموحة وتهدف إلى التحول الاقتصادي بعيدًا عن النفط، وإلى الإصلاح الاجتماعي، لكن مع شعبٍ تعود على الرفاهية التي تقدمها الحكومة والدعم السخي في المأكل والمشرب والمسكن، مما يستدعي اقتباس وصف أحد كبار الوزراء السعوديين محاولة تنويع اقتصادها والمضي في برامج الإصلاح الاقتصادي بالرجل البدين المشوه بسبب عقودٍ من الشراهة والكسل، ومع محاولته اتباع نظامٍ غذائيٍ مؤلمٍ لإصلاح جسده، يشعر حتى مع أقل جهدٍ من المشي بمشقة كبيرة، ومع غياب التصور بأنّ تضحياته ومعاناته سوف تؤدي في نهاية المطاف إلى صحةٍ جيدة، يصبح من السهل عليه العودة إلى عاداته الغذائية القديمة، ولن يستطيع أبدًا تحسين صحته وتصحيح جسده إلا بتحمل تلك المعاناة والألم.

وجاء في المسح الميداني عن واقع أوضاع الشباب في السعودية، أن الحصول على وظيفة يعد في صدارة أولويات الشباب، بحسب صحيفة «المدينة» السعودية، ولفت تقرير لجريدة «فايننشال تايمز» البريطانية إلى أن خطة التحول الوطني تستهدف توفير 1.2 مليون وظيفة بحلول 2020، من خلال التركيز على الصناعة وتوطين قطاعات التجزئة والخدمات اللوجستية. وقد ارتفعت البطالة خلال الأشهر الأخيرة إلى 12.3%، فيما تستهدف الخطة الهبوط بها إلى مستوى 9% خلال 3 سنوات. ويفاقم من مشكلة البطالة الزيادة الملحوظة في أعداد العاطلين عن عمل لصعوبة الحصول على وظائف في القطاع الخاص الذي يركز على العمالة الوافدة.

 وأدى هذا الوضع إلى ارتفاع عدد الوافدين إلى 11 مليونًا في مختلف القطاعات، وتم مؤخرًا استحداث هيئة توليد الوظائف لدعم جهود التوطين، واستحداث البوابة الوطنية لعرض الوظائف المتوفرة في القطاعين العام والخاص، وأعلنت وزارة العمل عن أولوياتها لتوطين قطاع البقالات والتجزئة. ومن المقرر أن ينطلق في ذي الحجة المقبل برنامج نطاقات المطور الذي يتلافى سلبيات البرنامج منذ إطلاقه في 2011، وأبرزها السعودة الوهمية.

معارض التوظيف وتوفير الفرص

ومن جانب آخر كشف استطلاع نفذه صندوق تنمية الموارد البشرية السعودي (هدف)، عن أن المعارض التي تقام بهدف الحصول على وظائف عملية لا تلبي حاجتهم.

ووجه الصندوق خلال الاستطلاع سؤالاً لجميع المستفيدين: «تُعقد بين الحين والآخر معارض توظيف تجمع الباحثين عن عمل بأصحاب الأعمال، هل ساعدتك إحدى هذه المعارض في الحصول على وظيفة تلبي تطلعاتك»؟ فأجاب 88.3% (2640 مشاركاً) بأن المعارض لا تلبي الحاجات الوظيفية، في حين أجاب 11.7% (351 مشاركاً) بنعم.

واعتبر مشاركون في التصويت أن المعارض التي تقام ما هي إلا دعاية وإعلان لشركات لا تلتزم بالتوظيف لاحقاً، وهي فرصة لوجودها وإثبات أهداف في التوطين ليس أكثر، بحسب «الحياة».

وكانت الهيئة العامة للإحصاء السعودية أصدرت نشرة سوق العمل للربع الأول من عام 2017 وكشفت تقديرات مسح القوى العاملة خلال الربع الأول 2017 أن معدل البطالة للسعوديين «15 عاماً فأكثر» بلغ نحو 12.7%، بواقع 7.2% نسبة البطالة بين الذكور، و33% للإناث، إذ بلغ عدد الباحثين عن عمل 906.552 فرداً، يمثل الذكور منهم 219.017 فرداً، والإناث 687.535 امرأة، وفق بيانات السجلات الإدارية لدى الأجهزة الحكومية، ويحمل نصف السعوديين الباحثين عن عمل الشهادة الجامعية، إذ بلغت نسبتهم 50.3%. فيما أشارت النتائج إلى أن 11.6% من العاطلين السعوديين سبق لهم العمل، وأن 31.6% من العاطلين ممن سبق لهم العمل تركوا عملهم بسبب التسريح من صاحب العمل.

الشباب أعلى نسبة بطالة

وبينت النتائج من واقع بيانات السجلات الإدارية أن أعلى نسبة للسعوديين الباحثين عن عمل كانت في الفئة العمرية 25-29 عاماً، بنسبة بلغت 34.8%.

كما أظهر المسح أن 9.4% من المتعطلين السعوديين سبق لهم التدريب، وفي ما يتعلق بمعدل المشاركة الاقتصادية لإجمالي السكان 15 عاماً فأكثر بلغ 55.1%، موزعة بين الذكور 78.0%، والإناث 20.9%.

ويحتاج سوق العمل في السعودية إلى توفير نحو 1.58 مليون وظيفة للمُواطنين خلال 14 عامًا، بداية من العام الجاري 2017 حتى عام 2030، ليتراجع معدل البطالة إلى 7% بحلول عام 2030، بحسب صحيفة «الاقتصادية»السعودية.

كان محمد بن سلمان، قال في حوار تلفزيوني إن «رؤية 2030» تستهدف خفض معدل البطالة إلى 7% بنهاية عام 2030، ورفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 22% إلى 30%، حيث سيتم العمل على تهيئة الموظف السعودي لدخول سوق العمل مع عمل شراكات مع القطاع الخاص، إضافة إلى ربط مخرجات التعليم باحتياجات سوق العمل والرؤية المستقبلية.

وبحسب بيانات وزارة التعليم، بلغ معدل خريجي الجامعات سنويًا للدرجات التعليمية، ما بين بكالوريوس ودبلوم عالٍ ومتوسط وماجستير ودكتوراه وزمالة خلال السنوات العشر السابقة، نحو 121 ألف فرد سنويًا، بمتوسط نمو سنوي 8%.
وإذا كان 85 % من خريجي الجامعات يدخلون سوق العمل، فإن السوق يحتاج بداية من عام 2017 حتى عام 2030  لتوفير نحو 1.6 ملايين وظيفة، في وقت يُتوقع أن يبلغ عدد الخريجين نحو 1.83 مليون فرد سعودي، بمتوسط سنوي 121 ألف خريج.

وتأتي هذه التقديرات في ضوء ما أظهره سوق العمل في السنوات العشر الماضية من عدم حاجة نحو 15% من الخريجين إلى العمل.

وأظهرت بيانات الهيئة العامة للإحصاءات أنه دخل نحو 191 ألف فرد سعودي لقوة العمل، كمتوسط سنوي خلال السنوات العشر السابقة.

وبلغ معدل البطالة بين السعوديين في نهاية العام 2016 نحو 12.3 % مقارنة بـ 11.5 % بنهاية عام 2015، فيما بلغ عدد المشتغلين 13.94 مليون مشتغل في نهاية العام 2016، من بينهم 26% من السعوديين بعدد 3 ملايين شخص.

وفي حال تم توظيف 244.4 آلاف فرد سعودي حاليًا سوف يتراجع معدل البطالة إلى 7 %، وهو المُستهدف وفق رؤية 2030، مع بقاء قوة العمل الحالية البالغة نحو 3.49 مليونًا في نهاية العام الماضي 2016.

شاهد أيضاً

بعد موقفهما تجاه ليبيا.. محاولات لبث الفتنة بين تركيا وتونس

منذ أن بدأ الجنرال الانقلابي خليفة حفتر محاولة احتلال طرابلس في إبريل الماضي، لم تتوقف …