سياسي ليبي يرفض دعوة فرنسا لإجراء الانتخابات قبل نهاية 2018

كشف سياسي ليبي عن استحالة إجراء انتخابات رئاسية أو برلمانية خلال العام الجاري في ظل استمرار امتلاك الميليشيات للسلاح.

وكانت فرنسا قد أكدت خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول ليبيا، أمس، على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، في 10 ديسمبر المقبل، تنفيذا للاتفاق الذي تم التوصّل إليه في باريس في مايو الفائت، مؤكدة أن إجراء الانتخابات هو السبيل الوحيد لإخراج البلاد من الوضع الراهن.

وهو ما اعتبره  السياسي الليبي وأستاذ القانون الدولي في كلية الحقوق بجامعة طبرق، سعد مفتاح العكر،  مقامرة غير محسوبة العواقب، مفسرا لـ”سبوتنيك” أن الانزلاق نحو الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية في الوقت الذي تتصارع فيه الميليشيات وتستعرض قواها ومعداتها العسكرية هو محاولة للقفز للإمام، وتقويض مستمر لعملية بناء الدولة على قاعدة صلبة.

وأشار العكر إلى أن المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، أكد خلال اجتماع مجلس الأمن أمس، على عدم دستورية  باب الترتيبات الأمنية الذي جاء في اتفاق الصخيرات، ولم ينفذه المجلس الرئاسي؛ وهو أهم باب في الاتفاق السياسي.

وينص باب الترتيبات الأمنية في اتفاق الصخيرات على إخراج الميليشيات المسلحة من المدن الليبية ومن بينها العاصمة طرابلس بعد سحب سلاحها الثقيل، وبعد فترة زمنية يتم سحب ما تبقى من سلاحها الخفيف، على أن تتم بعد ذلك ترتيبات دمجهم في قوات الجيش أو الشرطة أو في وظائف مدنية أخرى حسب الشروط المطلوبة للوظائف والمتوافرة لدى كل شخص.

وأكد أستاذ القانون بجامعة طبرق على أن حكومة الوفاق الوطني استبدلت باب الترتيبات الأمنية بالمليشيات، وهي أسوء مفردات المشكلة، لافتا  إلى أن إجراء الانتخابات في ظل وجود تلك الميليشيات، التي تصارعت مع بعضها البعض في العاصمة طرابلس وأسقطت 66 قتيل و187 جريحا في ثمانية أيام، يجعلنا نتساءل عن أبسط الضمانات للناخب الذي من المتوقع أن يشارك في تلك الانتخابات.

وتساءل أستاذ القانون، كيف ستتم العملية من ناحية، وما هي ضمانات احترام إرادة الناخبين ونتائج الصندوق من ناحية أخرى، مضيفا أنه “لو فرضنا بأن العملية الانتخابية مرت بسلام؛ ماذا ستقدم السلطة التي ستفرزها الصناديق، أكثر مما قدمته الحكومات المتعاقبة في ظل انتشار السلاح، وسيطرة أمراء الحرب، وعدم جدية المجتمع الدولي في دعم الجيش والشرطة لاحتكار السلاح والقوة؟”

وشدد العكر على أن الليبيين هم ضحية لصراع أوروبي بين فرنسا وإيطاليا، وباتوا أدوات لحرب بالوكالة على أرضهم، سواء بعلم، أو دون علم، مضيفا أن معاناة الليبيين وأزمتهم ستستمر طالما لم يتفقوا على أنه بدون جيش نظامي، وشرطة منضبطة، ستستمر الفوضى والصراع المسلح.

شاهد أيضاً

لاعب مسلم يقاضي صحفياً ألمانياً اتهمه بالإرهاب بسبب “رمز إسلامي”

قرر لاعب ريال مدريد المسلم، الألماني أنطونيو روديغر، اتخاذ إجراء قانوني ضد صحفي سابق في …