محمد عبدالرحمن صادق: فرحنا بنتيجة المباراة .. ولكن!

تمكن فريق منتخب مصر الوطني لكرة القدم من اقتناص فوز غالٍ من منافسه منتخب غانا في الجولة الثانية للمجموعة الخامسة بالتصفيات الإفريقية المؤهلة لبطولة كأس العالم 2018 لكرة القدم ليتصدر منتخب مصر المجموعة برصيد 6 نقاط .كان من الملفت للنظر الحشد الجماهيري في استاد برج العرب وفي معظم ميادين مصر والساحات الكبرى والمقاهي بالمحافظات, وشهد ميدان الحُصري بمدينة 6 أكتوبر تحديداً إقبالا حاشداً يُقدر بالآلاف.

جاءت المباراة بعد يومين فقط من مظاهرات ( ثورة الغلابة ) التي لم تشهد مثل هذا الاهتمام الكبير بالرغم من المشكلات الطاحنة التي يُعاني منها معظم الشعب المصري حيث عزف عن ( ثورة الغلابة ) معظم من قامت الفعالية من أجلهم لكي تخلصهم من سطوة الظلم وتحكم الظالمين, وتحقق لهم الحياة الكريمة التي يستحقونها.

كما كانت المباراة في المدينة التي بها واحد من أعتى السجون المصرية الذي يقبع فيه مئات المعتقلين الذين يُقاسون صنوف الألم والتعذيب الممنهج. وربما تعالت هتافات المشجعين فزادتهم ألماً على ألمهم وذلك لأن آلاف المشجعين لا يكترثون ولا يبالون بآلام أناس من صفوة المجتمع.

هل وصل الحال بالمواطن المصري إلى أن يكون اهتمامه بنتيجة مباراة – مهما تكن أهميتها – أكبر من الاهتمام بالظروف المعيشية والكرامة الإنسانية؟

هل استقر الحال بالمواطن إلى الرضا والتسليم بهذا الوضع المُزري الذي يشهد به القاصي والداني ويكتوي الجميع بناره؟

أم أن المباراة ما هي إلا وسيلة لتنفيس الكبت والشوق إلى تحقيق نجاح حتى ولو كان في مباراة كرة قدم؟

مازال الأمل كبيرًا – بعد الله تعالى – في الشعب المصري، فلنحسن ترتيب أولوياتنا ولنحرز هدفاً لا يُرد في مرمى من يسلبوننا حريتنا وكرامتنا ويحرموننا من أن نهنأ بطعم الحياة، وحينها ستجمعنا كل الساحات والميادين نحتفل بنشوة نصر كبير يحقق لنا نجاحاً في كل المجالات.

“… وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً ” (الإسراء من الآية 51)

دمتم فرحين وسعداء ودامت مصر بنا جميعاً في مُقدمة الأمم.

 

 

شاهد أيضاً

محمد السهلي يكتب : الأونروا والعودة.. معركة واحدة

بحكم معناها ورمزيتها ووظيفتها، يصبح الدفاع عن الأونروا معركة واجبة وملحة .. ومفتوحة. ومع أن …