نواب أمريكان يطالبون ترامب بمعاقبة مسئولين مصريين ووقف المعونة عقب مقتل “قاسم”

أصدرت “مجموعة العمل اﻷمريكية حول مصر” تقريرا حول وفاة المواطن الامريكي المصري مصطفى قاسم، الذي كان مسجونا من قبل الحكومة المصرية منذ أغسطس 2013، وتوفي داخل سجنه بسبب الإهمال الطبي اعتبرت وفاته “فشل للسياسة الأمريكية تجاه مصر”.

وسبق لمصر إطلاق سراح الامريكية المصرية ايه حجازي، ومحمد سلطان ومع هذا يتبقى في السجون المصرية 6 أمريكان من أصل مصري، ما يثير غضب نواب الكونجرس.

وقالت “مجموعة العمل المعنية بمصر”، التي تضم نواب كونجرس وساسة وحقوقيون، في بيان نشره موقع “كارنيجي” للدراسات أنها تشعر بالحزن العميق لوفاة المواطن الأمريكي مصطفى قاسم في أحد مستشفيات القاهرة في 13 يناير، بعد إضراب طويل عن الطعام احتجاجًا على سجنه الظالم وظروف احتجازه غير الإنسانية.

وكان “قاسم” مسجونا في مصر منذ أغسطس 2013؛ بسبب تواجه قرب مقر فض رابعة بعد المذبحة الشهيرة، وحكم عليه بالسجن لمدة 15 سنة في قضية لا أساس لها من الصحة ومحاكمة جماعية.

وحملت المجموعة الامريكية حكومة مصر “المسؤولية عن هذا الموت الذي يمثل وصمة أخرى على حكومة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعلاقات الأمريكية المصرية” بحسب البيان.

وقالت “إن وفاة قاسم على يد شريك أمريكي مزعوم (مصر) أثنت إدارة ترامب على زعيمه (السيسي) يمثل أيضًا فشلًا في السياسة الأمريكية تجاه مصر، ويلزم إجراء تغييرات على الفور من أجل إنقاذ أرواح ما لا يقل عن ستة مواطنين أمريكيين آخرين مسجونين حاليًا في مصر بتهم مسيسة، وكذلك لآلاف المحتجزين المصريين:

وقالت إنه “يتعين على الحكومة الأمريكية أن تخفض على الفور 185 مليون دولار على الأقل من المساعدات الأمنية لمصر كعقوبة لفشل تلك الحكومة في الاستجابة للتوسعات المتكررة رفيعة المستوى للإفراج عن قاسم”.

كما يجب على الحكومة الأمريكية أن توضح أيضًا أنه سيتم تخفيض المبلغ نفسه لكل من المعتقلين الأمريكيين الذين لم يتم إطلاق سراحهم وإعادتهم إلى الولايات المتحدة في غضون 30 يومًا من الخصم الأولي.

ودعت المجموعة الحكومة الأمريكية لتطبيق عقوبات “ماجنيسكي” على جميع المسؤولين الحكوميين المصريين المسؤولين عن قتل قاسم، وفرض عقوبات اقتصادية على ممتلكاتهم ومنعهم من استخدام النظام المصرفي الدولي.

كما قالت إنه “يتعين على الحكومة الأمريكية دعم النداءات المتكررة من جماعات حقوق الإنسان المصرية علنًا وسرًا لإجراء تحقيق من الأمم المتحدة في ظروف الاحتجاز والسجون في البلاد، فضلاً عن السماح للجنة الصليب الأحمر الدولية بالوصول إلى جميع السجون.

تركوه يموت مثل الرئيس مرسي

وقالت المجموعة الامريكية أن حكومة السيسي تركت “قاسم” يموت من الإهمال الطبي مثل الرئيس الراحل “محمد مرسي”، الذي قالت إنه “حُرم أيضًا من الرعاية الطبية المناسبة وتعرض لإساءات أخرى في السجن”.

وأوضحت: “أرسلنا إلى وزير الخارجية مايكل بومبو في يونيو 2019 لحث الولايات المتحدة على اتخاذ إجراء استجابة للظروف السيئة التي يعاني منها الآلاف المعتقلين السياسيين في مصر، بمن فيهم قاسم والعديد من المواطنين الأمريكيين الآخرين، وأجاب بومبو أنه يشاركنا مخاوفنا، وأن إدارة ترامب “ستواصل التواصل مع السلطات المصرية على أعلى المستويات بشأن هذه القضايا”.

ولكن الفشل في إطلاق سراح قاسم، على الرغم من أن مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى أثاروا قضيته مرارًا وتكرارًا، يشير إلى أن “السيسي يعتقد أنه يمكن أن يتصرف دون عقاب” كما تقول المجموعة.

وقالت المجموعة أن “الإخفاقات السابقة في تحميل مصر المسؤولية عن التجاوزات ضد المصالح والقيم والأشخاص في الولايات المتحدة قد شجعت حكومة السيسي على تجاهل المخاوف الأمريكية، والإفلات من العقاب”.

وفي اعقاب وفاة قاسم، أصدر السناتور باتريك ليهي بيانًا اعتبر السيسي “مسؤولًا شخصيًا” عن قتل قاسم والمعتقلين المصريين، وحثّ البيت الأبيض والكونغرس على “الاعتراف بأنه لا يمكننا الاستمرار في مكافأة مثل هذا السلوك المشين” من قبل شريك أمريكي مزعوم.

عاقبوا السيسي

وقد نعى عدد من المشرّعين الأمريكيين وفاة المسجون المصري الأمريكي مصطفى قاسم في القاهرة، وطالبوا الرئيس دونالد ترامب بتوقيع عقوبات على المسؤولين المصريين المسؤولين عن وفاته.

وفي مؤتمر صحفي نظمه مشروع «الديمقراطية في الشرق الأوسط» في واشنطن، قال عضو الكونجرس الجمهوري عن ولاية نيويورك بيتر كينج: “لا يوجد أعذار لما حدث هذه المرة، هذا عار مُطلق”، وطالب بمراجعة المساعدات الأمريكية لمصر وتطبيق عقوبات، متابعًا “مصر تحتاج إلينا أكثر مما نحتاجها”.

بينما قال عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي باتريك ليهي عن ولاية فيرمونت إن: «رفض البيت الأبيض استخدام نفوذه للإفراج عن قاسم فضيحة وتساءل عن نفوذ أمريكا علي السيسي هو، وكريس فان هولين، عضو مجلس الشيوخ.

“أنا أموت حرفيا”

وكتب محمد سلطان (الناشط الحقوقي ومؤسس منظمة “مبادرة الحرية”) مقالا بصحيفة واشنطن بوست ينتقد عدم تدخل ترامب لإطلاق سرا قاسم رغم انه أرسل رسالة لترامب يقوله فيها: “أنا أموت حرفيا”.

وأشار سلطان إلى ملاحظات بخط اليد هربها مصطفى من السجن إلى الرئيس ترامب ونائبه مايك بنس عبر عضو الكونغرس عن دائرته بيتر كينغ، وكتب فيها “أنا أموت حرفيا”. وفي ملاحظة أخرى قال “أريد أن يعلم أبنائي أنني حاربت بكل ما أوتيت من قوة من أجل حريتي، وأريدهم أن يعرفوا أن أميركا عظيمة لأن حكومتنا ستحارب بكل قوتها من أجل مواطنيها”.

ويشير سلطان إلى أن أشد الأشياء إيلاما لوفاة مصطفى كانت إخفاق الحكومة الأميركية في تأمين إطلاق سراحه، وتجاهل كل الدعوات العامة والخاصة لإطلاق سراحه، وتساءل منتقدا: كيف يمكن أن يموت مواطن أميركي في سجن مصري عندما كان يدافع كبار المسؤولين الأميركيين عن قضيته؟ وقال إن هذا سؤال مهم يجب على إدارة ترامب الإجابة عنه.

واستبق بأنه عندما تفشل الولايات المتحدة في التدخل بجدية نيابة عن الأميركيين المعتقلين ظلما في الخارج، فإنها بذلك تبعث رسالة إلى كل سجين منسي في جميع أنحاء العالم بأن حياتهم لا أهمية لها في الحسابات السياسية.

وختم بأن وفاة مصطفى تتحدث أيضا عن مستوى الإفلات من العقاب الذي يعمل فيه الحكام المستبدون اليوم، وتواطؤ إدارة ترامب مع مثل هذه المظالم، وأن هذه المأساة وصمة عار واضحة في سجل ترامب المفرّط في إعادة الأميركيين إلى ديارهم.

ويصف سلطان مصر في حكم السيسي بأنها أصبحت ثقبا أسود لحقوق الإنسان والحكم الديمقراطي وحكم القانون، وكيف أنه منذ بدء السيسي حملة قمع غير مسبوقة وشديدة الوطأة على المعارضين عام 2013 فقَد آلاف المصريين أرواحهم في عمليات قتل خارج إطار القضاء، وسجن عشرات الآلاف الذين اتهموا باتهامات سياسية ملفقة، بما في ذلك نشطاء وصحفيون ومواطنون أميركيون.

واليوم يقدر عدد السجناء السياسيين بنحو ستين ألفا يعيشون ظروفا غير إنسانية ووحشية، إلى جانب الإبلاغ عن مقتل 677 شخصا بسبب الإهمال الطبي، بما في ذلك الرئيس المعزول محمد مرسي.

منظمات حقوقية تطالب بتفتيش سجون مصر

وبالتزامن مع مقتل ثالث معتقل في سجون مصر خلال اسبوع وهو مصطفي قاسم، أعربت 9 منظمات حقوقية عن قلقها البالغ إزاء تصاعد أعداد الوفيات داخل السجون المصرية منذ مطلع العام الجاري، وقالت أنه “نتيجة استمرار سياسة الحرمان من الرعاية الصحية وتفاقم الإهمال الطبي للمرضى وكبار السن والتعنت البالغ في رفض دخول الأغطية والملابس الثقيلة في هذا البرد القارص”.

وتحدثت المنظمات عن الممارسات غير الإنسانية والمعاملة الحاطة للكرامة والتعذيب مما يدفع المحتجزين للإضراب عن الطعام احتجاجًا، في محاولة أخيرة لرفع القليل من الظلم عن كاهلهم، على نحو يعرض حياة الكثير منهم للخطر.

واكدت المنظمات في بيان مشترك أن وفاة 3 محتجزين على الأقل في أسبوع واحد في 3 سجون مختلفة يدق ناقوس الخطر بشأن مئات من المحتجزين لا تصل استغاثتهم للعالم الخارجي، ينتظرون مصير مشابه، طالما يقيت السجون المصرية بمعزل عن الرقابة الحقيقية. وفي ذلك تجدد المنظمات الموقعة مطلبها للجنة الدولية للصليب الأحمر بتفقد أوضاع السجون في مصر.

واودت المنظمات انه توفي 958 سجينًا (في الفترة بين يونية 2013 وحتى نوفمبر 2019) بزيادة مفرطة خلال عام 2019، بحسب أخر تحديث حقوقي، بينهم 677 نتيجة الإهمال الطبي، و136 نتيجة التعذيب.

شاهد أيضاً

حماس: المرونة التي نبديها لا تعني التراجع عن شروطنا وإسرائيل لا يعنيها أسراها

قال القيادي في حركة “حماس” باسم نعيم، إن “إسرائيل باتت تفهم المرونة التي تبديها حماس …