محمد عبدالرحمن صادق: رمسيس الثاني يقفز من قارب الانقلاب وينضم للشرعية!

سادت حالة غير مسبوقة من التذمر والسخط بين الآثار المصرية نتيجة للإهمال وسوء المعاملة والانتهاكات الخطيرة التي تتعرض لها التماثيل والآثار المصرية منذ بداية الانقلاب وحتى وقتنا هذا. وبين الحين والآخر تظهر موجة من الاستياء ولكنها سرعان ما تنتهي بسبب القمع والتهديدات واستخدام العنف ضد التماثيل والآثار المصرية.  

ومن أكبر مظاهر الاستياء والتعبير عن هذا التذمر ما حدث في فبراير الماضي حيث هرب رمسيس الثاني من مكانه حتى لا تتعامد الشمس على وجهه وذلك للمرة الأولى في التاريخ منذ 3281 عاما مما تسبب في ضرب السياحة المصرية والاقتصاد المصري وإحراج النظام.

وبعد تقصي الحقائق اتضح أن أسباب ظهور حالة الاستياء بين الآثار والتماثيل المصرية كثيرة ومتعددة .. نذكر منها:

1- قيام السلطات المصرية بانتهاك خطير ضد السيد / توت عنخ أمون عندما قامت بلصق ذقنه بلاصق ( أمير ) بدلاً من قيام متخصصين بهذا الأمر مما عرَّض حياة سيادته للخطر وكاد أن يموت نتيجة للإهمال الطبي المتعمد في حقه . وهذه سابقة ليس لها مثيل في العالم وتٌعد امتهاناً للقادة وتعريضًا لحياتهم للخطر.

2- استخدام ( الجير الحي ) في تبييض بعض الحوائط بالمعابد مما يترتب عليه آثار جانبية مدمرة للصحة على المدى البعيد والموت البطيء للكثير من قادة التماثيل, وكذلك استخدام الأسمنت والمحارة في ترميم الآثار وعدم مُراعاة الحالة الإنسانية وقوانين ترميم الآثار المتعارف عليها عالميا.

3- تركيب ساق من الرخام لأحد التماثيل الشهيرة بعدما تعرض لحادث أليم ترتب عليه بتر ساقه وعدم السماح بعلاج سيادته على نفقة الدولة أسوة بكثيرين ممن هم أقل منه شأناً ومكانة, وعدم مراعاة تاريخه الوطني مما أثر على الحالة النفسية لسيادته واعتبر ذلك امتهاناً للكرامة الإنسانية في الوقت الذي تنفق فيه الملايين على مظاهر الترف وعلى رموز النظام وأركانه الغاصبين.

4- الاختفاء القسري لذويهم وأبنائهم وتهريبهم للخارج عن طريق كبار المسئولين في الدولة.

5- نقل التماثيل في سيارات خاصة بنقل (المواشي) وعدم مراعاة مكانتهم التاريخية مما يعتبر امتهاناً صارخاً لا يجب السكوت عليه حيث أن ذلك يعرض حياتهم للخطر ويتركهم عرضة للسطو والخطف خارج القانون.

6- صممت بعض المحافظات تماثيل للملكة نفرتيتي وغيرها بشكل قبيح المنظر يثير السخرية ولا يمت للحقيقة بصلة مما يعتبر تشويهاً لها ولتاريخها العظيم.

7- سرقة التماثيل الموجودة على كوبري قصر النيل أثناء ترميمه واستبدالها بتماثيل أسمنتية زائفة مما يعتبر امتهاناً للتاريخ الطويل وحرمان الأجيال القادمة من تاريخ أجدادهم.

8- تصميم تماثيل لرموز مصرية بطريقة تثير السخرية مثل تمثال الزعيم أحمد عرابي وتمثال رفاعة الطهطاوي والعديد من التماثيل لرموز آخرين تُعتبر انتقاصاً من قدر هؤلاء الرموز وتشويها لتاريخ مصر في مجال النحت والتصميم.

9- انتهاكات أخرى خطيرة لم يفصح عنها السيد رمسيس الثاني حفاظاً على الحالة النفسية لبعض التماثيل ووعد سيادته بالإفصاح عنها في الوقت المناسب.

10- وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير؛ استخدام لودر ومجموعة من العمال لاستخراج تمثال عثر عليه بمنطقة المطرية بالقاهرة مما ترتب عليه تهشيم التمثال واعتُبر ذلك العمل سُبَّة وإهانة متعمدة لا يجب السكوت عليها مع المطالبة بالمساواة بما تقوم به البعثات الأجنبية التي تزيل التراب بفرشاة تشبه فرشاة الأسنان وبعناية وحرص بالغين.

وفي نهاية حديثه أعلن السيد رمسيس الثاني عن تدشين حركة (تماثيل ضد الانقلاب) والتي ستكون مهمتها تطفيش السياح حتى لا يأتون إلى مصر مرة أخرى, والقيام بفاعليات أخرى سيتم تبنيها والإفصاح عنها في الوقت المناسب, ووعد سيادته بأن هذه الفاعليات ستكون بمثابة سطور في شهادة وفاة الانقلاب ورموزه كأبسط رد على الإهانات المتعمدة في حق الآثار المصرية.

كما ناشد السيد رمسيس الثاني كل التماثيل داخل المعابد والمتاحف من كل الأطياف والانتماءات بالاصطفاف وأن يكونوا يداً واحدة ضد هذا الظلم البيِّن وحتى زوال الانقلاب .

حفظ الله تماثيل ومتاحف مصر من الانقلاب الغاشم وأذرعه الغاصبة!

شاهد أيضاً

محمد السهلي يكتب : الأونروا والعودة.. معركة واحدة

بحكم معناها ورمزيتها ووظيفتها، يصبح الدفاع عن الأونروا معركة واجبة وملحة .. ومفتوحة. ومع أن …